إسرائيل تعلن أن الجثث المتسلمة ليست لأسرى، و"القسام" تعرض استخراج رفات أخرى من غزة
في تطور جديد يعكس حالة التعقيد في ملف تبادل الأسرى والجثث بين إسرائيل وحركة حماس، أعلنت السلطات الإسرائيلية يوم الجمعة الموافق 31 مايو 2024 أن مجموعة من الجثث التي تسلمتها من قطاع غزة عبر وسيط ليست لجنود أو مدنيين إسرائيليين أسرى.

جاء هذا الإعلان بعد أن كانت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قد أشارت إلى استعدادها لتسليم رفات يعتقد أنها لأسرى إسرائيليين. وبحسب المصادر الإسرائيلية، فقد خضعت الجثث فور تسلمها لفحص طبي شرعي شامل لتحديد هويتها، لتظهر النتائج أنها لا تعود للأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
على إثر البيان الإسرائيلي، أصدرت كتائب القسام توضيحاً، معربةً عن استعدادها للعمل على استخراج جثث الأسرى الإسرائيليين المتبقين والذين قضوا في قطاع غزة. وأشارت الكتائب إلى أن البحث عن هذه الجثث واستخراجها سيتطلب جهوداً كبيرة، خاصة في ظل الدمار الواسع والقصف الإسرائيلي المتواصل الذي طال مناطق مختلفة من القطاع. وقد أشارت مصادر القسام إلى أن هذه الجثث موجودة "داخل الخط الأصفر"، وهو تعبير يشير عادة إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة القوات الفلسطينية داخل غزة أو منطقة الحدود التي تتواجد فيها قوات الاحتلال، مما يعكس تحديات الوصول والتحديد.
خلفية وتداعيات التطورات
يأتي هذا التطور في سياق مفاوضات متعثرة مستمرة منذ أشهر بوساطة قطرية ومصرية وأمريكية، تهدف إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. وقد كانت قضية الأسرى والجثث نقطة خلاف رئيسية، حيث تطالب حماس بالإفراج عن أعداد كبيرة من الأسرى الفلسطينيين مقابل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، سواء كانوا أحياء أو جثامين.
لقد تسببت الحرب المستمرة في غزة، التي بدأت في السابع من أكتوبر 2023، في مقتل العديد من الأسرى الإسرائيليين المحتجزين، سواء بسبب القصف الإسرائيلي أو لأسباب أخرى، وفقاً لبيانات حماس. وقد أدى هذا الوضع إلى تعقيد مهمة تحديد أماكن وجود الأسرى الأحياء والجثامين.
ردود الفعل والأهمية
يزيد هذا الخلاف حول هوية الجثث من حالة انعدام الثقة المتبادلة بين الجانبين، ويصعب من جهود الوساطة الرامية للتوصل إلى حل. فبالنسبة لعائلات الأسرى الإسرائيليين، يمثل كل تطور من هذا النوع مصدراً إضافياً للألم والقلق، حيث تتطلع العائلات لمعرفة مصير ذويها. من ناحية أخرى، تسعى حركة حماس إلى الضغط على إسرائيل لتحقيق مطالبها في أي صفقة تبادل محتملة، مستخدمة ملف الأسرى كورقة تفاوضية.
تكمن أهمية هذا الخبر في عدة نقاط:
- تأثيره على المفاوضات: قد يزيد هذا التضارب من صعوبة التوصل إلى تفاهمات مستقبلية بشأن تبادل الأسرى، خاصة وأن الثقة تعد عنصراً حيوياً في مثل هذه العمليات.
- تأكيد التحديات اللوجستية: يبرز إعلان القسام عن صعوبة استخراج الجثث حجم التحديات التي تواجه أي عملية بحث عن أسرى أو رفات داخل قطاع غزة المدمر.
- الضغط على الأطراف الدولية: قد يدفع هذا التطور الوسطاء إلى تكثيف جهودهم لإيجاد آلية أكثر فاعلية للتحقق من المعلومات وتسهيل عمليات التسليم.
تستمر التوترات والاشتباكات في قطاع غزة، بينما تظل قضية الأسرى الإسرائيليين والمحتجزين الفلسطينيين هي العقدة الأساسية في مساعي إنهاء الصراع وتحقيق استقرار مؤقت في المنطقة.





