توضيح الحدود القصوى للسحب النقدي اليومي: البنوك، الصراف الآلي، وإنستاباي بعد قرارات المركزي الأخيرة
في أعقاب قرار البنك المركزي المصري الأخير بخفض سعر الفائدة بنسبة 1%، والذي صدر في اجتماع لجنة السياسة النقدية بتاريخ 1 فبراير 2024، تزايدت استفسارات الجمهور حول حدود السحب النقدي اليومي المطبقة في البنوك المصرية، وعبر ماكينات الصراف الآلي (ATM)، وكذلك من خلال تطبيق المدفوعات اللحظية "إنستاباي". يأتي هذا الاهتمام في سياق حرص المواطنين على فهم التحديثات المالية وتأثيرها على تعاملاتهم اليومية، رغم أن قرار خفض الفائدة لم يترتب عليه تغيير مباشر في هذه الحدود، بل أثار تساؤلات حول الوضع الراهن لهذه المعاملات.

خلفية قرارات البنك المركزي وتأثيرها
يُعد البنك المركزي المصري الجهة المسؤولة عن صياغة وتنفيذ السياسة النقدية في البلاد، بما في ذلك تحديد أسعار الفائدة وتنظيم المعاملات المصرفية. وقد جاء قرار خفض سعر الفائدة الأخير في إطار مساعي البنك لدعم النشاط الاقتصادي وتخفيف الأعباء عن المقترضين، في محاولة لتحفيز الاستثمار والنمو. ورغم أن هذا القرار يتعلق أساسًا بتكلفة الاقتراض والإيداع، إلا أنه غالبًا ما يدفع الأفراد والشركات لإعادة تقييم وضعهم المالي واستكشاف اللوائح المصرفية الأخرى، مثل حدود السحب النقدي.
تُعد حدود السحب النقدي أداة تنظيمية تستخدمها البنوك المركزية لعدة أغراض، منها: إدارة السيولة في السوق، ومكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، وتشجيع التحول نحو المدفوعات الرقمية وتقليل الاعتماد على النقد المادي. وقد شهدت مصر في السنوات الأخيرة اهتمامًا متزايدًا بتعزيز الشمول المالي وتبني الحلول التكنولوجية في المعاملات المصرفية، وهو ما يتجلى في إطلاق وتطوير تطبيقات مثل إنستاباي.
الحدود القصوى للسحب النقدي المعمول بها حاليًا
وفقًا لأحدث التعليمات الصادرة عن البنك المركزي المصري، والتي ما زالت سارية ولم تتأثر بقرار خفض الفائدة الأخير، فإن حدود السحب النقدي اليومي من البنوك وماكينات الصراف الآلي وتطبيق إنستاباي هي كما يلي:
- من فروع البنوك: يبلغ الحد الأقصى للسحب النقدي من داخل فروع البنوك المصرية حاليًا 150 ألف جنيه مصري في اليوم الواحد للشخص أو الكيان. هذا الحد يهدف إلى تلبية احتياجات العملاء للمعاملات الكبيرة، مع الحفاظ على الرقابة اللازمة على التدفقات النقدية.
 - من ماكينات الصراف الآلي (ATM): تحدد معظم البنوك المصرية حدًا أقصى للسحب النقدي من ماكينات الصراف الآلي التابعة لها أو التابعة للبنوك الأخرى بواقع 20 ألف جنيه مصري يوميًا للبطاقة الواحدة. يجدر بالذكر أن بعض البنوك قد تفرض حدودًا أقل لعملائها أو لبطاقات معينة، لذا يُنصح بالتحقق من البنك المصدر للبطاقة.
 - عبر تطبيق إنستاباي (Instapay): يُعد تطبيق إنستاباي جزءًا محوريًا من استراتيجية مصر للتحول الرقمي والمدفوعات اللحظية. وتتحدد حدود السحب أو التحويل عبر التطبيق كالتالي:
        
- الحد الأقصى للمعاملة الواحدة: 70 ألف جنيه مصري.
 - الحد الأقصى للسحب أو التحويل اليومي: 120 ألف جنيه مصري للحساب البنكي الواحد المرتبط بالتطبيق.
 - الحد الأقصى للسحب أو التحويل الشهري: 400 ألف جنيه مصري للحساب البنكي الواحد المرتبط بالتطبيق.
 
تتيح هذه الحدود للمستخدمين إجراء مجموعة واسعة من المعاملات المالية بسرعة وأمان، مما يقلل من الحاجة إلى التعامل بالنقد المادي.
 
أهمية هذه الحدود وتأثيرها على التعاملات اليومية
تكتسب حدود السحب النقدي أهمية خاصة للمواطنين والشركات على حد سواء، حيث تؤثر بشكل مباشر على قدرتهم على إدارة سيولتهم المالية وتلبية احتياجاتهم اليومية. من خلال وضع هذه الحدود، يسعى البنك المركزي إلى تحقيق التوازن بين تسهيل المعاملات المالية للمواطنين وضمان بيئة مالية مستقرة ومنظمة.
إن وجود هذه الحدود يدعم أيضًا التوجه نحو الاقتصاد الرقمي وتقليل مخاطر التعامل النقدي. فمع ازدياد استخدام تطبيقات مثل إنستاباي، يتزايد الاعتماد على التحويلات الإلكترونية السريعة والآمنة، مما يقلل من الحاجة إلى حمل مبالغ نقدية كبيرة ويحد من الأعباء التشغيلية على البنوك. كما تساهم هذه الإجراءات في تعزيز الشفافية المالية ومكافحة الجرائم الاقتصادية.
يجب على المستخدمين فهم هذه الحدود جيدًا لتجنب أي إزعاج عند إجراء المعاملات، خاصة عند التخطيط لسحب مبالغ كبيرة. وفي حالة الحاجة لسحب مبالغ تتجاوز الحدود اليومية المخصصة لماكينات الصراف الآلي، يكون التوجه إلى فروع البنوك هو الخيار المتاح.
تطورات مستقبلية محتملة
يشير المشهد المالي في مصر إلى استمرارية جهود البنك المركزي نحو تحديث وتطوير الأنظمة المصرفية. ومن المرجح أن يستمر التركيز على تشجيع المدفوعات الرقمية وتوسيع نطاق الخدمات المصرفية الإلكترونية. قد يتم مراجعة هذه الحدود في المستقبل بما يتماشى مع التطورات الاقتصادية وتغير سلوكيات المتعاملين، ولكن في الوقت الراهن، تظل الحدود المذكورة أعلاه هي المرجع الأساسي للمواطنين والقطاع المصرفي.
تُظهر استجابة الجمهور واستفساراته بعد قرار سعر الفائدة مدى أهمية الشفافية والتواصل المستمر من قبل المؤسسات المالية لضمان فهم واضح للوائح وتأثيرها على الحياة اليومية.





