جريمة الهرم: الزوج يكشف عن مكالمة غامضة سبقت مقتل زوجته وأطفاله الثلاثة
في تطور جديد ضمن التحقيقات الجارية في قضية مقتل أم وأطفالها الثلاثة بمنطقة الهرم في محافظة الجيزة، كشف زوج الضحية ووالد الأطفال عن تفاصيل مثيرة تتعلق بمكالمة هاتفية غامضة تلقاها قبل وقوع المأساة بفترة وجيزة. وقد أدلى الزوج، الذي يعمل فرد أمن، بأقواله أمام النيابة العامة، موضحاً أن المكالمة تضمنت اتهاماً لزوجته بالخيانة، مما أدى إلى مواجهة كلامية بينهما قبل الحادث المروع الذي أودى بحياتها وحياة أطفالهم.

خلفية الجريمة المروعة
تعود وقائع القضية إلى أواخر شهر أكتوبر من العام الماضي، عندما عُثر على جثث سيدة تدعى رانيا دبوس وأطفالها الثلاثة، محمد وملك وآدم، داخل شقتهم السكنية في منطقة الهرم. أظهرت التحريات الأولية أن الوفاة نتجت عن تسمم، وسرعان ما وجهت أصابع الاتهام إلى مالك محل للمبيدات الحشرية والأدوات البيطرية يقع في الطابق الأرضي من العقار الذي تقيم فيه الأسرة.
بعد وقت قصير من اكتشاف الجريمة، تمكنت الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض على المتهم، الذي اعترف بارتكاب الواقعة. وأفادت التحقيقات أن الدافع وراء الجريمة كان مرتبطًا بخلافات مالية بينه وبين الضحية، حيث كانت مدينة له بمبلغ مالي، وعندما طالبها بالسداد ولم تتمكن من ذلك، قرر التخلص منها ومن أطفالها لمنع افتضاح أمره.
شهادة الزوج وتفاصيل المكالمة المجهولة
أضافت شهادة الزوج حمادة سعيد بعدًا جديدًا للقضية. فبحسب أقواله أمام جهات التحقيق، تلقى اتصالاً هاتفياً من رقم مجهول قبل الجريمة بفترة قصيرة. وأبلغه المتصل، الذي لم يتعرف على صوته، بأن زوجته تخونه. أثارت هذه المكالمة شكوك الزوج ودفعته إلى مواجهة زوجته بالاتهام فور عودته إلى المنزل.
ووفقًا للزوج، فإن زوجته انهارت عند سماعها هذا الكلام، ونفت الاتهام بشدة وأصيبت بحالة من الصدمة والحزن، مؤكدة أنها لا تعلم مصدر هذه الشائعات أو هوية الشخص الذي يسعى لتخريب حياتهما الأسرية. وأوضح أن مشادة كلامية وقعت بينهما بسبب هذه المكالمة، لتكون هذه المواجهة من آخر الحوارات التي دارت بينهما قبل أن يقتلها المتهم مع أطفالها.
مسار التحقيقات ودلالات التطور الأخير
تولي النيابة العامة أهمية كبيرة لشهادة الزوج، حيث يتم التحقيق في فرضية أن المتهم هو من قام بإجراء هذه المكالمة الهاتفية. ويعتقد المحققون أن الجاني ربما حاول من خلال هذه الخطوة خلق دافع وهمي للجريمة، وهو "الشرف"، لإبعاد الشبهات عنه وتوجيهها نحو الزوج، أو لتشويه سمعة الضحية بعد وفاتها.
يأتي هذا التطور في الوقت الذي يستمر فيه حبس المتهم على ذمة التحقيقات، بعد أن أقر تفصيليًا بجريمته وقام بتمثيلها في مسرح الحادث. وقد كشفت التحقيقات أنه استخدم أقراصًا سامة تُستخدم في حفظ الغلال (فوسفيد الألومنيوم)، حيث دَسَّها في وجبة عشاء أعدها للأسرة، مما أدى إلى وفاتهم جميعًا. وتستكمل جهات التحقيق جمع الأدلة واستجواب الشهود للوقوف على كافة ملابسات القضية قبل إحالتها إلى المحكمة الجنائية.





