حقيقة صور حريق المتحف المصري الكبير المتداولة على الإنترنت
خلال الساعات الماضية، انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي صور ومقاطع فيديو بشكل واسع، مصحوبة بادعاءات مثيرة للقلق حول اندلاع حريق هائل في المتحف المصري الكبير. أثارت هذه المنشورات حالة من الجدل والقلق بين المتابعين والمهتمين بالتراث المصري، نظراً للأهمية الكبرى التي يمثلها هذا الصرح الثقافي العالمي.

تفاصيل الادعاءات المتداولة
تضمنت المنشورات المتداولة لقطات لألسنة لهب ضخمة ودخان كثيف يتصاعد في السماء ليلاً، مع تعليقات تزعم أن مصدر الحريق هو مبنى المتحف المصري الكبير بمنطقة الهرم في الجيزة. وربط بعض المستخدمين بين الحادثة وافتتاح المتحف المرتقب، مما زاد من حالة البلبلة ودفع الكثيرين إلى التساؤل عن سلامة القطع الأثرية الفريدة التي يضمها المتحف.
النفي الرسمي وحقيقة الصور
رداً على هذه الشائعات، سارعت الجهات الرسمية المصرية إلى نفي صحة هذه الادعاءات بشكل قاطع. أصدرت وزارة السياحة والآثار بياناً رسمياً أكدت فيه أن المتحف المصري الكبير آمن تماماً ولم يتعرض لأي حريق أو حادث من أي نوع. وأوضحت السلطات أن الصور المتداولة لا تمت للمتحف بصلة.
كشفت التحقيقات وتصريحات المسؤولين أن الحريق الذي ظهر في الصور وقع بالفعل، ولكن في موقع مختلف. كان الحريق قد اندلع في استوديو الأهرام، وهو أحد أعرق استوديوهات التصوير السينمائي في مصر، ويقع في شارع خاتم المرسلين بمنطقة العمرانية بمحافظة الجيزة. وقد وقع هذا الحادث في مارس 2024، وأسفر عن أضرار مادية كبيرة في موقع الاستوديو والمباني المجاورة له. ويبدو أن القرب الجغرافي النسبي بين موقع الاستوديو والمتحف المصري الكبير قد ساهم في حدوث هذا اللغط وسهولة انتشار الشائعة.
تأكيدات على سلامة المتحف
أكد المشرف العام على مشروع المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة، اللواء عاطف مفتاح، أن المتحف مؤمَّن بأحدث نظم مكافحة الحرائق والإنذار المبكر على مستوى العالم. وطمأن الجميع بأن جميع قاعات المتحف ومقتنياته الأثرية الثمينة لم يمسها أي سوء. وقد شددت الجهات المعنية على النقاط التالية:
- المتحف المصري الكبير لم يتعرض لأي حريق أو ضرر.
- الصور المتداولة تعود لحريق استوديو الأهرام الذي وقع في وقت سابق.
- الربط بين الحريق والمتحف هو معلومة مغلوطة وغير صحيحة.
أهمية التحقق من المعلومات
يسلط هذا الحادث الضوء على خطورة انتشار الأخبار الزائفة وتأثيرها السلبي على الرأي العام، خاصة عندما تتعلق بمعالم وطنية ذات أهمية تاريخية وثقافية. ودعت السلطات المصرية المواطنين ووسائل الإعلام إلى ضرورة توخي الدقة والتحقق من صحة المعلومات من مصادرها الرسمية قبل نشرها أو تداولها، وذلك لتجنب إثارة القلق العام والإضرار بسمعة المؤسسات الوطنية الكبرى مثل المتحف المصري الكبير الذي يعد واحداً من أهم المشاريع الثقافية في العالم.




