انطلاق الدعاية الانتخابية بالمرحلة الثانية لانتخابات مجلس النواب 2025 في 13 محافظة
انطلقت رسميًا، صباح اليوم، فترة الدعاية الانتخابية للمرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب المصري لعام 2025، إيذانًا ببدء المنافسة المباشرة بين المرشحين في 13 محافظة. وتُعد هذه الفترة، التي تسبق أيام الاقتراع، حيوية للمرشحين لعرض برامجهم والتواصل مع الناخبين في دوائرهم، وسط متابعة دقيقة من الهيئة الوطنية للانتخابات لضمان التزام الجميع بالضوابط القانونية. وتمثل هذه الانتخابات خطوة هامة في تشكيل السلطة التشريعية للبلاد للسنوات الخمس المقبلة.

الخلفية التنظيمية للانتخابات
تُجرى انتخابات مجلس النواب وفقًا للدستور والقانون، والذي يقر نظامًا انتخابيًا مختلطًا يخصص 50% من المقاعد للنظام الفردي و50% لنظام القائمة المغلقة. ولتسهيل الإدارة والإشراف، تم تقسيم محافظات الجمهورية البالغ عددها 27 إلى مرحلتين. وقد أشرفت الهيئة الوطنية للانتخابات، وهي الجهة المستقلة المسؤولة عن إدارة الاستحقاقات الانتخابية، على جميع الإجراءات بدءًا من تلقي طلبات الترشح وحتى إعلان النتائج النهائية، مؤكدة على توفير كافة الضمانات لإجراء عملية انتخابية نزيهة وشفافة.
تفاصيل المرحلة الثانية والمحافظات المشاركة
تتضمن المرحلة الثانية محافظات ذات ثقل سكاني وسياسي كبير، حيث يتنافس المرشحون على إجمالي 284 مقعدًا، مقسمة بين النظامين الفردي والقائمة. وتضم هذه المرحلة المحافظات التالية:
- القاهرة: العاصمة التي تشهد المنافسة الأكثر ضراوة.
- القليوبية: إحدى محافظات القاهرة الكبرى ذات الكثافة العالية.
- الدقهلية: من أكبر محافظات الدلتا من حيث عدد الناخبين.
- المنوفية: تُعرف بتاريخها السياسي الحافل.
- الغربية: مركز صناعي وزراعي هام.
- كفر الشيخ: تتميز بطابعها الزراعي وتأثير العائلات.
- الشرقية: من أكبر المحافظات من حيث المساحة وعدد السكان.
- دمياط: تشتهر بصناعاتها الحرفية وتكتلاتها التجارية.
- بورسعيد: مدينة ساحلية ذات أهمية استراتيجية.
- الإسماعيلية: إحدى محافظات القناة الرئيسية.
- السويس: بوابة مصر الشرقية ومركز اقتصادي حيوي.
- شمال سيناء: لها أهمية أمنية واستراتيجية خاصة.
- جنوب سيناء: مركز سياحي عالمي.
أبرز التطورات وقواعد الدعاية الانتخابية
مع بدء فترة الدعاية، أصدرت الهيئة الوطنية للانتخابات قائمة بالمحظورات والضوابط التي يتعين على المرشحين الالتزام بها. ويشمل ذلك الالتزام بالحد الأقصى للإنفاق الانتخابي المحدد قانونًا، والذي يختلف بين مرشحي الفردي والقائمة. كما شددت الهيئة على حظر استخدام المباني الحكومية أو المؤسسات التعليمية أو دور العبادة في أي شكل من أشكال الدعاية. وتتولى لجان متخصصة رصد أي خروقات إعلامية أو ميدانية، مع فرض عقوبات قد تصل إلى استبعاد المرشح المخالف من السباق الانتخابي. ومن المقرر أن تستمر الدعاية لمدة أسبوعين تقريبًا، وتنتهي قبل 48 ساعة من بدء التصويت، وهي فترة الصمت الانتخابي.
المشهد التنافسي والأهمية السياسية
يتميز المشهد الانتخابي في هذه المرحلة بتنافس محموم بين القوى السياسية الرئيسية، وعلى رأسها التحالفات الحزبية الكبرى التي تسعى لحصد مقاعد القائمة، وبين المرشحين المستقلين الذين يعتمدون على شعبيتهم الشخصية وعلاقاتهم المحلية في الدوائر الفردية. وتعتبر نتائج هذه المرحلة حاسمة في تحديد شكل الأغلبية داخل البرلمان القادم، مما سينعكس مباشرة على قدرة الحكومة على تمرير التشريعات وتنفيذ برامجها. وتتجه الأنظار بشكل خاص إلى محافظة القاهرة، التي لا تحدد نتائجها فقط عددًا كبيرًا من المقاعد، بل تعطي أيضًا مؤشرًا قويًا على المزاج العام للناخبين في المناطق الحضرية.





