بوساطة أمريكية، ترامب يعلن عن اتفاق سلام تاريخي بين كمبوديا وتايلاند
أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في خطوة دبلوماسية مفاجئة، عن توصله إلى اتفاق سلام شامل بين مملكتي كمبوديا وتايلاند لإنهاء نزاع حدودي طويل الأمد. وكشف ترامب أن مراسم التوقيع الرسمية على الاتفاق ستُعقد في العاصمة الماليزية كوالالمبور، على هامش حضوره لفعاليات قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تمثل إنجازاً كبيراً لسياسته الخارجية الهادفة إلى حل الصراعات الدولية.

خلفية النزاع الحدودي
يعود التوتر بين كمبوديا وتايلاند إلى عقود مضت، متركزاً بشكل أساسي حول السيادة على الأراضي المحيطة بمعبد برياه فيهيار الهندوسي الذي يعود تاريخه إلى القرن الحادي عشر. وقد أدرجت اليونسكو المعبد كموقع تراث عالمي تابع لكمبوديا في عام 2008، مما أدى إلى تصعيد الخلاف واندلاع اشتباكات عسكرية متقطعة بين البلدين، كان أعنفها في عامي 2008 و2011، وأسفرت عن سقوط ضحايا من الطرفين ونزوح آلاف المدنيين. ورغم صدور حكم من محكمة العدل الدولية في عام 2013 لصالح كمبوديا فيما يتعلق بالسيادة على المنطقة المجاورة للمعبد، بقيت التوترات السياسية قائمة، وظلت الحدود مسرحاً لحوادث متفرقة.
أبرز بنود الاتفاق المتوقع
على الرغم من عدم الكشف عن كافة تفاصيل الاتفاق، تشير المصادر الدبلوماسية إلى أنه ثمرة أشهر من المفاوضات السرية التي قادتها الولايات المتحدة. ويُعتقد أن الاتفاق يتضمن عدة نقاط محورية تهدف إلى تحقيق سلام دائم، من بينها:
- الترسيم النهائي والكامل للحدود في المناطق المتنازع عليها، استناداً إلى الخرائط الدولية المعتمدة وقرارات محكمة العدل الدولية.
- إنشاء منطقة منزوعة السلاح على طول أجزاء حساسة من الحدود لمنع الاحتكاكات العسكرية المستقبلية.
- إطلاق برامج تنمية اقتصادية مشتركة في المناطق الحدودية لتعزيز التعاون وتحسين مستوى معيشة السكان المحليين.
- تشكيل لجنة مشتركة للإشراف على إدارة المواقع التراثية والثقافية ذات الأهمية للبلدين، بما في ذلك محيط معبد برياه فيهيار.
الأهمية الاستراتيجية والدور الأمريكي
يُنظر إلى هذا الاتفاق، في حال توقيعه، على أنه نجاح دبلوماسي بارز لإدارة ترامب، ويعزز من صورة الرئيس كوسيط فعال في إبرام الصفقات الدولية، على غرار اتفاقيات أبراهام في الشرق الأوسط. كما يعكس الاتفاق محاولة أمريكية لتعزيز نفوذها في منطقة جنوب شرق آسيا، التي تشهد تنافساً متزايداً مع الصين. ويأتي اختيار ماليزيا كموقع للتوقيع ليؤكد على مركزية دور (آسيان) في الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي، حيث طالما دعت الرابطة أعضاءها إلى حل النزاعات بالطرق السلمية والحوار. ومن المتوقع أن يلقى الاتفاق ترحيباً من قادة كمبوديا وتايلاند الذين يسعون إلى طي صفحة الماضي والتركيز على التعاون الاقتصادي والمنافع المتبادلة لشعبيهما.




