صندوق التنمية الثقافية يفتح باب المشاركة في الدورة العاشرة لملتقى القاهرة الدولي للخط العربي
أعلن صندوق التنمية الثقافية، برئاسة الدكتور حمدي سطوحي، عن فتح باب التقدم للمشاركة في الدورة العاشرة لملتقى القاهرة الدولي لفن الخط العربي. يُعد هذا الملتقى أحد أبرز الفعاليات الثقافية الهادفة إلى الحفاظ على فن الخط العربي الأصيل وتطويره، ومن المقرر أن يستقبل طلبات المشاركة من الفنانين والخطاطين البارزين من مصر ومختلف أنحاء العالم، وذلك في إطار جهود الصندوق المتواصلة لدعم هذا الفن العريق ونشر الوعي بجمالياته وقواعده الأصيلة.
تأتي هذه الدورة المرتقبة لتؤكد التزام مصر الدائم بتعزيز مكانة الخط العربي كجزء لا يتجزأ من الهوية الثقافية العربية والإسلامية. وتعتبر هذه الدورة استمرارًا لتقليد الملتقى الذي أرسى قواعده على مدار تسع دورات سابقة، محققًا نجاحًا كبيرًا في استقطاب المواهب الفنية وتقديمها للجمهور. يستعد الملتقى لاستضافة نخبة من الخطاطين لتبادل الخبرات وعرض أحدث إبداعاتهم، مما يُثري المشهد الفني والثقافي.
خلفية وأهداف الملتقى
يُعد ملتقى القاهرة الدولي لفن الخط العربي حدثًا ثقافيًا سنويًا ينتظره بشغف محبو الفن وأكاديميوه. انطلق الملتقى قبل عقد من الزمان بهدف أساسي هو إبراز فن الخط العربي كشكل فني مستقل، يسلط الضوء على جمالياته، ويسعى للحفاظ عليه من الاندثار في ظل التحديات المعاصرة. كما يهدف الملتقى إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية، منها:
- تشجيع الابتكار: تحفيز الخطاطين على التجريب وتقديم أعمال فنية جديدة تجمع بين الأصالة والمعاصرة.
- التبادل الثقافي: توفير منصة للقاء والتعاون بين الفنانين العرب والأجانب، مما يُثري التجارب الفنية المشتركة.
- نشر الوعي: تعريف الأجيال الجديدة والجمهور الأوسع بأهمية الخط العربي ودوره التاريخي والحضاري.
- توثيق الأعمال: جمع وتوثيق الأعمال الخطية المتميزة لإنشاء أرشيف فني يخدم الباحثين والدارسين.
- الاحتفاء بالرموز: تكريم الرواد والشخصيات التي أسهمت في إثراء فن الخط العربي.
على مدار دوراته السابقة، نجح الملتقى في استقطاب مئات المشاركات من داخل مصر وخارجها، وأسهم في اكتشاف مواهب جديدة وتقديمها للمجتمع الفني، مما أكسبه مكانة مرموقة كواحد من أهم ملتقيات الخط العربي على الساحة الدولية.
تفاصيل الدورة العاشرة ومواعيدها
تنطلق فعاليات الدورة العاشرة للملتقى في الفترة ما بين 18 إلى 28 ديسمبر 2025. سيشهد قصر الفنون بدار الأوبرا المصرية، أحد أبرز الصروح الثقافية في القاهرة، استضافة الجزء الأكبر من الفعاليات، بما في ذلك المعارض الفنية التي ستعرض الأعمال المختارة. يُتوقع أن تكون هذه المعارض مساحة حيوية للجمهور للاطلاع على تنوع أساليب الخط العربي وروعة فنونه وتطوراته.
تتضمن أجندة الملتقى أيضًا ندوات علمية متخصصة ومحاضرات تثقيفية تقام في سينما الحضارة، حيث سيتم مناقشة قضايا تتعلق بتاريخ الخط العربي، تطوراته الحديثة، وتحدياته المستقبلية. هذه الندوات تهدف إلى تعميق الفهم الأكاديمي والفني للخط، وتوفير فرصة للباحثين لتقديم دراساتهم وأوراقهم البحثية القيمة.
أما حفل الختام والتكريم، فسيُقام في 21 ديسمبر 2025 بالمسرح الصغير بدار الأوبرا، حيث سيتم تكريم الفنانين المشاركين والإعلان عن الجوائز إن وجدت، مما يُضفي طابعًا احتفاليًا على هذه الدورة ويسلط الضوء على الإنجازات الفنية التي تحققت.
أهمية الخط العربي ودور الملتقى في صونه
لا يقتصر فن الخط العربي على كونه مجرد وسيلة للكتابة، بل هو تراث حضاري عميق، يعكس جمال اللغة العربية وغناها، ويحمل قيمًا فنية وروحية عالية. يُعد الخط العربي جزءًا لا يتجزأ من الفنون الإسلامية، وقد تطور عبر العصور ليصبح له مدارس وأساليب متنوعة، كل منها يحكي قصة وتاريخًا متفردًا.
في عالم يتزايد فيه الاعتماد على التقنيات الرقمية، يواجه فن الخط العربي تحديات كبيرة تتطلب جهودًا حثيثة للحفاظ عليه وتجديده. يأتي ملتقى القاهرة الدولي للخط العربي ليلعب دورًا محوريًا في هذا الصدد، فهو لا يكتفي بعرض الأعمال الفنية فحسب، بل يعمل أيضًا على تشجيع التعليم والتدريب في هذا المجال، ويُسهم في خلق جيل جديد من الخطاطين القادرين على حمل هذه الأمانة الفنية ومواصلة الإبداع فيها.
يسعى صندوق التنمية الثقافية، من خلال هذه المبادرات، إلى تعزيز مكانة مصر كمركز إشعاع ثقافي وحضاري يهتم بفنونه وتراثه، ويؤكد على أن الفن أداة فعالة للتواصل بين الثقافات والشعوب، ويساهم في الحفاظ على هذا الإرث الفني النفيس للأجيال القادمة.





