النيابة العامة تتسلم 17 مركزًا تكنولوجيًا متنقلًا جديدًا لرقمنة الخدمات
مؤخرًا، شهدت النيابة العامة المصرية استلام دفعة جديدة ومهمة من المراكز التكنولوجية المتنقلة، شملت 17 وحدة حديثة ومتكاملة. تهدف هذه الخطوة الاستراتيجية إلى تعزيز مسيرة التحول الرقمي الشامل في الجهاز القضائي وتيسير وصول المواطنين إلى الخدمات العدلية بكفاءة وسرعة غير مسبوقة. جاء هذا التسليم في إطار التعاون المثمر والمستمر بين وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والنيابة العامة، بحضور الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، والمستشار محمد شوقي، النائب العام، وذلك بمقر النيابة العامة.

الخلفية والأهداف الاستراتيجية
تندرج مبادرة تسليم المراكز التكنولوجية المتنقلة ضمن الإطار الأوسع لرؤية مصر 2030، التي تضع التحول الرقمي وتطوير الخدمات الحكومية على رأس أولوياتها. تسعى الدولة المصرية جاهدة لرقمنة كافة الخدمات العامة، بما في ذلك القطاع القضائي، لضمان الشمولية والكفاءة وتقليل الأعباء على المواطنين. لطالما كانت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية رائدة في دعم وتنسيق هذه الجهود، من خلال توفير البنية التحتية والحلول التكنولوجية اللازمة لمختلف الجهات الحكومية.
تاريخيًا، واجهت النيابة العامة، شأنها شأن العديد من المؤسسات الكبرى، تحديات تتعلق بتقديم الخدمات في المناطق النائية أو ذات الكثافة السكانية العالية، مما كان يتطلب من المواطنين قطع مسافات طويلة للوصول إلى المقرات الثابتة. تأتي هذه المراكز المتنقلة كحل جذري لمعالجة هذه التحديات، موفرة بذلك آلية مرنة وفعالة لتوسيع نطاق الخدمات وتقريبها من المواطن، بما يتماشى مع التوجهات العالمية في تيسير الإجراءات القضائية وتعزيز العدالة الناجزة.
تفاصيل المراكز التكنولوجية المتنقلة ونطاق خدماتها
تمثل المراكز التكنولوجية المتنقلة الموردة للنيابة العامة وحدات عمل متكاملة ومجهزة بأحدث التقنيات. تتضمن هذه التجهيزات شبكات اتصال مؤمنة، أجهزة حاسوب متطورة، طابعات، ماسحات ضوئية، وأجهزة قراءة بطاقات الهوية الذكية، بالإضافة إلى الأنظمة البرمجية المتخصصة اللازمة لعمليات النيابة العامة. كما تم تدريب فريق عمل متخصص من موظفي النيابة على استخدام هذه التقنيات وتشغيل المراكز بفعالية، لضمان تقديم خدمة سريعة ودقيقة.
- تلقي الشكاوى والبلاغات: تتيح المراكز للمواطنين تقديم الشكاوى والبلاغات إلكترونيًا مباشرة من مواقع تواجدهم.
- طلبات سحب القضايا والتصالح: تسهيل إجراءات طلبات سحب القضايا وخدمات التصالح المختلفة.
- استخراج الشهادات والوثائق: تمكين المواطنين من استخراج شهادات المخالفات ووثائق أخرى ذات صلة بسرعة.
- الاستعلام عن القضايا: توفير خدمة الاستعلام الفوري عن حالة القضايا والإجراءات المتخذة بشأنها.
- التواجد في التجمعات والمناسبات: القدرة على التواجد في الفعاليات الكبرى أو التجمعات لتقديم خدمات فورية ومباشرة.
صُممت هذه الوحدات لتكون ذاتية الاكتفاء من حيث الطاقة والاتصالات، مما يمكنها من العمل في أي موقع تقريبًا، سواء داخل المدن أو في المناطق الريفية والصحراوية. هذه المرونة تضمن استمرارية الخدمة وعدم تأثرها بالبنية التحتية للمنطقة التي تتواجد بها.
الأثر المتوقع والفوائد للمواطنين والمنظومة القضائية
من المتوقع أن تحدث هذه الدفعة من المراكز التكنولوجية المتنقلة تأثيرًا إيجابيًا كبيرًا على كل من المواطنين والمنظومة القضائية بشكل عام. بالنسبة للمواطنين، ستترجم هذه المبادرة إلى توفير هائل في الوقت والجهد، وتقليل الحاجة إلى الانتقال لمسافات طويلة، وبالتالي خفض التكاليف المرتبطة بالحصول على الخدمات العدلية. كما أنها تعزز مبدأ المساواة في الوصول إلى العدالة، وتضمن أن سكان المناطق الأقل حظًا جغرافيًا لن يكونوا محرومين من الخدمات الأساسية للنيابة العامة.
على صعيد النيابة العامة، تسهم هذه المراكز في رفع كفاءة العمليات الداخلية، وتقليل الضغط على المقرات الرئيسية، مما يسمح للموظفين بالتركيز على المهام الأكثر تعقيدًا. كما أنها توفر تدفقًا للبيانات بشكل أكثر انتظامًا ودقة، مما يدعم عمليات التحليل والتخطيط الاستراتيجي، ويساهم في تحسين جودة الأداء العام للنيابة. إنها خطوة مهمة نحو بناء منظومة قضائية أكثر حداثة وفعالية وتجاوبًا مع متطلبات العصر.
رؤى مستقبلية
يؤكد تسليم هذه المراكز التكنولوجية المتنقلة التزام الدولة المصرية الثابت بمواصلة مسيرة التحول الرقمي في جميع قطاعاتها. من المرجح أن تشهد الفترة القادمة المزيد من التوسع في نطاق الخدمات التي يمكن تقديمها عبر هذه المراكز، وقد يتم دراسة إمكانية زيادة عدد الوحدات المتنقلة لتغطية أوسع رقعة جغرافية ممكنة، أو تطوير خدمات إضافية تتناسب مع طبيعة عمل النيابة العامة المتغيرة. تهدف هذه الجهود المستمرة إلى تحقيق رؤية شاملة لمصر تتميز بالعدالة الاجتماعية، الكفاءة المؤسسية، والتطور التكنولوجي، بما يخدم مصلحة الوطن والمواطن.





