باسم يوسف: "إسرائيل باعت قصتها بالثقافة والفن".. وظهوري مع بيرس مورغان "صدفة"
في تصريحات أثارت جدلاً واسعًا في الآونة الأخيرة، سلط الإعلامي والساخر المصري الشهير باسم يوسف الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه القوة الناعمة، وتحديدًا الفن والثقافة، في تشكيل الرواية الإسرائيلية في الغرب. وقد جاءت هذه التصريحات في سياق مناقشات أوسع حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأكد يوسف أن تأثير هذه الرواية لم ينبع أساسًا من القنوات السياسية أو الأكاديمية التقليدية، بل من خلال اختراق وجدان المجتمعات عبر الوسائل الفنية والثقافية.

تحليل قوة الرواية الإسرائيلية
أوضح باسم يوسف أن ما يميز الرواية الإسرائيلية ويمنحها قوة اختراق غير مسبوقة في الأوساط الغربية هو اعتمادها على الأدوات الثقافية والفنية. ووفقًا لتصريحاته، فإن هذه الأدوات سمحت لإسرائيل "ببيع قصتها" بشكل فعال، متجاوزة الحجج السياسية المعقدة أو التحليلات التاريخية الجافة. ويُفهم من هذا التحليل أن الأعمال الفنية مثل الأفلام والمسلسلات والموسيقى والأدب، بالإضافة إلى التواجد الثقافي النشط، تساهم في بناء صورة ذهنية معينة وتعميق التعاطف مع هذه الرواية.
يؤكد يوسف أن هذا النهج يختلف عن المسارات الدبلوماسية الرسمية أو الأبحاث الأكاديمية التي قد تصل إلى شريحة محدودة من الجمهور، بينما تصل الثقافة والفن إلى الجماهير العريضة وتؤثر في تشكيل الرأي العام على مستويات عاطفية وإنسانية أعمق. ويشير هذا الطرح إلى فهم عميق لدور القوة الناعمة كأداة استراتيجية في العلاقات الدولية، لا سيما في سياق الصراعات التي تتطلب كسب التأييد الجماهيري.
ظهور باسم يوسف مع بيرس مورغان
في جزء آخر من تصريحاته، تطرق يوسف إلى ظهوره الذي حظي بمتابعة عالمية على برنامج الإعلامي البريطاني بيرس مورغان. ووصف يوسف هذا الظهور بأنه جاء "صدفة"، مشيرًا إلى أن ترتيبه لم يكن مخططًا له مسبقًا بالكامل أو نتيجة لجهد دعائي منه. هذا التصريح يلقي الضوء على الطبيعة العفوية لبعض الأحداث الإعلامية التي يمكن أن تتحول إلى منصات رئيسية للتعبير عن وجهات نظر مغايرة.
كان ظهور باسم يوسف مع مورغان قد أثار ضجة كبيرة بسبب أسلوبه الساخر والمباشر في تناول القضية الفلسطينية، وتقديمه لوجهة نظر مختلفة عما هو سائد في الإعلام الغربي. وقد لاقت المقابلة تفاعلاً واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أشاد الكثيرون بجرأته وقدرته على إيصال رسالته بفعالية، بينما انتقدها آخرون. تفسير يوسف لكون اللقاء "صدفة" قد يعزز من فكرة الأصالة والعفوية في طرحه، مما قد يزيد من تأثيره لدى الجمهور الذي يبحث عن أصوات غير تقليدية.
خلفية وأهمية التصريحات
تكتسب تصريحات باسم يوسف أهميتها من عدة جوانب:
- خلفية شخصية: يشتهر باسم يوسف بكونه جراح قلب سابقًا تحول إلى إعلامي ساخر، وحقق نجاحًا هائلاً ببرنامجه "البرنامج" الذي انتقد فيه الأوضاع السياسية والاجتماعية في مصر، مما أكسبه قاعدة جماهيرية واسعة ومصداقية كصوت مستقل.
- سياق الصراع: تأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه العالم اهتمامًا متزايدًا بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتتضارب فيه الروايات الإعلامية بشدة. ويساهم يوسف، بصفته شخصية عربية معروفة ومؤثرة عالميًا، في تقديم منظور بديل.
- أهمية القوة الناعمة: تسلط هذه التصريحات الضوء على الجدل الأوسع حول دور الثقافة والفن في تشكيل السياسات وتصورات الشعوب. فالدول والمجموعات تستثمر بشكل متزايد في القوة الناعمة لتعزيز مصالحها ورواياتها.
التأثير وردود الفعل المحتملة
من المتوقع أن تستمر تصريحات يوسف في إثارة النقاشات حول كيفية بناء وتأثير الروايات في الإعلام العالمي. فبتحليله لدور الفن والثقافة، يدعو يوسف إلى فهم أعمق للآليات التي تعمل بها البروباغندا الحديثة وتأثيرها على الرأي العام. كما أن كونه شخصية غير سياسية بالدرجة الأولى، ويعتمد على السخرية والتحليل الثقافي، يمنحه القدرة على الوصول إلى شرائح من الجمهور قد لا تكون مهتمة بالتحليلات السياسية التقليدية، مما يزيد من مدى انتشار رسالته.
إن إشارته إلى أن ظهوره مع مورغان كان "صدفة" قد يعكس أيضًا رغبته في التأكيد على أن مواقفه تنبع من قناعات شخصية وليست جزءًا من حملة منسقة، مما يضفي عليها مزيدًا من المصداقية في عيون البعض. وبشكل عام، تساهم هذه التصريحات في تعزيز النقاش حول المسؤولية الإعلامية وأخلاقيات التغطية، وتدعو إلى تدقيق أكبر في مصادر المعلومات وطرق تشكيل التصورات العامة للقضايا المعقدة.




