توقعات غارتنر: نمو 8.2% في شحنات الكمبيوتر الشخصي خلال الربع الثالث من 2025
في تقرير حديث نشرته اليوم 20 ديسمبر 2024، كشفت شركة الأبحاث والاستشارات العالمية غارتنر عن توقعاتها لنمو ملحوظ في سوق الكمبيوتر الشخصي، حيث تتوقع الشركة زيادة بنسبة 8.2% في شحنات أجهزة الكمبيوتر الشخصي عالمياً خلال الربع الثالث من عام 2025. يأتي هذا التوقع ليُشكل نقطة تحول إيجابية بعد فترة من التحديات والانكماش الذي شهدته الصناعة، ويشير إلى انتعاش محتمل مدفوعاً بعدة عوامل رئيسية.

الخلفية والسياق
تُعد غارتنر من المؤسسات الرائدة عالمياً في تقديم رؤى وتحليلات لسوق تكنولوجيا المعلومات، وتعتمد تقاريرها بشكل كبير من قبل الشركات والمستثمرين لتقييم الاتجاهات المستقبلية. شهد سوق الكمبيوتر الشخصي في السنوات الأخيرة تباطؤاً ملحوظاً، ناتجاً عن عوامل متعددة شملت التضخم الاقتصادي، تباطؤ الإنفاق الاستهلاكي، وإطالة دورات استبدال الأجهزة. ومع ذلك، تُظهر التوقعات الحالية لغارتنر مؤشرات قوية على عودة الزخم، مما يمهد الطريق لبيئة سوقية أكثر نشاطاً في المستقبل القريب.
محركات النمو الرئيسية المتوقعة
تشير تحليلات غارتنر إلى أن النمو المتوقع في الربع الثالث من عام 2025 سيكون مدفوعاً بعدة عوامل متضافرة تساهم في تحفيز الطلب على أجهزة الكمبيوتر الشخصي:
- انتهاء دعم ويندوز 10: يُعد أكتوبر 2025 الموعد النهائي لإنهاء دعم نظام التشغيل ويندوز 10. هذا الموعد سيجبر العديد من الشركات والمؤسسات على تحديث أجهزتها للانتقال إلى أنظمة تشغيل أحدث مثل ويندوز 11، مما سيؤدي إلى دورة تجديد واسعة النطاق لأجهزة الكمبيوتر الشخصي المخصصة للأعمال.
- ظهور أجهزة الكمبيوتر المدعومة بالذكاء الاصطناعي (AI PCs): من المتوقع أن تُحدث أجهزة الكمبيوتر المزودة بقدرات الذكاء الاصطناعي ثورة في السوق. هذه الأجهزة، التي تحتوي على وحدات معالجة عصبية (NPUs) مخصصة، ستقدم تجارب مستخدم محسّنة وأداءً أفضل في التعامل مع مهام الذكاء الاصطناعي محلياً. هذا التطور التكنولوجي سيشجع المستهلكين والشركات على الترقية للاستفادة من هذه الإمكانات الجديدة.
- دورة تحديث الأجهزة المتأخرة: تأخر العديد من المستخدمين في استبدال أجهزتهم القديمة بسبب الظروف الاقتصادية وتقلبات السوق. بحلول عام 2025، ستكون هذه الأجهزة قد وصلت إلى نهاية عمرها الافتراضي العملي، مما سيخلق طلباً طبيعياً للتجديد.
- التعافي الاقتصادي العالمي: تتوقع العديد من المؤسسات الاقتصادية تحسناً تدريجياً في الأداء الاقتصادي العالمي خلال عام 2025، مما قد يؤدي إلى زيادة في الإنفاق الاستهلاكي وتحسين ميزانيات الشركات المخصصة لتكنولوجيا المعلومات.
تأثير التوقعات على السوق
لهذه التوقعات الإيجابية آثار كبيرة على اللاعبين الرئيسيين في صناعة الكمبيوتر الشخصي. ستستفيد شركات تصنيع الأجهزة مثل لينوفو، إتش بي، ديل، وآبل بشكل مباشر من زيادة الطلب. كما ستشهد شركات تصنيع المكونات، مثل إنتل، إيه إم دي، وإنفيديا، دفعة قوية في مبيعات معالجاتها ووحدات المعالجة الرسومية الخاصة بها. سيؤدي هذا النمو أيضاً إلى تحفيز الابتكار والاستثمار في البحث والتطوير، خاصة في مجال الذكاء الاصطنائي وتجارب المستخدم الجديدة. تجار التجزئة والموزعون أيضاً سيكونون المستفيدين من زيادة حجم الشحنات والمبيعات.
التحديات والمخاطر المحتملة
على الرغم من التفاؤل، لا تخلو التوقعات من بعض المخاطر والتحديات المحتملة. يمكن أن تؤثر التقلبات الاقتصادية غير المتوقعة، أو التوترات الجيوسياسية، أو مشاكل سلسلة التوريد المستمرة على قدرة الصناعة على تلبية الطلب. كما أن سرعة تبني المستهلكين والشركات لأجهزة الكمبيوتر المدعومة بالذكاء الاصطناعي ستلعب دوراً حاسماً في تحقيق هذا النمو المتوقع، وقد يؤدي التباطؤ في هذا التبني إلى تقليل الزخم.
نظرة مستقبلية
يشير تقرير غارتنر إلى أن الربع الثالث من عام 2025 قد يمثل فترة حاسمة لسوق الكمبيوتر الشخصي، حيث تتضافر عوامل مثل دورات التحديث الإلزامية والابتكارات التكنولوجية لإنعاش القطاع. إذا تحققت هذه التوقعات، فإنها لن تشير فقط إلى انتعاش مؤقت، بل قد تكون مؤشراً على دخول سوق الكمبيوتر الشخصي مرحلة جديدة من النمو المستدام، مدعومة بالابتكار المستمر والتغيرات في متطلبات المستخدمين.





