جيل "زد" يعيد تعريف الدراما: تفضيل للصداقة على الرومانسية ورفض للمشاهد الجريئة
كشفت دراسة حديثة أجراها مركز العلماء ورواة القصص في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس (UCLA) عن تحول ملحوظ في التفضيلات الفنية لدى الشباب المنتمين إلى "جيل زد"، الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و 24 عاماً. تشير النتائج إلى أن هذه الفئة من الجمهور لم تعد تنجذب إلى قصص الحب التقليدية أو المشاهد الجنسية الصريحة التي طالما كانت عنصراً أساسياً في العديد من الأعمال الدرامية والسينمائية. بدلاً من ذلك، يميلون بشكل متزايد نحو المحتوى الذي يركز على الصداقات العميقة، والقصص الواقعية التي تعكس تجاربهم الحياتية، والمواضيع التي تناقش الصحة النفسية بصدق.

خلفية الدراسة وتفاصيلها
أجرت الدراسة، التي نُشرت نتائجها خلال السنوات القليلة الماضية، تحليلاً لآراء شريحة واسعة من المراهقين والشباب بهدف فهم العوامل التي تشكل ذائقتهم الفنية. ووجدت الدراسة أن الروايات التي تتمحور حول علاقات الصداقة القوية والمجموعات المترابطة تلقى صدى أكبر لدى هذا الجيل، حيث يعتبرونها أكثر واقعية وأهمية من العلاقات الرومانسية التي غالباً ما تُقدم بصورة مثالية ومبالغ فيها. وأظهر المشاركون في الدراسة رفضاً واضحاً للمشاهد التي تحتوي على إيحاءات أو محتوى جنسي صريح، معتبرين أنها في كثير من الأحيان غير ضرورية للحبكة الدرامية وقد تسبب لهم شعوراً بعدم الارتياح.
أسباب التحول في الذائقة الفنية
يعزو الخبراء هذا التغير في التفضيلات إلى عدة عوامل تميز "جيل زد" عن الأجيال السابقة. أولاً، نشأ هذا الجيل في بيئة رقمية بالكامل، مما أتاح له الوصول إلى مجموعة هائلة ومتنوعة من المحتوى من مختلف أنحاء العالم، وشكل لديه وعياً وذوقاً فنياً مستقلاً عن الإعلام التقليدي. ثانياً، يولي هذا الجيل أهمية قصوى للأصالة والواقعية، ويفضل المحتوى الذي يعالج قضايا حقيقية مثل الهوية، والصحة العقلية، والتحديات الاجتماعية التي يواجهونها يومياً. إن مفهوم "الأسرة المختارة" أو دوائر الأصدقاء الداعمة يحتل مكانة مركزية في حياتهم، وهو ما يبحثون عنه في الأعمال الفنية التي يستهلكونها.
التأثيرات على صناعة الترفيه
تمثل هذه النتائج دعوة واضحة لصناع المحتوى في هوليوود وغيرها من مراكز الإنتاج الفني لإعادة النظر في استراتيجياتهم. لم تعد الوصفات القديمة التي تعتمد على الرومانسية كعنصر جذب أساسي كافية لضمان النجاح مع هذه الشريحة السكانية المؤثرة. بدأت استوديوهات الإنتاج ومنصات البث الرقمي تدرك أهمية تطوير قصص تركز على الديناميكيات الجماعية وعلاقات الصداقة، مع زيادة الاستثمار في أعمال الرسوم المتحركة التي تسمح بمعالجة مواضيع معقدة بأسلوب مبتكر. ومن المتوقع أن يشهد المستقبل تراجعاً في الاعتماد على المشاهد الجريئة لصالح التركيز على العمق العاطفي وتطور الشخصيات.
- التركيز على الصداقة: أصبحت القصص التي تدور حول مجموعات من الأصدقاء، مثل Stranger Things، تحقق نجاحاً كبيراً.
- تنوع التمثيل: يطالب "جيل زد" بتمثيل أكثر شمولاً وتنوعاً يعكس واقع مجتمعاتهم.
- الصحة النفسية: الأعمال التي تتناول الصحة النفسية بجدية ومسؤولية، مثل Euphoria، تجذب اهتمامهم رغم جرأة محتواها أحياناً.
- الواقعية: يفضلون القصص التي يشعرون أنها قريبة من تجاربهم الحياتية اليومية وتحدياتهم.





