والد ضحايا "جريمة الهرم" يدافع عن زوجته وينفي الشائعات المتداولة
في تطور إنساني مؤثر لواحدة من أبشع الجرائم التي شهدتها منطقة الهرم بمحافظة الجيزة مؤخراً، ظهر والد الأطفال الثلاثة وزوج السيدة التي راحت ضحية الحادث، ليقدم روايته ويدافع عن شرف زوجته الراحلة. جاء ذلك في أعقاب تداول شائعات حول وجود علاقة بين الضحية والمتهم المقبوض عليه، وهو ما نفاه الزوج بشكل قاطع، مؤكداً أن الحقيقة الكاملة ستظهر قريباً للجميع.

خلفية الجريمة المروعة
وقعت المأساة في أواخر شهر فبراير من عام 2024، حين تم العثور على جثامين أم وأطفالها الثلاثة داخل شقتهم بمنطقة كفر غطاطي بالهرم. الضحايا هم السيدة رانيا د. (39 عاماً) وأطفالها محمد (12 عاماً)، وملك (10 أعوام)، وجنى (5 أعوام). وقد كشفت المعاينات الأولية أن الضحايا تعرضوا للقتل بطريقة وحشية، مما أثار صدمة واسعة في الرأي العام المصري نظراً لطبيعة الجريمة التي استهدفت أسرة بأكملها.
كان زوج الضحية، خالد أ.، يعمل في إحدى المحافظات الساحلية وقت وقوع الجريمة، وعاد إلى منزله ليواجه فاجعة مقتل أسرته بالكامل، وهو الظرف الذي أضاف بعداً مأساوياً إضافياً للحادث.
تفاصيل التحقيقات والقبض على المتهم
بعد وقت قصير من اكتشاف الجريمة، تمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة من تحديد هوية المشتبه به والقبض عليه. وأشارت التحقيقات الأولية إلى أن المتهم، ويدعى كريم س.، هو أحد جيران الأسرة. بحسب اعترافاته الأولية التي نقلتها وسائل الإعلام، فقد أقر بارتكاب الجريمة، موضحاً أن الدافع كان خلافات مالية وشخصية مع الأم، وأنه أقدم على قتل الأطفال بعد ذلك لإخفاء جريمته ومنعهم من كشف هويته.
وقد قام المتهم بتمثيل الجريمة أمام فريق من النيابة العامة التي تولت التحقيق في القضية. وما زالت التحقيقات جارية لاستكمال كافة الأدلة وجمع المعلومات اللازمة قبل إحالة القضية إلى المحاكمة، للتأكد من دوافع المتهم الحقيقية والوقوف على جميع ملابسات الحادث المأساوي.
ظهور الزوج ودفاعه عن زوجته
في ظل انتشار الشائعات على وسائل التواصل الاجتماعي التي ربطت بين الضحية والمتهم بعلاقة غير شرعية، ظهر الزوج المكلوم في مقطع فيديو لتوضيح الحقائق من وجهة نظره. وأعرب عن صدمته وحزنه العميق لفقدان زوجته وأبنائه، لكنه شدد على ضرورة الدفاع عن سمعتها.
- نفي الشائعات: نفى الزوج بشكل قاطع وجود أي علاقة بين زوجته والمتهم، مؤكداً أنها كانت "على خلق ودين" وتتمتع بسمعة طيبة بين جيرانها وأقاربها.
- الثقة في العدالة: أعرب عن ثقته الكاملة في الأجهزة الأمنية والقضاء المصري، مشيراً إلى أن التحقيقات ستكشف الحقيقة الكاملة وراء الدافع الحقيقي للجريمة.
- مناشدة للرأي العام: طالب الزوج مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بالتوقف عن نشر الشائعات التي تزيد من ألمه وتسيء لذكرى زوجته وأطفاله، داعياً الجميع إلى احترام حرمة الموت ومراعاة مشاعر أسر الضحايا.
أهمية القضية وتأثيرها
تكتسب هذه القضية أهميتها ليس فقط من بشاعة الجريمة، بل أيضاً من الدور الذي لعبته وسائل الإعلام الجديد في تشكيل الرأي العام حولها. فقد سلطت الضوء على خطورة تداول المعلومات غير المؤكدة والشائعات التي يمكن أن تلحق ضرراً بالغاً بسمعة الأفراد، حتى بعد وفاتهم. كما جددت النقاش حول ضرورة التحقق من الأخبار قبل نشرها، وأظهرت التأثير النفسي المدمر للمعلومات المضللة على أهالي الضحايا. القضية الآن في عهدة القضاء، الذي يُنتظر منه أن يكشف الحقيقة الكاملة ويحقق العدالة للأسرة التي راحت ضحية هذه الجريمة النكراء.





