بوكا جونيورز يعلن وفاة مدربه ميغيل أنخيل روسو عن 69 عامًا بعد صراع مع المرض
في خبر حزين هز أوساط كرة القدم الأرجنتينية والعالمية، أعلن نادي بوكا جونيورز العريق في وقت سابق اليوم، الخامس عشر من أكتوبر 2025، عن وفاة مدربه السابق والمخضرم ميغيل أنخيل روسو عن عمر ناهز 69 عامًا. وجاء الإعلان ليؤكد ما تداولته بعض المصادر المقربة خلال الأيام الماضية عن تدهور حالته الصحية، حيث فارق الحياة بعد صراع طويل وشجاع مع مرض السرطان الذي واجهه بشجاعة لسنوات.

يمثل رحيل روسو خسارة فادحة لكرة القدم الأرجنتينية بشكل عام ولنادي بوكا جونيورز على وجه الخصوص، حيث يعتبر أحد أبرز المدربين الذين مروا بتاريخ النادي وتركوا بصمة لا تُمحى، خاصةً بعد قيادته للفريق لتحقيق لقب كأس ليبرتادوريس المرموق عام 2007. كان روسو شخصية محبوبة ومحترمة بين اللاعبين والجماهير على حد سواء، واشتهر بهدوئه التكتيكي وقدرته على استخلاص أفضل ما لدى لاعبيه.
خلفية وأبرز المحطات في مسيرة روسو
وُلد ميغيل أنخيل روسو في الأرجنتين عام 1956، وبدأ مسيرته الكروية كلاعب خط وسط. إلا أن مسيرته كمدرب هي التي رسخت اسمه في تاريخ كرة القدم. بدأ روسو رحلته التدريبية في أواخر الثمانينيات، وتولى قيادة العديد من الأندية الأرجنتينية الكبيرة، بما في ذلك إستوديانتس، سان لورينزو، فيليز سارسفيلد، وروزاريو سنترال، محققًا معها نجاحات متفاوتة وشهرة كمدرب يتمتع بالصلابة التكتيكية والقدرة على بناء فرق متماسكة.
تُعد الفترة التي قضاها مع بوكا جونيورز عام 2007 هي الأبرز في مسيرته. قاد روسو الفريق إلى مجد قاري بفوزه بكأس ليبرتادوريس، البطولة الأهم في أمريكا الجنوبية، وذلك بفضل قيادته الفنية المحنكة وتكتيكاته التي استغل فيها قدرات لاعبين بارزين آنذاك أمثال خوان رومان ريكيلمي ومارتين باليرمو. هذا الإنجاز رسخ مكانته كأسطورة تدريبية في قلوب جماهير البوكا.
بعد فترة أولى ناجحة، عاد روسو لتدريب بوكا جونيورز مرة أخرى في ديسمبر 2019، ليقود الفريق لتحقيق لقب الدوري الأرجنتيني لموسم 2019-2020، مؤكدًا بذلك قدرته على التكيف مع التحديات والعودة إلى قمة النجاح. استمر في قيادة الفريق حتى منتصف عام 2021 قبل أن يغادر، ليترك خلفه إرثًا غنيًا بالإنجازات.
صراع مع المرض ودوره كملهم
على الرغم من إنجازاته الكبيرة في عالم كرة القدم، كان روسو يواجه تحديًا شخصيًا كبيرًا تمثل في صراعه الطويل مع مرض السرطان. لم يكشف روسو علنًا عن تفاصيل مرضه لفترة طويلة، مفضلاً التركيز على عمله وحياته الشخصية. ومع ذلك، كانت هناك تقارير متفرقة عن تلقيه العلاج في فترات مختلفة، وهو ما لم يمنعه من الاستمرار في التدريب وإظهار شغفه اللامتناهي بكرة القدم.
كانت شجاعته في مواجهة المرض مصدر إلهام للكثيرين داخل وخارج الوسط الرياضي. فقد واصل عمله بجد وتفانٍ، حتى في أصعب الظروف الصحية، مما عكس عزيمته وإصراره. في الأشهر الأخيرة، تدهورت حالته الصحية بشكل ملحوظ، مما أثر على ظهوره العام ونشاطه، حتى جاء إعلان وفاته ليختتم فصلاً طويلاً من العطاء والتحدي.
ردود الفعل والتكريمات المتوقعة
توالت ردود الفعل الحزينة والمواساة من جميع أنحاء العالم فور الإعلان عن وفاة روسو. أصدر نادي بوكا جونيورز بيانًا رسميًا عبر منصاته، نعى فيه الفقيد ووصفه بالأسطورة، معربًا عن خالص تعازيه لعائلته وأصدقائه. كما عبرت شخصيات رياضية بارزة، لاعبون سابقون وحاليون، ومدربون، ورؤساء أندية عن حزنهم العميق.
- الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم (AFA): نعى روسو مشيدًا بمسيرته الكروية كلاعب ومدرب، ومساهماته في تطوير اللعبة.
- الأندية الأرجنتينية: أعلنت العديد من الأندية، بما في ذلك ريفر بليت المنافس التقليدي لبوكا، عن الحداد وتكريم ذكرى روسو.
- الجماهير: بدأت جماهير بوكا جونيورز في التجمع افتراضيًا وعبر وسائل التواصل الاجتماعي لتقديم العزاء وإحياء ذكراه، مع توقع تنظيم وقفات تكريمية وتأبين في الأيام القادمة.
- اللاعبون السابقون: نشر العديد من اللاعبين الذين تدربوا تحت قيادة روسو رسائل مؤثرة، مستذكرين نصائحه وتأثيره الإيجابي على مسيرتهم.
من المتوقع أن تشهد المباريات القادمة في الدوري الأرجنتيني وبطولات أمريكا الجنوبية الوقوف دقيقة صمت حدادًا على روح ميغيل أنخيل روسو، تكريمًا لمسيرته الحافلة بالإنجازات والعطاء.
إرث لا يُمحى
سيظل ميغيل أنخيل روسو محفورًا في ذاكرة كرة القدم الأرجنتينية كمدرب ذكي، محترف، وإنسان شجاع. إرثه لا يقتصر فقط على الألقاب التي حققها، بل يمتد ليشمل الطريقة التي تعامل بها مع الضغوط، وشخصيته الهادئة التي كانت دائمًا مصدر طمأنينة للاعبيه. لقد أثر في حياة العديد من اللاعبين الشباب وساهم في صقل مواهبهم، وترك وراءه فريقًا من المحبين الذين يتذكرون قيادته الحكيمة وشغفه اللامتناهي بكرة القدم.
وفاته تمثل نهاية حقبة لواحد من أبرز رموز التدريب في الأرجنتين، لكن ذكراه وإنجازاته ستبقى خالدة، تُلهم الأجيال القادمة من المدربين واللاعبين. تتقدم أسرة كرة القدم الأرجنتينية بأحر التعازي لعائلة ميغيل أنخيل روسو وأحبائه، داعين له بالرحمة والمغفرة.




