جدلية ديوكوفيتش في صربيا: تخريب جدارية ومغادرة البلاد
شهدت العاصمة الصربية بلغراد، في أواخر العام الماضي وبدايات العام الجاري، حادثة تخريب استهدفت جدارية ضخمة مُخصصة لنجم التنس العالمي نوفاك ديوكوفيتش. جاء هذا التطور بعد أسابيع من مغادرة ديوكوفيتش لبلاده وانتقاله للعيش مع عائلته في اليونان، مما أثار موجة من التساؤلات والنقاشات حول علاقته بوطنه وتأثير هذه الأحداث على صورته العامة.

الخلفية: مكانة ديوكوفيتش كرمز وطني
يُعد نوفاك ديوكوفيتش أكثر من مجرد لاعب تنس في صربيا؛ فهو رمز وطني حي يُمثل الإصرار والنجاح والفخر الصربي على الساحة الدولية. لطالما احتفت صربيا بإنجازاته، وتنتشر جدارياته وصوره في جميع أنحاء البلاد كدليل على هذه المكانة الخاصة. يُنظر إليه كبطل قومي، وهو ما يجعل أي مساس برمزيته أو ارتباطه بالوطن أمراً ذا حساسية عالية لدى الرأي العام الصربي.
التطورات الأخيرة: التخريب والانتقال السكني
تُظهر التقارير أن الجدارية المُخربة، التي تُصور ديوكوفيتش، تعرضت للتلف عن طريق الكتابة عليها بالرش أو الرسم بألوان مختلفة، مما أفقَدَها رونقها الأصلي. ورغم أن تفاصيل محددة عن هوية الفاعلين أو دوافعهم لم تُعلن رسمياً، إلا أن الحادثة أثارت استنكاراً واسعاً بين محبيه. تزامن هذا مع تأكيد أنباء انتقال ديوكوفيتش وأسرته للعيش في اليونان، وبالتحديد في منطقة هالكيديكي، التي يمتلك فيها منزلاً صيفياً. هذا الانتقال، الذي وُصِفَ بأنه لأسباب شخصية وعائلية تتعلق بالبحث عن الهدوء والخصوصية، قوبل بتفسيرات مختلفة في صربيا، حيث ربطه البعض بشكل غير مباشر بحادثة الجدارية أو حتى بالضغط العام الذي يواجهه كشخصية عالمية.
ردود الفعل والتكهنات حول الدوافع
تراوحت ردود الفعل في صربيا بين الغضب الشديد من فعل التخريب الذي استهدف رمزاً وطنياً، والحزن على تداعيات الابتعاد المحتمل لديوكوفيتش عن موطنه الأم. تكهّن مراقبون أن يكون الدافع وراء تخريب الجدارية متعدد الأوجه، فقد يكون ناجماً عن:
- استياء فردي: ربما يكون نابعاً من أشخاص غير راضين عن بعض مواقف ديوكوفيتش العلنية أو اختياراته الشخصية.
 - تعبير عن الغضب: قد يعكس حالة من الغضب أو الإحباط العام في المجتمع، حيث تُستخدم الشخصيات العامة كوسيلة للتعبير عن هذه المشاعر.
 - أعمال شغب: قد لا يكون الفعل ذا دافع سياسي أو شخصي عميق، بل مجرد عمل تخريبي عشوائي.
 
من المهم الإشارة إلى أن التقارير لم تربط بشكل مباشر حادثة التخريب بأي تصريحات سياسية لديوكوفيتش، تحديداً بخصوص انتقاده للرئيس الصربي، كما قد يوحي العنوان الأصلي المثير للجدل. بل يركز السياق الإعلامي على مكانته العامة وعلاقته بالجمهور.
لماذا تهم هذه الأخبار؟
تُسلط هذه الأحداث الضوء على العلاقة المعقدة بين الأبطال الوطنيين وبلدانهم الأم. ففي الوقت الذي يُتوقع فيه من المشاهير تمثيل قيم أمتهم، فإنهم يواجهون أيضاً ضغوطاً هائلة وتدقيقاً مستمراً في حياتهم الشخصية والمهنية. حادثة الجدارية وانتقال ديوكوفيتش تثير نقاشاً أوسع حول:
- رمزية الفن العام وكيف يمكن أن يصبح هدفاً للتعبير عن الاستياء.
 - حدود خصوصية الشخصيات العامة وحقهم في اتخاذ قرارات حياتية بعيداً عن أعين الجمهور.
 - التحديات التي تواجه النجوم العالميين في الحفاظ على اتصالهم بجذورهم الوطنية في ظل شهرتهم العالمية.
 
يبقى نوفاك ديوكوفيتش شخصية محورية في صربيا وعلى مستوى العالم، وتستمر الأنظار تترقب مسيرته وإسهاماته، سواء داخل الملاعب أو خارجها.





