بيلا حديد وسوزان ساراندون: دعم متواصل لفلسطين
واصلت كل من عارضة الأزياء العالمية بيلا حديد والممثلة الحائزة على الأوسكار سوزان ساراندون تجديد دعمهما المعلن للقضية الفلسطينية في سياق التطورات المستمرة في المنطقة، والتصاعد الأخير للأحداث منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. تعكس مواقفهما استمرارية تضامن عدد من الشخصيات العامة مع الشعب الفلسطيني، ودعوتهما إلى الوقف الفوري لإطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية، وحماية المدنيين في قطاع غزة.

خلفية دعوات الدعم
تعود جذور دعم بيلا حديد لفلسطين إلى أصولها العائلية، حيث أن والدها، المطور العقاري محمد حديد، فلسطيني الأصل. هذا الارتباط الشخصي دفعها إلى أن تكون صوتًا بارزًا في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين على منصات التواصل الاجتماعي وفي المحافل العامة. ومنذ بداية التصعيد الحالي، كانت حديد من أكثر المشاهير صراحة وفاعلية في استخدام حساباتها للتعبير عن قلقها البالغ إزاء الأوضاع الإنسانية في غزة، وتسليط الضوء على معاناة المدنيين.
أما سوزان ساراندون، فهي معروفة بتاريخها الطويل في النشاط السياسي والاجتماعي، ودعمها للعديد من القضايا الحقوقية والإنسانية حول العالم. لم يكن دعمها لفلسطين حدثًا جديدًا، بل هو جزء من مسيرتها الحافلة بالدعوات للعدالة والسلام. في سياق الأزمة الراهنة، شاركت ساراندون في العديد من المسيرات والفعاليات المؤيدة للفلسطينيين، مؤكدة على ضرورة إنهاء الاحتلال ورفع المعاناة عن سكان القطاع.
أبرز التطورات والمواقف الأخيرة
مواقف بيلا حديد
في الأسابيع والأشهر الأخيرة، كثفت بيلا حديد من منشوراتها على إنستغرام وتيك توك، التي تضمنت غالبًا صورًا ومقاطع فيديو توثق الأوضاع في غزة، بالإضافة إلى دعوات صريحة لوقف إطلاق النار الفوري. وقد حثت متابعيها الذين يقدر عددهم بالملايين على التبرع للمنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة. كما شاركت قصصًا شخصية وتاريخية عن فلسطين، مؤكدة على حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والعيش بكرامة. على الرغم من تعرضها لانتقادات وهجمات كبيرة واتهامات بمعاداة السامية من بعض الجهات، إلا أنها لم تتراجع عن مواقفها، بل كررت تأكيدها على أن دعمها لحقوق الإنسان لا يتعارض مع نبذ الكراهية أو التمييز.
مواقف سوزان ساراندون والتبعات
كانت سوزان ساراندون أيضًا حاضرة بقوة في الفعاليات الداعمة لفلسطين. ففي نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أثارت تصريحات لها خلال تجمع مؤيد للفلسطينيين في نيويورك جدلاً واسعًا. حيث نقلت تقارير إعلامية عنها قولها إن اليهود الأمريكيين «بدأوا يتذوقون ما يشعر به المسلمون في هذا البلد» في إشارة إلى مشاعر الخوف. ورغم توضيحها لاحقًا بأنها قصدت تسليط الضوء على التعرض للتهديدات، فقد واجهت الممثلة ردود فعل عنيفة. على إثر هذه التصريحات، قامت وكالة المواهب التي كانت تمثلها، UTA، بإنهاء عقدها معها. ومع ذلك، لم يثنها هذا القرار عن الاستمرار في التعبير عن دعمها للقضية الفلسطينية، وهو ما يؤكد على قناعتها العميقة بأهمية هذه القضية.
لماذا تكتسب هذه المواقف أهمية؟
تكتسب مواقف المشاهير مثل بيلا حديد وسوزان ساراندون أهمية خاصة لعدة أسباب:
- تأثير الرأي العام: يتمتع هؤلاء المشاهير بقاعدة جماهيرية واسعة ومتابعة عالمية، مما يمنحهم منصة قوية للتأثير على الرأي العام ورفع مستوى الوعي حول قضايا إنسانية وسياسية معقدة.
 - تسليط الضوء الإعلامي: تساعد تصريحاتهم ومشاركاتهم في تسليط الضوء الإعلامي على قضايا قد لا تحظى بالتغطية الكافية، أو لتقديم منظور مختلف عن السرديات السائدة.
 - إلهام الآخرين: يمكن أن تشجع مواقفهم الصريحة جمهورهم ومتابعينهم على البحث عن المعلومات والتفاعل مع القضية، وربما الانخراط في أشكال مختلفة من الدعم أو النشاط.
 - المخاطر المهنية: تحمل هذه المواقف مخاطر مهنية كبيرة للمشاهير، مثل فقدان العقود والرعايات أو التعرض للحملات الإعلامية السلبية، مما يضفي مصداقية أكبر على قناعتهم بضرورة دعم القضية.
 
السياق الأوسع للقضية الفلسطينية
يأتي هذا الدعم المتواصل في خضم واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية التي شهدها قطاع غزة، عقب الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر 2023، والعمليات العسكرية الإسرائيلية التي تلته. وقد أسفرت هذه الأحداث عن سقوط عشرات الآلاف من الضحايا، معظمهم من المدنيين، وتدمير واسع للبنية التحتية، ونزوح جماعي. وتتركز الدعوات الدولية، التي يشارك فيها المشاهير، على تحقيق وقف دائم لإطلاق النار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل كافٍ، والعمل على إيجاد حل سياسي دائم وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على أساس قرارات الشرعية الدولية.
في الختام، تعكس مواقف بيلا حديد وسوزان ساراندون، إلى جانب غيرهما من المشاهير، استمرار النقاش العالمي حول القضية الفلسطينية، ودور الشخصيات العامة في الدعوة إلى العدالة وحقوق الإنسان في خضم الصراعات المعقدة.





