تدشين أفلام وثائقية جديدة ضمن ورشة فنية في عبري العمانية
في 15 نوفمبر 2023، شهدت ولاية عبري بمحافظة الظاهرة في سلطنة عمان، تدشين مجموعة من الأفلام الوثائقية التي تُعد نتاجًا لورشة عمل مكثفة بعنوان "فن صناعة الوثائقيات". وقد أُقيم حفل التدشين، الذي يمثل محطة هامة في مسيرة دعم المواهب الفنية الشابة، في سينما ستار بالبوادي مول، تحت رعاية سعادة الشيخ الدكتور سعيد بن حميد الحارثي، والي عبري. يسلط هذا الحدث الضوء على الجهود المتواصلة لتعزيز صناعة الأفلام الوثائقية وتطوير مهارات الشباب العماني في هذا المجال الإبداعي، مما يعكس اهتمام الولاية بتنمية الحراك الثقافي والفني.
خلفية ورشة "فن صناعة الوثائقيات"
تأتي هذه الورشة كجزء من سلسلة مبادرات مجتمعية وثقافية تهدف إلى صقل المواهب المحلية في مجال صناعة الأفلام، مع التركيز بشكل خاص على الأفلام الوثائقية. تعد الأفلام الوثائقية أداة قوية لتوثيق الواقع ونقل القصص ذات المعنى، وتعكس جوانب متعددة من المجتمع والثقافة والتراث العماني الغني. وقد استقطبت الورشة عددًا من الشباب والشابات الشغوفين بفن الرواية البصرية، مقدمة لهم تدريبًا شاملاً ومكثفًا على أيدي متخصصين وخبراء في هذا المجال.
غطى التدريب جميع مراحل إعداد الفيلم الوثائقي، بدءًا من تطوير الفكرة وكتابة السيناريو الاحترافي، مرورًا بتقنيات التصوير الاحترافية والإخراج، ووصولاً إلى عمليات المونتاج وما بعد الإنتاج. كان الهدف الرئيسي من تنظيم هذه الورشة هو تمكين المشاركين من تحويل رؤاهم وقصصهم الفريدة إلى أعمال فنية احترافية جاهزة للعرض، مما يسهم في إثراء المحتوى السينمائي المحلي وتقديم صورة أصيلة ومعمقة عن سلطنة عمان وتنوعها الثقافي والجغرافي. كما سعت المبادرة إلى بناء جيل جديد من المخرجين والمنتجين القادرين على المنافسة وترك بصمتهم في المحافل الفنية محليًا وعالميًا.
تفاصيل حفل التدشين
جرى حفل تدشين الأفلام الوثائقية في أجواء احتفالية بـسينما ستار بالبوادي مول، والذي يعتبر من أبرز المراكز الترفيهية والثقافية في ولاية عبري ومحافظة الظاهرة. افتُتح الحفل بكلمة ترحيبية أُلقيت من قبل المنظمين، شددت على الأهمية المحورية للفن الوثائقي في توثيق التاريخ، ورصد التحولات الاجتماعية، وعرض الواقع بأسلوب إبداعي ومؤثر. تلا الكلمة عرض مرئي موجز استعرض مسيرة ورشة العمل، بدءًا من الأيام الأولى للتدريب وصولًا إلى لمحات من إبداعات المشاركين.
تضمن برنامج الحفل تدشين وعرض مجموعة مختارة من الأفلام الوثائقية التي تم إنتاجها بالكامل من قبل المشاركين في الورشة. عكست هذه الأفلام قصصًا متنوعة ومواضيع ملهمة مستوحاة من البيئة العمانية الغنية. شهد الحفل حضورًا كبيرًا من المهتمين بالفن السابع والجمهور العام، بالإضافة إلى شخصيات رسمية وثقافية بارزة، مما يؤكد الاهتمام المتزايد بالسينما وصناعة الأفلام في السلطنة. وفي كلمته، أثنى سعادة والي عبري على الجهود المبذولة لدعم هذه المواهب الشابة، مشددًا على ضرورة توفير البيئة المناسبة لتطويرها، وأشاد بالإنجازات التي حققها منظمو الورشة والمشاركون فيها.
الأفلام الوثائقية المعروضة وأهميتها
تميزت الأفلام الوثائقية التي تم تدشينها بتنوعها الكبير في المواضيع، فبعضها تناول التراث العماني العريق، مسلطًا الضوء على العادات والتقاليد الأصيلة التي تشكل جزءًا لا يتجزأ من الهوية الوطنية. وتناول البعض الآخر قصصًا إنسانية مؤثرة، بينما أبرزت أفلام أخرى الجمال الطبيعي الساحر لولاية عبري والمناطق المحيطة بها. لقد تميزت هذه الأعمال بجودتها الفنية العالية، سواء من حيث عمق المحتوى أو احترافية الإخراج والتصوير، مما يعكس مستوى التدريب المتقدم الذي تلقاه المشاركون في الورشة.
لا تقتصر أهمية عرض هذه الأفلام على منح صانعيها منصة لعرض أعمالهم على نطاق أوسع فحسب، بل تمتد لتشجيعهم على مواصلة مسيرتهم الإبداعية في عالم صناعة الأفلام. هذه الأعمال ليست مجرد أفلام، بل هي نوافذ ثقافية تطل على المجتمع العماني، تسرد حكاياته وتطلعاته، وتساهم بفاعلية في حفظ ذاكرته الجماعية للأجيال القادمة. كما أنها تعزز من دور الفن كوسيلة راقية للتعبير عن الهوية الوطنية والقضايا المجتمعية الملحة، مما يضفي قيمة فنية وثقافية مضافة على المشهد السينمائي في سلطنة عمان.
التأثير المستقبلي ودعم المواهب
من المتوقع أن يكون لتدشين هذه الأفلام الوثائقية، وللنجاح الباهر الذي حققته ورشة "فن صناعة الوثائقيات"، تأثير إيجابي وملموس على المشهد الثقافي والفني في ولاية عبري وسلطنة عمان ككل. فمثل هذه المبادرات الهادفة تسهم بفاعلية في اكتشاف المواهب الشابة الواعدة، وتوفير الدعم اللازم لها، إضافة إلى تزويدها بالأدوات والخبرات الضرورية لتطوير قدراتها الإبداعية والفنية. كما أنها تشجع على إنتاج المزيد من الأعمال الوثائقية ذات الجودة العالية، والتي يمكن أن تمثل سلطنة عمان خير تمثيل في المهرجانات السينمائية المحلية والدولية.
يُؤمل أن تستمر هذه الورش والمبادرات الثقافية في المستقبل، وأن تتوسع لتشمل مجالات فنية أخرى، مما يعزز من مكانة عمان كحاضنة للإبداع والفن في المنطقة. إن دعم صناعة الأفلام الوثائقية لا يقتصر على الجانب الفني والإبداعي فحسب، بل يمتد ليشمل الجانب الاقتصادي والثقافي، من خلال توفير فرص عمل مجدية للمبدعين والفنانين، وإبراز الصورة الحضارية المشرقة للسلطنة على الصعيد العالمي.





