جدل حول دعوات افتتاح المتحف الكبير: عمرو أديب يتناول غياب علاء مبارك
أثارت مسألة دعوات حفل افتتاح المتحف المصري الكبير جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي في مصر، وذلك في أعقاب تساؤل طرحه علاء مبارك، نجل الرئيس الأسبق حسني مبارك، حول عدم تلقيه دعوة لحضور هذا الحدث الوطني الهام. وقد اكتسب النقاش زخماً إضافياً بعد أن تناول الإعلامي عمرو أديب القضية في برنامجه التلفزيوني، مقدماً وجهة نظر الدولة والمؤسسات المنظمة للفعاليات الكبرى.

الخلفية: بداية الجدل
بدأت القصة عندما نشر علاء مبارك تدوينة عبر حسابه على منصة "إكس" (تويتر سابقاً) خلال أوائل عام 2023، تساءل فيها بشكل علني عن سبب استبعاده من قائمة المدعوين لحفل افتتاح المتحف. ألمحت تدوينته إلى أن مشروع المتحف بدأ في عهد والده، مما أثار تعاطف البعض الذين رأوا في عدم دعوته تجاهلاً لإرث تلك الفترة. وسرعان ما تحولت التدوينة إلى قضية رأي عام، حيث انقسم المعلقون بين مؤيد لحق علاء مبارك في الحضور كجزء من عائلة رئيس سابق ارتبط المشروع ببداياته، ومعارض يرى أن الدولة الحالية هي صاحبة الحق الحصري في تحديد قائمة ضيوفها في الفعاليات الرسمية.
تعليق عمرو أديب
في حلقة من برنامجه "الحكاية" الذي يُعرض على قناة MBC Masr، تناول الإعلامي عمرو أديب الموضوع بتفصيل، مقدماً تحليلاً سعى من خلاله إلى توضيح الموقف من منظور الدولة. شدد أديب على عدة نقاط رئيسية لشرح أسباب عدم توجيه الدعوة، ويمكن تلخيص رؤيته كالتالي:
- الفعاليات الوطنية ليست مناسبات شخصية: أوضح أديب أن افتتاح مشروع بحجم المتحف المصري الكبير هو حدث سيادي تنظمه الدولة المصرية، وليس مناسبة خاصة أو اجتماعية يمكن لأي شخص أن يتوقع دعوته إليها.
 - الدولة صاحبة القرار: أكد أن الجهات المنظمة هي وحدها من تقرر قائمة المدعوين بناءً على اعتبارات وبروتوكولات رسمية، وأن هذا الحق لا يمكن مناقشته أو فرضه من قبل أفراد.
 - التمييز بين الملكية العامة والحضور الرسمي: أشار إلى أن المتحف ملك لجميع المصريين ويمكن لأي مواطن، بما في ذلك علاء مبارك، زيارته بعد الافتتاح الرسمي. لكن حفل الافتتاح بحد ذاته هو مناسبة بروتوكولية لها ضوابطها الخاصة.
 - تجنب تسييس الحدث: دعا أديب إلى عدم تحويل القضية إلى مسألة سياسية أو شخصية، مشيراً إلى أن التركيز يجب أن ينصب على الإنجاز الوطني المتمثل في افتتاح هذا الصرح الثقافي العالمي.
 
جاء تعليق أديب في إطار محاولته لوضع الأمور في نصابها الرسمي، بعيداً عن الجدل العاطفي الذي سيطر على النقاش في وسائل التواصل الاجتماعي.
ردود الفعل والأبعاد
أدى تناول عمرو أديب للموضوع إلى موجة جديدة من ردود الفعل. فقد رأى البعض في كلامه دفاعاً منطقياً عن هيبة الدولة ومؤسساتها، مؤكدين أن عصر حسني مبارك قد انتهى وأن التعامل مع رموزه يجب أن يتم في إطار القانون والمواطنة، لا في سياق الامتيازات السابقة. في المقابل، اعتبر آخرون أن تعليقه كان قاسياً وتجاهل البعد التاريخي للمشروع، حيث يرى هؤلاء أن هناك واجباً أدبياً للاعتراف بمن بدأ المشروع، حتى وإن تغيرت الأنظمة السياسية.
تعكس هذه الحادثة حالة أوسع من الجدل المستمر في مصر حول كيفية التعامل مع إرث حقبة مبارك. فالمتحف المصري الكبير، الذي يُعد أحد أضخم المشاريع الثقافية في العالم، أصبح ساحة رمزية للنقاش حول الذاكرة الوطنية، ومن له الحق في تمثيل تاريخ مصر الحديث ورواية إنجازاته.



