بريطانيا تقود جهودًا دولية لتكثيف الدعم العسكري لأوكرانيا
في خطوة تعكس التزامها المستمر بأمن أوكرانيا، تكثف المملكة المتحدة ضغوطها الدبلوماسية على حلفائها الدوليين لتعزيز وتسريع وتيرة الدعم العسكري والمالي المقدم إلى كييف. وتأتي هذه الجهود في وقت حرج من الصراع مع روسيا، حيث تواجه القوات الأوكرانية تحديات متزايدة على جبهات القتال وتعتمد بشكل كبير على المساعدات الخارجية للحفاظ على قدرتها الدفاعية.

خلفية الدعم البريطاني الراسخ
منذ بداية الغزو الروسي الشامل في فبراير 2022، برزت بريطانيا كواحدة من أبرز الداعمين لأوكرانيا، وغالبًا ما كانت تتخذ خطوات سباقة لتشجيع الحلفاء الآخرين على اتخاذ مواقف أكثر جرأة. كانت لندن من أوائل الدول التي زودت كييف بأسلحة متطورة، مثل صواريخ "ستورم شادو" طويلة المدى، ودبابات القتال الرئيسية "تشالنجر 2". لم تكن هذه المساعدات تهدف فقط إلى تعزيز القدرات الأوكرانية، بل كانت أيضًا رسالة سياسية تهدف إلى كسر التردد لدى بعض الشركاء في تزويد أوكرانيا بأسلحة هجومية متقدمة.
التطورات الأخيرة والضغوط الدبلوماسية
في الأشهر الأخيرة، صعدت الحكومة البريطانية من دعواتها العلنية للحلفاء للوفاء بالتزاماتهم وزيادتها. وقد أكد رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، في مناسبات عدة أن أمن أوكرانيا هو أمن لأوروبا بأكملها. وتُرجمت هذه التصريحات إلى تعهدات ملموسة، بما في ذلك حزمة مساعدات جديدة متعددة السنوات تضمن استمرارية الدعم وتمنح كييف القدرة على التخطيط طويل الأمد.
تركز الجهود البريطانية الحالية على عدة محاور رئيسية:
- توفير أسلحة بعيدة المدى: تواصل لندن التشديد على أهمية تزويد أوكرانيا بصواريخ وقدرات هجومية تمكنها من استهداف خطوط الإمداد ومراكز القيادة الروسية في عمق الأراضي المحتلة، مما يضعف قدرة موسكو على مواصلة هجماتها.
 - تعزيز الدفاع الجوي: مع تكثيف روسيا لهجماتها الصاروخية والجوية على المدن والبنية التحتية الأوكرانية، تدعو بريطانيا إلى إرسال المزيد من أنظمة الدفاع الجوي لحماية المراكز السكانية والصناعية الحيوية.
 - زيادة إنتاج الذخيرة: تعمل بريطانيا على تشجيع الاستثمار في الصناعات الدفاعية الأوروبية والأمريكية لزيادة إنتاج قذائف المدفعية والذخائر الأخرى التي تحتاجها أوكرانيا بشكل عاجل.
 - توسيع برامج التدريب: تستمر المملكة المتحدة في استضافة وتدريب آلاف الجنود الأوكرانيين على أراضيها، وتدعو حلفاءها إلى توسيع نطاق هذه المبادرات لضمان جاهزية القوات الأوكرانية.
 
أهمية التحركات البريطانية وتأثيرها
تكتسب هذه الضغوط أهمية استراتيجية بالغة، فهي تأتي في ظل مخاوف من تراجع الدعم الدولي أو ما يُعرف بـ "إرهاق الحرب". تسعى بريطانيا من خلال دورها القيادي إلى الحفاظ على زخم المساعدات وضمان بقاء القضية الأوكرانية على رأس أولويات الأجندة الدولية. كما يعكس هذا الموقف سياستها الخارجية بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي، حيث تسعى لترسيخ دورها كقوة أمنية فاعلة في القارة الأوروبية. على الصعيد الميداني، يمكن أن يؤدي تسريع وتيرة الدعم وتوفير الأسلحة المناسبة إلى تغيير موازين القوى على الأرض، ومنح أوكرانيا الأدوات اللازمة ليس فقط للدفاع عن أراضيها، بل وللتحضير لعمليات هجومية مستقبلية محتملة.




