ترامب يدلي بتصريحات حاسمة حول إنهاء الحرب في غزة وصمود أي اتفاق مستقبلي
في ظل استمرار الصراع في قطاع غزة، برزت تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشكل متزايد، حيث قدم رؤيته لكيفية إنهاء الحرب والعودة إلى الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. وفي سلسلة من المقابلات والتصريحات التي أدلى بها خلال حملته الانتخابية الأخيرة، رسم ترامب صورة مغايرة للوضع الحالي، مؤكداً أن الأحداث المأساوية، بما في ذلك هجوم 7 أكتوبر، لم تكن لتحدث لو كان لا يزال في منصبه، مشيراً إلى أن القوة والردع كانا السمة المميزة لسياسته الخارجية.

موقفه من العمليات العسكرية الإسرائيلية
أعرب دونالد ترامب عن دعمه لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، ولكنه في الوقت ذاته وجه انتقادات لأسلوب إدارتها للحرب إعلامياً وعسكرياً. ففي تصريحات حديثة، حث ترامب إسرائيل على "إنهاء الأمر بسرعة" والعودة إلى الحياة الطبيعية، محذراً من أن الصور القادمة من غزة تلحق ضرراً كبيراً بسمعتها الدولية. يعكس هذا الموقف وجهة نظره البراغماتية التي تركز على تحقيق النتائج بأقل تكلفة سياسية ممكنة، معتبراً أن استمرار الحرب لفترة طويلة يخدم خصوم إسرائيل ويضعف موقفها على الساحة العالمية.
انتقادات حادة لإدارة بايدن
يرتكز جزء كبير من خطاب ترامب حول الحرب على انتقاد سياسات الإدارة الحالية برئاسة جو بايدن. يجادل ترامب بأن ما يعتبره "ضعف" بايدن في التعامل مع إيران قد شجعها ووكلائها في المنطقة على التحرك، مما أدى في النهاية إلى اندلاع الصراع. ويشير بشكل متكرر إلى أن إدارته فرضت ضغوطاً قصوى على طهران، مما حد من قدرتها على تمويل ودعم الجماعات المسلحة. من وجهة نظره، فإن غياب هذا الردع هو السبب المباشر لعدم الاستقرار الحالي، وهو ما يستخدمه كدليل على تفوق نهجه في السياسة الخارجية.
استحضار إرث اتفاقيات أبراهام
يعد ترامب اتفاقيات أبراهام، التي أدت إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية في عام 2020، حجر الزاوية في إرثه السياسي في الشرق الأوسط. وفي سياق الحرب الحالية، يستحضر هذه الاتفاقيات كدليل على أن السلام الإقليمي ممكن من خلال القوة والمفاوضات المباشرة التي تقودها الولايات المتحدة. ويقدمها كنموذج بديل لما يصفه بـ"الفشل الدبلوماسي" للإدارة الحالية، مؤكداً أن توسيع دائرة السلام هذه كان سيخلق واقعاً جديداً يمنع مثل هذه الصراعات من الحدوث. وتتضمن النقاط الرئيسية التي يركز عليها ما يلي:
- أن الاتفاقيات أثبتت إمكانية تجاوز الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لتحقيق تعاون إقليمي.
- أنها اعتمدت على المصالح المشتركة لمواجهة التحديات الإقليمية، وعلى رأسها إيران.
- أنها تمثل رؤية للسلام تعتمد على القوة الاقتصادية والأمنية بدلاً من التنازلات الإقليمية التقليدية.
الأهمية والتداعيات السياسية
تكتسب تصريحات ترامب أهمية خاصة لأنها تأتي في خضم سباق انتخابي محتدم. فهو لا يطرح مجرد تحليل للأحداث، بل يقدم نفسه للناخبين كقائد يمتلك الحلول للصراعات الدولية المعقدة. تهدف تعليقاته إلى إظهار التباين بين سياسة "أمريكا أولاً" التي ينتهجها، والتي يرى أنها تضمن الاستقرار من خلال القوة، وبين النهج الدبلوماسي المتعدد الأطراف الذي يتبعه بايدن. ومع اقتراب موعد الانتخابات، من المرجح أن تظل الحرب في غزة والسياسة الخارجية تجاه الشرق الأوسط محوراً رئيسياً في النقاش العام، حيث يسعى كل مرشح لإقناع الرأي العام الأمريكي بفعالية رؤيته للعالم.




