تقديرات برلمانية: الدور المصري بقيادة السيسي يمنع تفاقم الصراعات في المنطقة
في ظل التوترات المتصاعدة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، برزت تصريحات لمسؤولين مصريين، من بينهم أعضاء في البرلمان، تؤكد على أن السياسات التي تتبعها الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي قد ساهمت بشكل فعال في منع انزلاق المنطقة نحو فوضى أوسع نطاقًا. وتستند هذه التقييمات إلى التحركات الدبلوماسية المكثفة التي قامت بها القاهرة، خاصة في سياق الأزمة الأخيرة في قطاع غزة، والتي هدفت إلى احتواء الصراع والحفاظ على الاستقرار الإقليمي.

خلفية التحركات الدبلوماسية
تتمتع مصر تاريخيًا بدور محوري في الوساطة بين الأطراف المختلفة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وذلك بفضل موقعها الجغرافي الفريد وعلاقاتها الدبلوماسية الممتدة. ومع اندلاع الأعمال العدائية في أكتوبر 2023، كثفت مصر من جهودها على عدة أصعدة، مستغلة ثقلها السياسي لمنع توسع رقعة الصراع وحماية المدنيين. وركزت القيادة المصرية على ضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري، الذي يمثل الشريان الحيوي الوحيد للقطاع.
قمة القاهرة للسلام
شكلت استضافة مصر لـ"قمة القاهرة للسلام" في أواخر أكتوبر 2023 أحد أبرز مظاهر هذا الدور. جمعت القمة عددًا كبيرًا من قادة الدول العربية والأوروبية وممثلين عن منظمات دولية بهدف رئيسي وهو بحث سبل وقف التصعيد وإيجاد حلول سياسية للأزمة. خلال القمة، شددت الكلمة المصرية على عدة ثوابت رئيسية، أهمها:
- الرفض القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، واعتبار ذلك تصفية للقضية الفلسطينية.
 - التأكيد على أن الحل الوحيد المستدام للصراع يكمن في مسار حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
 - الدعوة إلى حماية المدنيين من جميع الأطراف وفتح ممرات إنسانية آمنة ومستدامة لتقديم الإغاثة.
 
عكست القمة الثقة الدولية في قدرة مصر على جمع الأطراف الفاعلة وتوفير منصة للحوار في وقت حرج، ورسخت مكانتها كلاعب أساسي لا يمكن تجاوزه في معادلات استقرار الشرق الأوسط.
ركائز الموقف المصري
يستند الموقف المصري في التعامل مع الأزمات الإقليمية إلى مجموعة من المبادئ الراسخة التي تهدف إلى تحقيق التوازن. فبينما تحافظ مصر على علاقاتها الدبلوماسية مع مختلف القوى الإقليمية والدولية، فإنها تضع أمنها القومي واستقرار جوارها على رأس أولوياتها. وفي هذا السياق، حذرت القيادة المصرية مرارًا من أن اتساع نطاق الحرب قد يهدد استقرار دول المنطقة بأكملها، بما في ذلك مصر. واعتبرت التصريحات الرسمية أن الحكمة السياسية والتحركات المدروسة هي السبيل لتجنب سيناريوهات كارثية قد تعيد رسم خريطة التحالفات والصراعات في الشرق الأوسط.
الأهمية والتأثير الإقليمي
يرى مراقبون أن الجهود المصرية لم تقتصر على الجانب السياسي فقط، بل امتدت لتشمل تنسيقًا أمنيًا واستخباراتيًا عالي المستوى بهدف التوسط في اتفاقيات لوقف إطلاق النار أو تبادل الأسرى والمحتجزين. وتبرز أهمية هذا الدور في ظل صعوبة التواصل المباشر بين أطراف النزاع. وبحسب تصريحات برلمانية، فإن هذه "الصلابة السياسية" التي أبدتها مصر منعت تحقق مخططات كانت تهدف إلى تغيير ديموغرافية المنطقة وفرض واقع جديد على الأرض، الأمر الذي كان من شأنه أن يشعل صراعات طويلة الأمد ويقوض أي فرصة للسلام في المستقبل.





