حريق هائل يلتهم ناطحة سحاب قيد الإنشاء في هونغ كونغ
شهدت منطقة تسيم شا تسوي التجارية والسياحية المزدحمة في هونغ كونغ، في الساعات المتأخرة من ليل الخميس، 2 مارس 2023، حريقاً ضخماً ومروعاً شب في ناطحة سحاب قيد الإنشاء، مما أثار حالة من الذعر وأدى إلى استجابة طارئة واسعة النطاق. استمرت ألسنة اللهب في الاشتعال لساعات طويلة، محولة هيكل المبنى الشاهق إلى ما يشبه شعلة عملاقة أضاءت سماء المدينة، في مشهد وصفته وسائل الإعلام والشهود بأنه "مروع".

تفاصيل الحادث وتطوراته
اندلع الحريق حوالي الساعة 11 مساءً بالتوقيت المحلي في الطوابق العليا من المبنى المكون من 42 طابقاً، والذي كان من المقرر أن يضم نادياً للبحارة وفندقاً تاريخياً. سرعان ما انتشرت النيران لتشمل المبنى بأكمله، من الأعلى إلى الأسفل، مدفوعة بالمواد القابلة للاشتعال الموجودة في موقع البناء مثل السقالات الخشبية وشبكات الحماية.
صنفت السلطات الحريق على أنه "إنذار من الدرجة الرابعة"، وهو ثاني أعلى مستوى في نظام تصنيف الحرائق في المدينة، مما يعكس خطورة الوضع. تم إرسال أكثر من 250 من رجال الإطفاء والمسعفين إلى الموقع للسيطرة على الحريق، وهي مهمة تعقدت بسبب ارتفاع المبنى الشاهق وصعوبة وصول المياه إلى الطوابق العليا. وقد أدت شدة الحريق إلى تساقط جمرات وقطع من الحطام المشتعل على الشوارع المحيطة، مما تسبب في حرائق ثانوية صغيرة في مبان مجاورة وأجبر السلطات على اتخاذ إجراءات وقائية سريعة.
- تم إجلاء حوالي 170 شخصاً من المباني السكنية والتجارية المجاورة كإجراء احترازي.
- أُغلقت عدة طرق رئيسية في المنطقة، بما في ذلك أجزاء من طريق ناثان، مما أدى إلى اضطرابات مرورية كبيرة في الصباح التالي.
- استمرت عمليات الإطفاء لأكثر من تسع ساعات قبل أن يتمكن رجال الإطفاء من إخماد الحريق بشكل كبير بحلول صباح يوم الجمعة.
الأضرار والتحقيقات
على الرغم من المشهد الدرامي وحجم الحريق الهائل، أكدت السلطات عدم تسجيل أي وفيات، حيث كان المبنى خالياً من العمال وقت اندلاع الحريق. تم الإبلاغ عن إصابتين طفيفتين فقط بين المارة نتيجة تساقط الحطام. لحقت أضرار جسيمة بهيكل ناطحة السحاب، وخاصة الواجهة الخارجية التي تفحمت بالكامل، بالإضافة إلى أضرار لحقت بالمباني المجاورة، بما في ذلك مركز تسوق وفنادق ومكاتب، نتيجة الحرارة الشديدة والحطام المتساقط.
بعد السيطرة على الحريق، باشرت إدارة الإطفاء والشرطة تحقيقاً شاملاً لتحديد سبب اندلاع النيران. تركزت الشكوك الأولية حول مواد البناء القابلة للاشتعال التي تُركت في الموقع، مع فتح تحقيق للنظر في مدى الالتزام بقواعد السلامة في مواقع الإنشاءات الشاهقة بالمدينة.
السياق والأهمية
يقع المبنى المتضرر في قلب منطقة تسيم شا تسوي، إحدى أكثر المناطق حيوية في هونغ كونغ، والتي تعد مركزاً للتسوق والسياحة والأعمال. كان المشروع يهدف إلى إعادة تطوير موقع "نادي البحارة" التاريخي ليصبح معلماً حديثاً يضم فندقاً ومرافق أخرى، مما يجعل الحادث انتكاسة كبيرة للمشروع. أثار هذا الحريق نقاشاً واسعاً حول معايير السلامة المتبعة في مشاريع البناء العملاقة في المدن المكتظة بالسكان مثل هونغ كونغ، مسلطاً الضوء على المخاطر الكامنة التي تشكلها هذه المواقع على المناطق المحيطة بها. كما أبرز الحادث كفاءة وقدرة خدمات الطوارئ في المدينة على التعامل مع أزمة بهذا الحجم ومنع وقوع كارثة إنسانية.




