انطلاق الندوة العلمية للمجلس الدولي للرياضة العسكرية في أبوظبي
انطلقت في أبوظبي، يوم الاثنين الموافق 28 أكتوبر 2019، أعمال الندوة العلمية المرموقة للمجلس الدولي للرياضة العسكرية (CISM). استضافت دولة الإمارات العربية المتحدة، ممثلة في جمعية الرياضة العسكرية، هذا الحدث الهام الذي شهد مشاركة واسعة من نخبة من كبار المسؤولين العسكريين، والخبراء، والباحثين، والأكاديميين من أكثر من 40 دولة حول العالم. هدفت الندوة إلى استكشاف آفاق جديدة في مجال الرياضة العسكرية، مع التركيز بشكل خاص على دور التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي في تطويرها.

خلفية الندوة وأهدافها
تأتي هذه الندوة في إطار جهود المجلس الدولي للرياضة العسكرية (CISM)، الذي تأسس عام 1948، لتعزيز السلام والصداقة بين القوات المسلحة في جميع أنحاء العالم من خلال الرياضة. يُعدّ المجلس ثاني أكبر منظمة رياضية في العالم بعد اللجنة الأولمبية الدولية، ويشمل في عضويته 140 دولة. لطالما كانت الإمارات العربية المتحدة شريكاً نشطاً ومحورياً في أنشطة CISM، وتستضيف بانتظام فعاليات رياضية وعلمية دولية تساهم في تحقيق أهداف المجلس.
الهدف الرئيسي للندوة العلمية في أبوظبي كان مناقشة مستقبل الرياضة العسكرية في ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة. ركزت الجلسات على كيفية دمج الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة، مثل الواقع الافتراضي والمعزز، وتحليل البيانات الضخمة، في برامج التدريب العسكري والرياضي. سعت الندوة إلى:
- تبادل الخبرات والمعرفة بين الدول الأعضاء حول أحدث الممارسات في الرياضة العسكرية.
- تحديد التحديات والفرص التي تفرضها التكنولوجيا على تطوير الأداء البدني والذهني للجنود.
- صياغة توصيات لدمج الابتكار التكنولوجي في استراتيجيات الرياضة العسكرية المستقبلية.
- تعزيز التعاون الدولي في الأبحاث والتطوير المتعلقة بالرياضة العسكرية.
المحاور والمناقشات الرئيسية
تناولت الندوة العلمية مجموعة واسعة من المحاور التي تلامس صلب الموضوع، بما في ذلك:
- الذكاء الاصطناعي في التدريب الرياضي العسكري: استعرض الخبراء تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تصميم برامج تدريب مخصصة، وتحليل الأداء، والتنبؤ بالإصابات، وتحسين استجابة الجنود للمواقف القتالية.
- التكنولوجيا واللياقة البدنية: بحثت الجلسات في كيفية استخدام الأجهزة القابلة للارتداء، وتطبيقات تتبع اللياقة البدنية، وتقنيات المحاكاة لتعزيز اللياقة البدنية والجاهزية القتالية.
- الوقاية من الإصابات وإعادة التأهيل: تم تسليط الضوء على دور التكنولوجيا المتقدمة في التشخيص المبكر للإصابات الرياضية العسكرية، وتطوير برامج إعادة تأهيل مبتكرة وفعالة.
- الرياضات الإلكترونية العسكرية: نوقشت إمكانية دمج الرياضات الإلكترونية كجزء من التدريب العسكري لتطوير المهارات الذهنية والتكتيكية.
- الأخلاقيات والتحديات: تطرقت الندوة أيضاً إلى الجوانب الأخلاقية والتحديات المتعلقة باستخدام التكنولوجيا في الرياضة العسكرية، مثل خصوصية البيانات والتأثير النفسي.
أهمية الحدث وتأثيره
تكتسب هذه الندوة أهمية كبيرة لعدة أسباب. أولاً، إنها توفر منصة فريدة لتبادل المعرفة والخبرات بين القوات المسلحة من مختلف الثقافات، مما يعزز الفهم المتبادل والصداقة. ثانياً، تسهم في رفع مستوى الرياضة العسكرية عالمياً، من خلال دمج أحدث الابتكارات العلمية والتكنولوجية، مما ينعكس إيجاباً على الأداء البدني والذهني للجنود. ثالثاً، تعزز استضافة أبوظبي لهذه الندوة مكانة دولة الإمارات كمركز رائد للابتكار في الرياضة والتدريب العسكري، وتؤكد على التزامها بدعم التطور العلمي في هذا المجال.
أكد المتحدثون على أن الرياضة العسكرية ليست مجرد نشاط ترفيهي، بل هي جزء أساسي من بناء جاهزية القوات المسلحة وقدرتها على أداء مهامها بكفاءة. ومن خلال تبني التكنولوجيا الحديثة، يمكن تحقيق قفزات نوعية في هذا المجال، مما يسهم في تطوير قيادات رياضية عسكرية قادرة على مواكبة تحديات المستقبل.
اختتمت الندوة بتوصيات مهمة دعت إلى استمرار البحث والتطوير في تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة في الرياضة العسكرية، وتعزيز الشراكات الدولية لتبادل الخبرات وتوحيد الجهود نحو تحقيق أقصى استفادة من هذه الإمكانات الواعدة.





