أصدرت الهيئة الوطنية للانتخابات، وهي الجهة المسؤولة عن تنظيم وإدارة العملية الانتخابية في البلاد، قراراتها النهائية بشأن الطعون التي تقدم بها المرشحون على نتائج الحصر العددي لأصوات الناخبين في دوائر محافظات المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب. ويُعد هذا الإجراء خطوة حاسمة لضمان نزاهة وشفافية العملية الانتخابية، ومن المقرر أن يتم إخطار المتظلمين بهذه النتائج مساء اليوم، مما يمثل خاتمة لمرحلة مهمة من مراحل الفرز والمراجعة.

السياق والخلفية
تضطلع الهيئة الوطنية للانتخابات بدور محوري في الإشراف على كافة مراحل الانتخابات، بدءًا من تسجيل الناخبين وصولاً إلى إعلان النتائج النهائية. وتُعد انتخابات مجلس النواب من الاستحقاقات الدستورية الهامة التي تحدد تشكيل السلطة التشريعية في البلاد. تُجرى هذه الانتخابات عادةً على مراحل متعددة لضمان الكفاءة اللوجستية وتغطية كافة الدوائر الانتخابية.
يشير مصطلح "الحصر العددي" إلى الإحصاء الأولي للأصوات الذي يتم في لجان الفرز الفرعية فور انتهاء عملية التصويت في كل لجنة. تُعلن هذه النتائج الأولية بشكل فوري في مقار اللجان العامة، وهي أساس الطعون التي يمكن للمرشحين تقديمها. يتيح نظام الطعون للمرشحين الحق في التظلم من أي أخطاء أو مخالفات مزعومة في عملية فرز الأصوات، سواء كانت تتعلق بعدم صحة عد الأصوات، أو إغفال بعضها، أو وجود شبهة تلاعب. يتم تقديم هذه الطعون أولاً إلى اللجان العامة في الدوائر الانتخابية، ومن ثم يتم إحالتها إلى الهيئة الوطنية للانتخابات للبت فيها نهائياً.
أبرز التطورات
بعد انتهاء عملية التصويت والفرز الأولي للمرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب، فُتح باب تقديم الطعون أمام المرشحين المتضررين. وتلقّت اللجان العامة في محافظات المرحلة الثانية العديد من هذه الطعون، التي تمثل اعتراضات على النتائج الأولية للحصر العددي للأصوات. قامت الهيئة الوطنية للانتخابات، برئاسة القاضي حازم بدوي، بفحص دقيق وشامل لكل طعن على حدة. تضمنت عملية الفحص مراجعة محاضر الفرز، وكشوف الحصر، والمستندات المقدمة من المرشحين، للتأكد من مدى صحة الادعاءات الواردة في الطعون.
أفادت مصادر مطلعة أن الهيئة قد انتهت من دراسة كافة الطعون المقدمة، وأصدرت قراراتها التي جاءت بناءً على الأدلة والوثائق المقدمة، بالإضافة إلى المراجعات الداخلية. ومن المتوقع أن تبدأ الهيئة في إخطار المرشحين مقدمي الطعون بنتائج فحص طلباتهم مساء اليوم، مما يضع حداً للجدل حول صحة النتائج الأولية ويفتح الباب أمام الإعلان الرسمي للنتائج النهائية لهذه المرحلة.
الأهمية والتداعيات
تُعد قرارات الهيئة بشأن الطعون الانتخابية ذات أهمية بالغة لعدة أسباب:
- تعزيز الثقة: تُسهم هذه القرارات في تعزيز الثقة العامة في العملية الانتخابية، حيث تبرهن على وجود آلية فعالة لمراجعة الأخطاء وتصحيحها، مما يؤكد التزام الهيئة بمبادئ العدالة والشفافية.
- تحديد المصير الانتخابي: قد تؤدي بعض هذه الطعون، في حال قبولها، إلى تغييرات في النتائج الأولية، وبالتالي قد تؤثر على مصير بعض المرشحين، سواء بتأكيد فوزهم أو تغيير وضعهم في السباق الانتخابي.
- استقرار النتائج: بعد حسم الطعون، تصبح النتائج أكثر استقرارًا وقابلية للاعتماد عليها، مما يمهد الطريق للإعلان الرسمي عن أسماء النواب الفائزين في المرحلة الثانية.
- المساءلة: يضمن نظام الطعون مساءلة اللجان الفرعية والعامة عن دقة عملها، مما يرفع من مستوى الالتزام بالمعايير والإجراءات المحددة.
إن إتمام هذه المرحلة من فحص الطعون يعد إشارة واضحة على قرب إعلان النتائج النهائية للمرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب، مما يكمل جزءًا حيويًا من بناء الهيئة التشريعية الجديدة للبلاد.




