جدل حول محاولة تعيين نجل نتنياهو بمنصب رفيع وجولان يطالب باستقالة رئيس الوزراء
أثارت تقارير حديثة حول محاولة لتعيين يائير نتنياهو، نجل رئيس الوزراء الإسرائيلي، في منصب قيادي رفيع المستوى داخل المنظمة الصهيونية العالمية، عاصفة من ردود الفعل السياسية الحادة في إسرائيل. وقد دفعت هذه التطورات رئيس حزب "الديمقراطيين" المعارض، يائير جولان، إلى تجديد دعوته لاستقالة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، معتبراً أن هذه المحاولة تمثل دليلاً إضافياً على ما وصفه بـ "تدمير مؤسسات الدولة".

تفاصيل محاولة التعيين
كشفت وسائل إعلام إسرائيلية خلال الأيام القليلة الماضية عن مساعٍ جرت داخل أروقة المنظمة الصهيونية العالمية لتعيين يائير نتنياهو في منصب رئيس قسم الإعلام والدبلوماسية العامة (الهسبراه). ووفقاً للمعلومات المتداولة، فإن هذه المبادرة قادها ممثلون عن حزب الليكود، الذي يتزعمه والده، داخل المؤسسات الوطنية. يُعد هذا المنصب ذا أهمية استراتيجية ويتمتع براتب وامتيازات كبيرة، وهو ما أثار تساؤلات حول مدى ملاءمة المرشح للمنصب ودوافع التعيين.
وبحسب التقارير، قوبلت هذه المحاولة بمعارضة داخلية أدت في النهاية إلى تجميدها أو سحبها، خاصة بعد أن بدأت تفاصيلها تتسرب إلى العلن وتثير انتقادات واسعة. ولم يصدر تعليق رسمي مباشر من يائير نتنياهو، الذي يقيم حالياً في ميامي بالولايات المتحدة، وهو الأمر الذي كان في حد ذاته موضع انتقاد في إسرائيل خلال فترة الحرب.
خلفية الجدل
يُنظر إلى يائير نتنياهو على أنه شخصية مثيرة للجدل في المشهد الإسرائيلي، حيث يُعرف بآرائه الحادة التي يعبر عنها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي غالباً ما تثير أزمات سياسية ودبلوماسية. ويعتبره منتقدوه شخصية مستقطبة تفتقر إلى الخبرة اللازمة لتولي منصب دبلوماسي حساس يهدف إلى تحسين صورة إسرائيل في العالم. من جهة أخرى، يرى أنصاره أنه صوت مهم يدافع بقوة عن سياسات والده وإسرائيل.
وتأتي هذه الحادثة في سياق سياسي مشحون، حيث تواجه حكومة بنيامين نتنياهو انتقادات شديدة بشأن إدارتها للحرب في غزة، بالإضافة إلى اتهامات بالفساد وتضارب المصالح طالت رئيس الوزراء وأسرته لسنوات. لذا، يُنظر إلى محاولة تعيين نجله في هذا المنصب على أنها استمرار لنهج المحسوبية وتغليب المصالح الشخصية على المصلحة العامة.
ردود الفعل السياسية
كان رد الفعل الأبرز من المعارضة على لسان يائير جولان، الذي وصف الخطوة بأنها "مخجلة وخطيرة". وفي تصريحات له، شدد جولان على أن "محاولة تعيين يائير نتنياهو في منصب رفيع بأموال عامة تجسّد تدمير المؤسسات وقيم الخدمة العامة". وأضاف أن هذا السلوك يستدعي بشكل فوري استقالة رئيس الوزراء، متهماً إياه بإدارة الدولة كأنها "ملك لعائلته".
كما صدرت انتقادات من شخصيات سياسية أخرى ومنظمات مجتمع مدني، والتي حذرت من أن مثل هذه التعيينات تضر بسمعة المؤسسات الصهيونية وتقوض الثقة بها. النقاط الرئيسية التي أثارها المنتقدون شملت:
- اتهامات بالمحسوبية والفساد السياسي.
- التشكيك في مؤهلات يائير نتنياهو وخبرته للمنصب.
- التأثير السلبي المحتمل على صورة إسرائيل في الخارج بسبب شخصية المرشح المثيرة للجدل.
- استغلال الموارد العامة لخدمة مصالح عائلية.
الأهمية والسياق
تكتسب هذه القضية أهميتها من كونها تلامس وتراً حساساً في السياسة الإسرائيلية المعاصرة، وهو العلاقة بين السلطة والمؤسسات العامة. يرى معارضو نتنياهو أن هذه الحادثة، بغض النظر عن نجاحها، هي جزء من نمط ممنهج لإضعاف مؤسسات الدولة وتعيين الموالين في المناصب الرئيسية. وتأتي في وقت حرج حيث يطالب قطاع واسع من الإسرائيليين بإجراء انتخابات مبكرة وتغيير القيادة الحالية على خلفية إخفاقات السابع من أكتوبر وما تلاها من أحداث.
وعلى الرغم من أن محاولة التعيين قد تم إيقافها، إلا أن تداعياتها السياسية لا تزال مستمرة، حيث تستغلها المعارضة لتكثيف ضغوطها على الحكومة، والمطالبة برحيل نتنياهو الذي يواجه أصلاً تحديات سياسية وقضائية كبيرة تهدد مستقبله السياسي.




