ترامب معلقاً على انفجار صاروخ روسي: تطور "غير جيد"
في أغسطس 2019، أثار انفجار غامض وقع خلال تجربة صاروخية في قاعدة عسكرية روسية رد فعل من الرئيس الأمريكي آنذاك، دونالد ترامب، الذي وصف الحادث بأنه تطور "غير جيد"، مشيراً في الوقت نفسه إلى تفوق التكنولوجيا العسكرية الأمريكية. جاء تعليقه في سياق من التوتر المتزايد بين واشنطن وموسكو بشأن سباق التسلح، ليفتح الباب أمام تساؤلات حول طبيعة الأسلحة الجديدة التي تطورها روسيا والمخاطر البيئية والجيوسياسية المترتبة عليها.
تفاصيل الحادث الغامض
وقع الانفجار في 8 أغسطس 2019 في منصة بحرية بالقرب من قرية نونوكسا في منطقة أرخانجيلسك شمال روسيا. في البداية، قدمت السلطات الروسية معلومات متضاربة ومحدودة، حيث تحدثت وزارة الدفاع عن حريق في محرك صاروخ يعمل بالوقود السائل. لكن التقارير اللاحقة، خاصة بعد رصد ارتفاع مؤقت في مستويات الإشعاع في مدينة سيفيرودفينسك المجاورة، أثارت شكوكاً دولية. لاحقاً، أقرت وكالة الطاقة الذرية الروسية "روساتوم" بمقتل خمسة من علمائها في الحادث، مؤكدة أنهم كانوا يعملون على "مصدر طاقة نظيري مشع" ضمن نظام أسلحة جديد.
صاروخ "بوريفيستنيك" ومخاوف سباق التسلح
ربط محللون ووكالات استخبارات غربية الحادث باختبار لصاروخ كروز جديد يعمل بالطاقة النووية، يُعرف باسم 9M730 بوريفيستنيك (ويطلق عليه الناتو اسم SSC-X-9 Skyfall). كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد كشف عن هذا الصاروخ في عام 2018 ضمن مجموعة من الأسلحة الاستراتيجية "التي لا تقهر"، مؤكداً أن مداه غير محدود نظرياً بفضل محركه النووي المصغر، مما يجعله قادراً على التحليق لأيام وتجاوز أي منظومة دفاع صاروخي. أثار تطوير هذا السلاح قلقاً بالغاً لأنه يمثل فئة جديدة من الأسلحة النووية التي قد تزعزع الاستقرار الاستراتيجي العالمي، خاصة بعد انهيار معاهدة القوى النووية متوسطة المدى (INF) في العام نفسه.
رد فعل الإدارة الأمريكية
عبر سلسلة من التغريدات، علق الرئيس دونالد ترامب على الحادث، مؤكداً أن الولايات المتحدة "تتعلم الكثير" من الانفجار. وأشار تحديداً إلى صاروخ "سكاي فال"، معتبراً أن الانفجار أثار قلقاً بشأن تلوث الهواء في المنطقة وما حولها، واصفاً الوضع بأنه "Not good!" (غير جيد). وفي لهجة جمعت بين التحذير والتباهي، أضاف ترامب أن الولايات المتحدة تمتلك تكنولوجيا "مماثلة، ولكنها أكثر تقدماً". عكس رد فعله التنافس العسكري القائم بين القوتين، واستغل الحادث لتأكيد التفوق التكنولوجي الأمريكي في هذا المجال.
الأهمية والتداعيات
سلط الحادث الضوء على المخاطر الكبيرة المترتبة على تطوير واختبار الجيل الجديد من الأسلحة النووية. كما كشف عن استمرار سباق التسلح بين القوى الكبرى في الخفاء، بعيداً عن المعاهدات الدولية التي شهدت تآكلاً في السنوات الأخيرة. أثار الانفجار أيضاً مخاوف بيئية وصحية لدى السكان المحليين والمجتمع الدولي بسبب التعتيم الأولي من قبل السلطات الروسية حول طبيعة التسرب الإشعاعي وحجمه. ظل الحادث رمزاً للحقبة الجديدة من المواجهة الاستراتيجية التي تتسم بالغموض والتقنيات العسكرية المزعزعة للاستقرار.




