انطلاق الدورة الـ33 لمهرجان الموسيقى العربية يوم الخميس بتكريم أم كلثوم وشخصيات فنية بارزة
تستعد الأوساط الثقافية والفنية في مصر والعالم العربي لحدث بارز، حيث تنطلق يوم الخميس فعاليات الدورة الـ33 من مهرجان الموسيقى العربية. يعد المهرجان، الذي يمثل أحد أهم الملتقيات الفنية في المنطقة، مناسبة للاحتفاء بالتراث الموسيقي العربي الغني وتكريم رواده. وتكتسب هذه الدورة أهمية خاصة باختيار كوكب الشرق، أم كلثوم، لتكون شخصية العام، وذلك احتفالاً بمرور خمسين عاماً على رحيلها، في لفتة تقديرية لمسيرتها الفنية الخالدة وأثرها العميق في وجدان الشعوب العربية.
خلفية عن المهرجان وأهمية هذه الدورة
يعود تاريخ مهرجان الموسيقى العربية إلى عقود، وقد تأسس بهدف الحفاظ على أصول الموسيقى العربية الأصيلة وتطويرها، إلى جانب دعم المواهب الفنية الشابة وتعزيز التبادل الثقافي بين الدول العربية. يقام المهرجان سنوياً تحت رعاية وزارة الثقافة المصرية، ويستضيف فعالياته الرئيسية دار الأوبرا المصرية، إضافة إلى مسارح أخرى. وقد رسخ المهرجان مكانته كمنصة رئيسية لعرض ألوان الطرب الأصيل والمعاصر، ونافذة يطل منها الجمهور على عمالقة الفن ومبدعيه. يمثل اختيار أم كلثوم كشخصية محورية للدورة الـ33 خطوة استثنائية، تسلط الضوء على الإرث الفني لأيقونة لا تزال أغانيها تتردد في كل بيت عربي، وتؤكد على استمرارية تأثيرها الفني والثقافي عبر الأجيال.
تفاصيل حفل الافتتاح
ستشهد مراسم افتتاح المهرجان، والتي ستقام في قاعة المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، حضوراً رسمياً وفنياً رفيع المستوى. تبدأ الفعاليات بالسلام الوطني لجمهورية مصر العربية، تعبيراً عن الهوية والانتماء. يلي ذلك سلسلة من الكلمات الافتتاحية يلقيها كل من وزير الثقافة المصري، ورئيس دار الأوبرا المصرية، ونائب مدير المهرجان. ستركز هذه الكلمات على أهداف المهرجان، وأهمية دورته الحالية، ورؤية القائمين عليه في دعم المشهد الثقافي والفني العربي.
تكريم شخصيات فنية مؤثرة
إلى جانب الاحتفال بأم كلثوم، يتضمن حفل الافتتاح فقرة تكريمية خاصة، يتم فيها تسليط الضوء على عشر شخصيات فنية وثقافية بارزة قدمت إسهامات جليلة في إثراء الحياة الفنية في مصر والعالم العربي. يمثل هؤلاء المكرمون مختلف أشكال الإبداع الفني من موسيقى وشعر وأداء أكاديمي، ويأتون من عدة دول عربية، مما يؤكد على البعد العربي الشامل للمهرجان. ومن بين هؤلاء المكرمين:
- الدكتور هشام شرف من الأردن، تقديراً لدوره الأكاديمي والفني.
- اسم الفنانة الراحلة نعيمة سميح من المغرب، تخليداً لذكراها ومسيرتها الغنائية المميزة.
- اسم الشاعر الراحل الهادي آدم من السودان، عرفاناً بإبداعاته الشعرية التي تغنت بها حناجر عمالقة الطرب.
- عازف آلة الكولة المتمكن إبراهيم فتحي من مصر، لتفوقه في العزف على هذه الآلة التقليدية.
- الدكتورة شيرين عبداللطيف من مصر، أستاذة الموسيقى العربية وعميدة كلية التربية الموسيقية بجامعة حلوان ورئيسة اللجنة العلمية، تقديراً لدورها الأكاديمي والبحثي.
- اسم الموسيقار وعازف الجيتار الراحل جلال فودة من مصر، لابتكاراته الموسيقية.
- المايسترو القدير حسن فكري من مصر، لدوره في قيادة العديد من الفرق الموسيقية.
- الشاعر المبدع وائل هلال من مصر، لإسهاماته في كتابة الأغنية.
- الملحن المتميز خالد عز من مصر، لأعماله اللحنية التي أثرت الساحة الفنية.
- المطربة الكبيرة آمال ماهر من مصر، والتي ستتسلم تكريمها بنفسها خلال الفقرة الفنية الخاصة بحفل الافتتاح.
وستقدم المطربة آمال ماهر فقرة غنائية متميزة ضمن حفل الافتتاح، بقيادة المايسترو تامر فيظي، حيث ستقدم مختارات من روائع الطرب العربي الخالدة لعمالقة زمن الفن الجميل، إلى جانب عدد من أعمالها الخاصة التي حظيت بشهرة واسعة.
برنامج المهرجان ونطاقه
تمتد فعاليات مهرجان الموسيقى العربية على مدار عدة أيام، وتشمل مجموعة واسعة من الحفلات الغنائية والعروض الموسيقية التي ستقام على مسارح دار الأوبرا المختلفة، بالإضافة إلى فعاليات مصاحبة مثل الندوات الفكرية، والمعارض الفنية، والورش التدريبية. يشارك في هذه الدورة نخبة من ألمع نجوم الطرب العربي، إلى جانب فنانين شباب واعدين، مما يضمن مزيجاً فريداً من الأصالة والمعاصرة. ويحرص المهرجان دائماً على تقديم بانوراما شاملة للموسيقى العربية بمختلف أشكالها وأنواعها، من الموشحات والقدود الحلبية إلى الأغاني الحديثة، مع التركيز على الأعمال التي تعكس الهوية الثقافية العربية.
الأهمية والتأثير
يعد مهرجان الموسيقى العربية حدثاً بالغ الأهمية، ليس فقط على الصعيد الفني، بل يمتد تأثيره ليشمل الأبعاد الثقافية والاجتماعية والاقتصادية. فهو يسهم في:
- الحفاظ على التراث: يعتبر المهرجان حارساً للتراث الموسيقي العربي، حيث يعيد إحياء الأعمال الكلاسيكية ويضمن استمرارها للأجيال القادمة.
- دعم المواهب: يوفر المهرجان منصة حيوية للمواهب الشابة لاكتشافها وتقديمها للجمهور، مما يسهم في تجديد المشهد الفني.
- التبادل الثقافي: يعزز المهرجان التفاعل بين الثقافات العربية المختلفة من خلال استضافة فنانين من أنحاء المنطقة، مما يقوي الروابط الثقافية.
- التعزيز السياحي: يجذب المهرجان العديد من الزوار من داخل مصر وخارجها، مما ينعش السياحة الثقافية ويدعم الاقتصاد المحلي.
- التأكيد على الهوية: يمثل المهرجان مناسبة للتأكيد على الهوية الثقافية العربية الغنية والمتنوعة في مواجهة التحديات العالمية.
تترقب الجماهير وعشاق الموسيقى العربية بفارغ الصبر انطلاق هذه الدورة التي تعد بأن تكون استثنائية بكل المقاييس، لتقدم جرعة فنية دسمة تجمع بين عراقة الماضي وإشراقة الحاضر.




