الهلال السعودي يرصد 250 مليون يورو لضم هاري كين
كشفت تقارير إعلامية حديثة، صدرت في الأسابيع الأخيرة من صيف عام 2023، عن أن نادي الهلال السعودي، أحد أبرز الأندية في المملكة العربية السعودية وآسيا، يخصص ميزانية ضخمة تصل إلى 250 مليون يورو بهدف التعاقد مع المهاجم الإنجليزي الدولي هاري كين، قائد توتنهام هوتسبير ومنتخب إنجلترا. يأتي هذا التطور في سياق حملة تعاقدات غير مسبوقة تشهدها الأندية السعودية، مدعومة بصندوق الاستثمارات العامة، لجذب نخبة من نجوم كرة القدم العالميين إلى الدوري السعودي للمحترفين.

خلفية الصفقة المحتملة
تعتبر فكرة انتقال هاري كين، البالغ من العمر 30 عامًا، بمثابة قنبلة مدوية في سوق الانتقالات العالمية نظراً لمكانته كأحد أفضل المهاجمين في العالم حالياً. يتبقى في عقد كين مع ناديه الحالي توتنهام هوتسبير عام واحد فقط، مما يضع النادي اللندني في موقف حرج؛ فإما أن يبيعه هذا الصيف لتجنب خسارته مجاناً في الصيف المقبل، أو يخاطر ببقائه دون تجديد العقد. لطالما أعرب كين عن طموحه بتحقيق الألقاب الكبرى، وهو ما لم يتمكن من تحقيقه مع توتنهام حتى الآن، بالإضافة إلى سعيه لتحطيم الرقم القياسي لعدد الأهداف في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز الذي يحمله آلان شيرر. هذه العوامل جعلته هدفاً لعدد من الأندية الأوروبية الكبرى، أبرزها بايرن ميونخ الألماني.
من جانب آخر، يشهد الدوري السعودي للمحترفين تحولاً جذرياً مدفوعاً بضخ استثمارات هائلة من قبل صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF). وقد أدى هذا الدعم المالي إلى جذب أسماء بارزة مثل كريستيانو رونالدو وكريم بنزيما ونغولو كانتي ورياض محرز وساديو ماني وغيرهم الكثير. يهدف هذا المشروع الطموح إلى رفع مستوى المنافسة في الدوري، وزيادة شعبيته العالمية، وجعل المملكة وجهة رئيسية للاعبين الموهوبين، وذلك تماشياً مع رؤية المملكة 2030. الهلال، كأحد الأندية الأربعة التي يمتلكها الصندوق، يسعى لتعزيز صفوفه بشكل كبير بعد استقطاب لاعبين مثل روبن نيفيز وكاليدو كوليبالي، ويسعى الآن لضم مهاجم من طراز عالمي.
التطورات الأخيرة وموقف الأطراف
وفقًا للتقارير المتداولة، فإن العرض الهلالي المقترح لكين يعتبر الأعلى من الناحية المالية، حيث لا يشمل فقط رسوم انتقال كبيرة للغاية لتوتنهام، بل يتضمن أيضاً راتباً سنوياً ضخماً للاعب نفسه قد يجعله من بين الأعلى أجراً في العالم. ومع ذلك، تشير المصادر إلى أن هاري كين لا يزال يفضل البقاء في أوروبا، وتحديداً في الدوري الإنجليزي الممتاز، ليواصل مطاردة الأرقام القياسية الشخصية وتحقيق الألقاب. يُعتقد أن اهتمام بايرن ميونخ قد حظي ببعض الأولوية بالنسبة لكين، نظراً لفرص تحقيق الألقاب الأوروبية والبطولات المحلية التي يوفرها النادي الألماني. إلا أن المفاوضات بين توتنهام وبايرن ميونخ واجهت صعوبات بسبب الفارق في تقييم اللاعب.
أما بالنسبة لنادي توتنهام هوتسبير، فإن رئيسه دانيال ليفي معروف بصلابته في المفاوضات. يفضل ليفي الاحتفاظ بكين بأي ثمن، أو بيعه بسعر يرى أنه يعكس قيمة اللاعب الهائلة، خاصة وأنه لا يرغب في بيعه لأحد المنافسين المباشرين في الدوري الإنجليزي الممتاز. العرض السعودي، رغم ضخامته، قد يمثل فرصة مالية لا تعوض لتوتنهام لتمويل إعادة بناء الفريق، ولكنه يتطلب منهم إقناع اللاعب بترك أوروبا، وهو ما يبدو التحدي الأكبر.
الآثار المحتملة للصفقة
- بالنسبة لهاري كين: يواجه كين قراراً مصيرياً بين تأمين مستقبله المالي بشكل غير مسبوق في السعودية، أو مواصلة السعي وراء تحقيق الألقاب والأرقام القياسية في الدوريات الأوروبية الكبرى.
- بالنسبة للهلال والدوري السعودي: ستعزز صفقة بهذا الحجم من سمعة الدوري السعودي بشكل كبير، وتثبت قدرته على جذب أبرز الأسماء في عالم كرة القدم، مما يدعم أهداف رؤية المملكة 2030 الرياضية. كما أنها ستمنح الهلال قوة هجومية لا مثيل لها في المنطقة.
- بالنسبة لتوتنهام: بيع كين سيوفر للنادي سيولة مالية ضخمة قد تساعد في إعادة بناء الفريق وتدعيم عدة مراكز، لكنه سيترك فراغاً هائلاً في خط الهجوم يصعب تعويضه، وقد يؤثر على طموحات النادي الفورية في المنافسة.
- على سوق الانتقالات العالمي: يرسخ هذا العرض الضخم الدور المتنامي للأندية السعودية كقوة مالية مؤثرة في سوق الانتقالات العالمي، مما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار اللاعبين بشكل عام وزيادة المنافسة على النجوم.
في الختام، يظل مصير هاري كين معلقاً بين طموحاته الرياضية الأوروبية والعرض المالي الضخم الذي قدمه الهلال السعودي. تشير التطورات حتى الآن، اعتباراً من أواخر أغسطس 2023، إلى أن الصفقة لم يتم حسمها بعد، وأن المفاوضات لا تزال جارية على عدة جبهات، مما يجعل هذه Saga واحدة من أكثر قصص الانتقالات إثارة في هذا الصيف.





