حسام المندوه يوضح: تصريحي حول 'احتضار الزمالك' فُهم خطأً، والمقصود كان إبراز حجم الأزمة المالية
أوضح حسام المندوه، أمين صندوق نادي الزمالك المصري، مؤخرًا أن تصريحاته السابقة التي وصف فيها النادي بأنه "يموت" قد أُسيء فهمها وفُسرت بشكل خاطئ. جاء هذا التوضيح في سياق الجدل الذي أثارته كلماته، حيث أكد المندوه أن الهدف الأساسي من تصريحاته لم يكن المعنى الحرفي للكلمة، بل كان يرمي إلى توصيل حجم الأزمة المالية الطاحنة التي يواجهها النادي في تلك الفترة.

خلفية التصريح المثير للجدل
في أواخر عام 2023 وبدايات عام 2024، ومع تولي الإدارة الجديدة لنادي الزمالك مهامها، بدأ المسؤولون في الكشف عن الوضع المالي الصعب الذي ورثوه. في هذا السياق، أدلى حسام المندوه بتصريح قال فيه إن النادي "يموت"، وذلك في محاولة منه لتسليط الضوء على حجم التحديات الاقتصادية الهائلة. قوبل هذا التصريح بردود فعل متباينة، فبينما رأى البعض أنه يبالغ في الوصف، اعتبره آخرون دعوة صريحة للوقوف على حقيقة الوضع.
كانت تصريحات المندوه جزءًا من سلسلة إيضاحات للإدارة الجديدة حول الظروف التي تواجهها. فالنادي كان يعاني من ديون متراكمة، وعقوبات من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) تمنعه من تسجيل لاعبين جدد، بالإضافة إلى مستحقات متأخرة للاعبين ومدربين سابقين، مما أثر بشكل مباشر على قدرته على المنافسة محليًا وقاريًا. كان الهدف من هذه التصريحات هو إظهار أن النادي في حاجة ماسة لإعادة الهيكلة المالية والدعم.
توضيح أمين الصندوق
بعد ردود الفعل الواسعة، خرج حسام المندوه ليوضح أن قصده من عبارة "الزمالك بيموت" كان مجازيًا. شدد على أن النادي، ككيان تاريخي ورياضي، لا يمكن أن يزول، ولكن الصعوبات المالية كانت تهدد وجوده كقوة تنافسية قادرة على تحقيق البطولات والوفاء بالتزاماته. وأكد أن استخدامه لهذه العبارة كان بقصد إثارة الانتباه إلى خطورة الوضع وحث الجميع، من جماهير وداعمين ومؤسسات، على التكاتف لإنقاذ النادي من عثرته المالية.
المندوه أشار إلى أن الإدارة الجديدة تعمل جاهدة على:
- حصر الديون المستحقة وتحديد أولوياتها.
- التفاوض مع الدائنين للتوصل إلى حلول تسوية.
- البحث عن مصادر تمويل جديدة لضمان استقرار النادي.
- رفع عقوبة إيقاف القيد التي تمنع تدعيم الفريق بصفقات جديدة.
أهمية هذا الكشف وتداعياته
تكمن أهمية تصريحات حسام المندوه وتوضيحاته في عدة جوانب. أولاً، هي تسلط الضوء على الشفافية التي تحاول الإدارة الجديدة انتهاجها في التعامل مع الأزمة، حتى لو كان ذلك يعني كشف حقائق قد تكون مؤلمة للجماهير. ثانيًا، هي تؤكد على أن الأندية الرياضية الكبرى، مثل الزمالك، ليست مجرد فرق كرة قدم بل مؤسسات اقتصادية واجتماعية ضخمة تتأثر وتؤثر بالبيئة المحيطة بها. ثالثًا، توفر هذه التصريحات سياقًا مهمًا لفهم القرارات والإجراءات التي تتخذها الإدارة لحل الأزمات.
التحديات المالية التي يواجهها نادي الزمالك ليست فريدة من نوعها في عالم كرة القدم، ولكن حجمها وتعقيدها يضعان ضغوطًا كبيرة على الإدارة. إن توضيح المندوه لمغزى تصريحه يساعد في توجيه النقاش نحو الحلول والإصلاحات اللازمة، بدلاً من التركيز على حرفية الكلمات. فالجماهير، بالرغم من شغفها، بحاجة إلى فهم عمق المشكلات لدعم الإدارة في مساعيها لاستعادة الاستقرار والنجاح للنادي.





