مقتل أم وأطفالها الثلاثة بالهرم: القصة الكاملة لجريمة "العصير المسموم"
في واقعة مأساوية هزت الشارع المصري في أواخر أكتوبر 2023، كشفت الأجهزة الأمنية بمحافظة الجيزة عن تفاصيل جريمة قتل بشعة راحت ضحيتها أم وأطفالها الثلاثة في منطقة فيصل بالهرم. القضية التي عُرفت إعلاميًا بـ"جريمة العصير المسموم"، تمكنت السلطات من فك طلاسمها خلال ساعات قليلة، وألقت القبض على المتهم الذي تبين أنه كان على علاقة بالضحية، وأنهى حياتها وحياة أطفالها بطريقة مُروعة هربًا من تبعات علاقتهما.

تفاصيل الجريمة المروعة
بدأت فصول القضية عندما تلقى قسم شرطة الهرم بلاغًا من سكان أحد العقارات بمنطقة فيصل بوجود رائحة كريهة تنبعث من إحدى الشقق. على الفور، انتقلت قوة أمنية إلى الموقع، وبعد استصدار إذن من النيابة العامة، تم كسر باب الشقة للعثور على جثث الأم وطفلتيها في حالة تحلل متقدمة. فيما لاحظت فرق البحث غياب الطفل الأصغر، مما أثار شكوكًا حول وجود فصل آخر من الجريمة لم يُكتشف بعد.
كشفت التحقيقات الأولية أن الضحايا هم سيدة في الثلاثينيات من عمرها وأطفالها الثلاثة، فتاتان وطفل رضيع. وتبين من المعاينة أن الوفاة لم تكن طبيعية، حيث وُجدت آثار مادة سائلة بجوار الجثث، مما وجه أصابع الاتهام نحو جريمة قتل عمد مع سبق الإصرار.
التحقيقات وكشف هوية المتهم
بتكثيف التحريات وفحص علاقات الضحية، توصل فريق البحث الجنائي إلى وجود علاقة عاطفية سرية بينها وبين رجل يمتلك صيدلية بيطرية. أشارت المعلومات إلى أنه كان يتردد عليها بانتظام، وأصبح المشتبه به الرئيسي في القضية. قامت قوات الأمن بمراجعة كاميرات المراقبة المحيطة بالعقار السكني، والتي أظهرت بالفعل دخول المتهم وخروجه في توقيت يُعتقد أنه معاصر لوقوع الجريمة. كما رصدته إحدى الكاميرات وهو يغادر المبنى حاملًا حقيبة سفر كبيرة.
في غضون ساعات، تم تحديد هوية المتهم ومكان وجوده، وأُلقي القبض عليه. وبمواجهته بالأدلة، انهار واعترف بارتكابه الجريمة كاملة، كاشفًا عن دوافع وخطة شيطانية للتخلص من الأم وأطفالها.
دوافع المتهم واعترافاته التفصيلية
أقر المتهم في اعترافاته أنه كان متزوجًا ولديه أسرة أخرى، وأن علاقته بالضحية كانت سرية. ومع مرور الوقت، بدأت الضحية تضغط عليه لإشهار زواجهما ومنحها حقوقها الشرعية، وهو ما كان يرفضه خوفًا من انهيار حياته الأسرية الأولى وفضح أمره. وأوضح أنه قرر التخلص منها ومن أطفالها لإنهاء هذه المشكلة بشكل قاطع.
شرح المتهم خطته بالتفصيل، حيث ذكر أنه أحضر معه مادة سامة تستخدم في عيادته البيطرية، وقام بخلطها مع عصير وقدمه للأم وطفلتيها. بعد أن تأكد من وفاتهم، وجد أن الطفل الأصغر، البالغ من العمر عامين، قد رفض تناول العصير. فقام بخنقه بيديه للتأكد من عدم ترك أي شاهد خلفه. بعد ذلك، وضع جثة الطفل الصغير في حقيبة سفر وتوجه إلى ترعة المنصورية وألقى بها هناك، ثم عاد إلى منزله وكأن شيئًا لم يكن.
الإجراءات القانونية والمصير القضائي
بعد اعترافات المتهم، قامت الشرطة باصطحابه إلى ترعة المنصورية حيث أرشد عن مكان إلقاء جثة الطفل، وتمكنت فرق الإنقاذ النهري من انتشالها. باشرت النيابة العامة تحقيقاتها الموسعة، وأمرت بحبس المتهم على ذمة القضية، ووجهت له تهم القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، المقترن بجريمة قتل أخرى. وقد أحيلت القضية لاحقًا إلى محكمة الجنايات، حيث تم إحالة أوراق المتهم إلى فضيلة المفتي لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه، وهي خطوة تسبق النطق بالحكم النهائي في قضايا الإعدام بمصر، مما يعكس جسامة الجريمة التي ارتكبها وأثرها البالغ على المجتمع.





