انطلاق الدورة العاشرة لملتقى القاهرة الدولي لفنون الخط العربي
أعلنت وزارة الثقافة المصرية، ممثلة في قطاع صندوق التنمية الثقافية، مؤخرًا عن إطلاق فعاليات الدورة العاشرة من ملتقى القاهرة الدولي لفنون الخط العربي. يُعد هذا الملتقى حدثًا ثقافيًا بارزًا يُقام سنويًا، ويستضيف هذا العام نخبة من كبار الخطاطين والفنانين المتخصصين في هذا الفن الأصيل من مصر وعدد من الدول العربية والأجنبية. من المقرر أن تُقام فعاليات الدورة الجديدة في الفترة من 18 وحتى 28 ديسمبر بقصر الفنون بساحة الأوبرا، تحت شعار «بالحروف: سلام»، مما يؤكد على الرسالة السامية للفن في نشر قيم السلام والتواصل.

الخلفية وأهمية الحدث
يحتل فن الخط العربي مكانة فريدة في الثقافة والتراث العربي والإسلامي، فهو ليس مجرد وسيلة للكتابة، بل هو فن بصري رفيع يعكس قيمًا جمالية وروحية عميقة. وقد تم إدراج الخط العربي ضمن قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية، مما يؤكد على أهميته العالمية وضرورة الحفاظ عليه والاحتفاء به. تأسس ملتقى القاهرة الدولي لفنون الخط العربي قبل عقد من الزمن ليصبح منبرًا رئيسيًا للاحتفاء بهذا الفن وتطويره، ويعكس التزام وزارة الثقافة المصرية بالحفاظ على الهوية الثقافية ودعم الفنون التراثية والمعاصرة.
على مدار دوراته التسع الماضية، نجح الملتقى في استقطاب اهتمام واسع من الفنانين والجمهور، مقدمًا منصة للتبادل الثقافي والفني، ومسهمًا في إحياء فن الخط العربي وتقديمه بأساليب مبتكرة. وتبرز الدورة العاشرة كعلامة فارقة في مسيرة الملتقى، مؤكدة على استمرارية الجهود المبذولة لصون هذا الفن العريق ونقله إلى الأجيال القادمة.
أهداف الملتقى
يسعى ملتقى القاهرة الدولي لفنون الخط العربي إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الرئيسية، التي تصب في مصلحة الحفاظ على هذا الفن وتطويره:
- الحفاظ على فن الخط العربي: تأكيد مكانة الخط العربي كجزء أصيل من التراث الثقافي المصري والعربي والإسلامي، والعمل على صونه من الاندثار.
 - تشجيع الإبداع والابتكار: توفير بيئة محفزة للخطاطين والفنانين لعرض أعمالهم الجديدة وتجربة أنماط وتقنيات مبتكرة في الخط العربي.
 - تعزيز التبادل الثقافي: جمع فنانين وخبراء من مختلف أنحاء العالم لتبادل الخبرات والرؤى حول فن الخط، مما يثري المشهد الفني المحلي والدولي.
 - نشر الوعي وربط الأجيال: تعريف الجمهور، وخاصة الشباب، بجماليات الخط العربي وقيمته الفنية والتاريخية، وتشجيعهم على تعلم وممارسة هذا الفن.
 - الاحتفاء بالخطاطين الرواد: تكريم الشخصيات التي قدمت إسهامات جليلة في فن الخط العربي، تقديرًا لجهودهم وعرفانًا بدورهم.
 
برنامج الفعاليات والأنشطة
من المتوقع أن تشمل فعاليات الدورة العاشرة برنامجًا غنيًا ومتنوعًا يجمع بين العروض البصرية والتفاعلات التعليمية، ليلبي اهتمامات المتخصصين والجمهور العام على حد سواء. تشمل أبرز هذه الأنشطة:
- المعارض الفنية: عرض مجموعة واسعة من أعمال الخط العربي المعاصرة، بالإضافة إلى أعمال كلاسيكية، لخطاطين مصريين وعرب وأجانب. تستعرض هذه المعارض مختلف المدارس والأساليب الخطية، من الكوفي والنسخ والثلث إلى الديواني والرقعة وغيرها.
 - الورش الفنية: تنظيم ورش عمل تدريبية مكثفة تستهدف مختلف المستويات، من المبتدئين إلى المحترفين، لتعليم أسس الخط العربي وتقنياته، وأيضًا ورش عمل متخصصة في خطوط معينة أو استخدام مواد جديدة.
 - الندوات والمحاضرات: تقديم سلسلة من المحاضرات والندوات الثقافية التي تناقش تاريخ الخط العربي، نظرياته الجمالية، علاقته بالفنون الأخرى، وتأثير التكنولوجيا عليه، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والنقاد.
 - التكريمات: سيتم تكريم عدد من رموز فن الخط العربي الذين أسهموا بشكل فعال في إثرائه وتطويره، تقديرًا لمسيرتهم الفنية الطويلة وجهودهم في نقل هذا الفن عبر الأجيال.
 - شعار «بالحروف: سلام»: يحمل الشعار دلالة عميقة، إذ يربط بين جمالية الحرف العربي وقيم السلام والتسامح، مؤكدًا على قدرة الفن على تجاوز الحواجز الثقافية وتعزيز التفاهم المشترك بين الشعوب.
 
المشاركون والبعد الدولي
يشهد الملتقى هذا العام مشاركة استثنائية من قبل كوكبة من ألمع الخطاطين والفنانين من داخل مصر ومن عدة دول عربية وأجنبية. هذه المشاركة الدولية ليست مجرد إضافة كمية، بل هي عنصر جوهري يثري التجربة الفنية للملتقى. فمن خلال تلاقي الخبرات والأساليب المختلفة، يتم خلق حوار فني فريد يساهم في إبراز التنوع والابتكار في فن الخط العربي على مستوى عالمي. كما تتيح هذه المشاركة للجمهور فرصة الاطلاع على مدارس خطية متنوعة ورؤى فنية متعددة، مما يعزز من مكانة الملتقى كبوابة ثقافية رئيسية للتعرف على أحدث التطورات في هذا المجال.
التأثير والتطلعات المستقبلية
من المتوقع أن تترك الدورة العاشرة لملتقى القاهرة الدولي لفنون الخط العربي تأثيرًا إيجابيًا واسعًا، لا سيما في المشهد الثقافي المصري والعربي. فهو لا يساهم فقط في حفظ ونشر فن عريق، بل يعمل أيضًا على:
- إثراء الحياة الثقافية: بتقديم فعاليات فنية وتعليمية ذات جودة عالية للجمهور.
 - تعزيز السياحة الثقافية: بجذب الزوار المهتمين بالفنون التراثية من داخل وخارج مصر.
 - بناء القدرات: من خلال الورش والندوات التي تسهم في صقل مهارات الخطاطين الشبان وتنمية مواهبهم.
 - تأكيد ريادة مصر: في مجال الفنون والثقافة، ودورها كمركز إقليمي ودولي للتبادل الحضاري.
 
مع استمرار الملتقى في دورته العاشرة، تتطلع وزارة الثقافة والجهات المنظمة إلى تعزيز مكانته كأحد أهم الفعاليات الدولية المتخصصة في فن الخط العربي، واستكشاف آفاق جديدة لربط هذا الفن بالتحديات والفرص المعاصرة، مع الحفاظ على جوهره وروعته الأصيلة.





