بوكا جونيورز يعلن وفاة مدربه ميغيل أنخيل روسو بعد صراع مع المرض
أعلن نادي بوكا جونيورز الأرجنتيني، أمس، وفاة مدربه الحالي ميغيل أنخيل روسو عن عمر يناهز 69 عاماً، بعد معركة طويلة وشجاعة مع المرض. وقد جاء هذا الإعلان ليصدم الأوساط الكروية في الأرجنتين وحول العالم، حيث كان روسو شخصية محورية ومرموقة في كرة القدم اللاتينية، ويُعرف عنه قيادته الفريق لإنجازات تاريخية خالدة، أبرزها الفوز بلقب كوبا ليبرتادوريس المرموق.
مسيرة حافلة بالإنجازات والعبقرية التكتيكية
وُلد روسو في 27 أبريل 1956، وشق طريقه في عالم كرة القدم كلاعب خط وسط متمكن، قبل أن ينتقل إلى مجال التدريب حيث ترك بصمة لا تُمحى على عدد لا يحصى من الأندية. بدأت رحلته التدريبية في أواخر الثمانينيات، وشملت قيادة العديد من الأندية الأرجنتينية البارزة، بما في ذلك إستوديانتس دي لا بلاتا، وروزاريو سنترال، وسان لورينزو، وفيليز سارسفيلد. لكن فترته مع بوكا جونيورز، على فترتين متباعدتين، هي التي رسخت اسمه في سجلات المجد الكروي.
- كانت الفترة الأولى والأكثر توهجًا في عام 2007، عندما قاد ميغيل أنخيل روسو نادي بوكا جونيورز لتحقيق لقب كوبا ليبرتادوريس للمرة السادسة في تاريخ النادي. هذا الإنجاز، الذي تحقق بأسلوب لعب مميز وروح قتالية عالية، جعل روسو بطلاً في عيون جماهير بوكا العاشقة، وأكد على براعته التكتيكية في البطولات القارية الصعبة.
- عاد روسو إلى قيادة بوكا جونيورز في ولاية ثانية خلال الفترة من 2020 إلى 2021، محققًا لقب دوري الدرجة الأولى الأرجنتيني وكأس الأرجنتين، مما أثبت قدرته على العودة للنجاح رغم التحديات والصعوبات، ومؤكداً ارتباطه العميق بالنادي.
- لم تقتصر إنجازاته على الأرجنتين؛ فقد حقق نجاحات لافتة خارج وطنه، أبرزها قيادته لنادي ميلوناريوس الكولومبي للفوز بلقب الدوري الكولومبي في عام 2017، مما أظهر مرونته وقدرته على التكيف مع ثقافات كروية مختلفة.
- اشتهر روسو بأسلوبه التكتيكي الهادئ والواقعي، وقدرته الفريدة على تحفيز لاعبيه واستخراج أفضل ما لديهم، معتمداً على الانضباط والتنظيم الدفاعي والفعالية الهجومية. كان يُنظر إليه كمدرب يجمع بين الخبرة الكبيرة والحكمة، ويحظى باحترام كبير من زملائه واللاعبين الذين عمل معهم.
صراع المدرب الشجاع مع المرض وتفانيه في عمله
لم تكن مسيرة ميغيل أنخيل روسو التدريبية خالية من التحديات الشخصية، حيث خاض المدرب المخضرم صراعًا طويلًا وشاقًا مع مرض السرطان على مدار السنوات القليلة الماضية. وقد كشفت هذه المعركة عن جانب آخر من شخصيته: الشجاعة المطلقة والتفاني في العمل. ففي عام 2018، على سبيل المثال، خضع لعملية جراحية لمعالجة ورم سرطاني في البروستاتا، ثم واصل رحلة علاجه بينما كان يزاول مهامه التدريبية، وهو ما أثار إعجاب واحترام الجميع بقدرته على تحمل الألم والضغط ومواصلة شغفه بكرة القدم.
لقد كانت فترة مرضه معروفة للجمهور ووسائل الإعلام، حيث كان يتلقى العلاج بالتزامن مع مهامه التدريبية في فترات سابقة، مما أظهر إصراره على عدم الاستسلام للعقبات الصحية وإبقائه قريبًا من المستطيل الأخضر. هذا التفاني يعكس مدى حبه العميق للعبة وولائه المطلق لفرق كرة القدم التي قادها.
تأثير الخبر الصادم وردود الفعل الواسعة
تلقى الوسط الرياضي في الأرجنتين والعالم خبر وفاة ميغيل أنخيل روسو بصدمة وحزن عميقين. فبمجرد إعلان بوكا جونيورز عن هذه الفاجعة، توالت رسائل التعزية والمواساة من مختلف الأندية والاتحادات الكروية والشخصيات الرياضية البارزة في الأرجنتين وأمريكا الجنوبية وأوروبا.
عبّر العديد من اللاعبين الحاليين والسابقين الذين تدربوا تحت قيادته عن حزنهم الشديد، مشيدين بشخصيته القوية وتوجيهاته القيمة التي أثرت بشكل إيجابي على مسيرتهم الكروية والشخصية. من المتوقع أن تُقام مراسم تأبين واسعة النطاق تليق بمكانة روسو كأحد الرموز التدريبية الخالدة في الأرجنتين، مع دعوات لإقامة دقيقة صمت في جميع المباريات القادمة تكريمًا لذكراه ومساهماته الجليلة في كرة القدم.
ستظل إنجازاته، وخاصة لقب كوبا ليبرتادوريس 2007 مع بوكا جونيورز، محفورة في ذاكرة الجماهير كدليل على إرثه الكبير في كرة القدم الأرجنتينية والقارية. يمثل رحيل ميغيل أنخيل روسو خسارة فادحة للساحة الكروية، لكن ذكراه كمدرب عظيم وشخصية محبوبة ستبقى مصدر إلهام لأجيال قادمة.




