بريطانيا تعزز مساعداتها الإنسانية لغزة وتناقش دورها المستقبلي في قمة السلام
في استجابة للتصعيد في قطاع غزة، كثفت المملكة المتحدة جهودها الدبلوماسية والإنسانية، حيث شارك رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في قمة القاهرة للسلام التي انعقدت في أواخر أكتوبر 2023. ركزت المشاركة البريطانية على محورين أساسيين: تقديم الدعم الإنساني العاجل للمدنيين، وبحث الرؤى المستقبلية لتحقيق الاستقرار وإعادة الإعمار في المنطقة ضمن إطار حل سياسي شامل.

حزمة مساعدات إنسانية إضافية
أعلنت الحكومة البريطانية عن زيادة كبيرة في مساعداتها المخصصة للشعب الفلسطيني، متعهدة بتقديم 20 مليون جنيه إسترليني إضافية، مما رفع إجمالي الدعم المعلن عنه في تلك الفترة إلى أكثر من 57 مليون جنيه إسترليني. وُجهت هذه الأموال لدعم الشركاء الموثوقين، مثل وكالات الأمم المتحدة، بهدف توفير الإمدادات الحيوية والضرورية، بما في ذلك الغذاء والمياه النظيفة والمساعدات الطبية والرعاية الصحية للمدنيين المتضررين من الصراع داخل قطاع غزة. وأكدت بريطانيا على أن إيصال هذه المساعدات بشكل آمن وسريع ودون عوائق يمثل أولوية قصوى.
مشاركة دبلوماسية في قمة السلام
شكلت مشاركة رئيس الوزراء ريشي سوناك في قمة القاهرة للسلام جزءًا من جولة دبلوماسية أوسع في الشرق الأوسط. خلال القمة، وفي لقاءاته مع قادة المنطقة، مثل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، قدم سوناك رسالة متعددة الأوجه. شدد على إدانة هجمات حماس، مع التأكيد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وفقًا للقانون الدولي، وفي الوقت نفسه، دعا بقوة إلى حماية أرواح المدنيين وتجنب المزيد من التصعيد الإقليمي. كما أكد على الحاجة الماسة لفتح ممرات إنسانية مستدامة لإغاثة السكان في غزة.
الرؤية المستقبلية لإعادة الإعمار
على الرغم من أن التركيز الفوري كان منصبًا على وقف التصعيد وتقديم الإغاثة، إلا أن المباحثات تطرقت أيضًا إلى مستقبل غزة على المدى الطويل. لم يتم تناول ملف إعادة الإعمار كعملية بناء مادي فحسب، بل كجزء لا يتجزأ من تسوية سياسية دائمة. تربط الرؤية البريطانية أي دعم مستقبلي لإعادة الإعمار بضرورة إحراز تقدم ملموس نحو حل الدولتين، معتبرة أن السلام المستدام هو الشرط الأساسي لنجاح أي جهود لإعادة بناء القطاع وضمان استقراره.
السياق الأوسع للموقف البريطاني
جاءت هذه التحركات في سياق الأزمة التي اندلعت بعد هجوم السابع من أكتوبر والعمليات العسكرية الإسرائيلية التي تلته. سعت استراتيجية المملكة المتحدة إلى الموازنة بين دعمها لحق إسرائيل في الأمن، والتزاماتها الإنسانية تجاه الفلسطينيين، وهدفها الاستراتيجي المتمثل في منع نشوب صراع أوسع في المنطقة. وهدفت الجهود الدبلوماسية إلى بناء توافق دولي حول ضرورة التوصل إلى هدن إنسانية وفتح مسار واضح للعودة إلى العملية السياسية.




