جدل واسع في إسرائيل بسبب ترشيح يائير نتنياهو لمنصب قيادي في المنظمة الصهيونية العالمية
أثار ترشيح يائير نتنياهو، نجل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لشغل منصب رفيع في المنظمة الصهيونية العالمية، عاصفة من الانتقادات السياسية والإعلامية في إسرائيل أواخر عام 2023. وقد تركزت الاعتراضات بشكل أساسي على اتهامات بالمحسوبية وافتقار المرشح للخبرة اللازمة، بالإضافة إلى سجله الحافل بالتصريحات المثيرة للجدل على وسائل التواصل الاجتماعي.

تفاصيل الترشيح والمنصب
تم تداول اسم يائير نتنياهو لشغل منصب مهم ضمن قسم الإعلام أو الدبلوماسية العامة في المنظمة الصهيونية العالمية. ويأتي هذا الترشيح بدعم من ممثلي حزب الليكود داخل المؤسسات الصهيونية، حيث يتم توزيع المناصب القيادية بين الأحزاب السياسية الإسرائيلية بناءً على نتائج انتخابات المؤتمر الصهيوني العالمي.
تُعد المنظمة الصهيونية العالمية هيئة تاريخية تأسست لتعزيز الأهداف الصهيونية، وتعمل اليوم على تعزيز العلاقة بين إسرائيل والجاليات اليهودية في جميع أنحاء العالم. ويُنظر إلى المناصب داخلها على أنها ذات تأثير رمزي وسياسي كبير.
موجة من الانتقادات وردود الفعل
قوبل الإعلان عن الترشيح المحتمل برفض واسع من قبل شخصيات في المعارضة الإسرائيلية، الذين وصفوا الخطوة بأنها مثال صارخ على "المحسوبية" واستغلال النفوذ السياسي لتعيين أفراد من عائلة رئيس الوزراء في مناصب مرموقة. وأشار المنتقدون إلى أن المنصب يتطلب خبرة دبلوماسية وحساسية عالية، وهي صفات يرون أنها لا تتوفر في يائير نتنياهو.
تركزت الانتقادات بشكل خاص على النقاط التالية:
- الخلفية المثيرة للجدل: يُعرف يائير بسجله الطويل من المنشورات والتصريحات الحادة على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي استهدفت معارضين سياسيين، وصحفيين، ومسؤولين في النظام القضائي، مما أثار مخاوف من أنه قد يضر بصورة المنظمة بدلاً من تحسينها.
- غياب الخبرة المهنية: شكك الكثيرون في مؤهلاته لتولي منصب دبلوماسي رفيع، معتبرين أن الترشيح لا يستند إلى الكفاءة بل إلى القرابة.
- التوقيت الحساس: جاءت هذه الأنباء في وقت حساس تواجه فيه إسرائيل تحديات دولية كبيرة، مما زاد من حدة الانتقادات الموجهة لعائلة نتنياهو بشأن أولوياتها.
السياق السياسي والخلفية
لا يمكن فصل هذا الجدل عن السياق السياسي الأوسع في إسرائيل، حيث يواجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو انتقادات مستمرة بشأن قضايا تتعلق بالفساد وتضارب المصالح. ويُنظر إلى محاولة تعيين ابنه في هذا المنصب كجزء من نمط أوسع لتعزيز النفوذ الشخصي والعائلي داخل مؤسسات الدولة والمؤسسات المرتبطة بها.
كما أثيرت تساؤلات حول إقامة يائير نتنياهو في ميامي بالولايات المتحدة خلال فترة الحرب التي تشهدها البلاد، وهو ما اعتبره البعض تهربًا من المسؤولية الوطنية، مما أضاف طبقة أخرى من السخط الشعبي على ترشيحه.
الأهمية والتداعيات
تكمن أهمية هذه القضية في أنها تسلط الضوء على التوترات المحيطة بمعايير الحوكمة والأخلاق السياسية في إسرائيل. كما أنها تفتح نقاشًا حول دور المؤسسات الصهيونية التاريخية في العصر الحديث، وما إذا كانت تُستخدم كأدوات لخدمة المصالح الحزبية الضيقة بدلاً من تحقيق أهدافها المعلنة.
قد يؤثر هذا الجدل على علاقة المنظمة الصهيونية العالمية بالجاليات اليهودية في الشتات، خاصة تلك التي تتبنى مواقف سياسية أكثر ليبرالية وتجد صعوبة في التوافق مع الأسلوب الإعلامي الذي يمثله يائير نتنياهو. وبالتالي، فإن المضي قدمًا في هذا التعيين قد يفاقم الانقسامات القائمة بدلاً من رأب الصدع.





