حقيقة واقعة المعتمر المصري بالحرم المكي: السلطات السعودية تصدر توضيحاً رسمياً
أثارت حادثة وقعت في أواخر شهر أبريل من عام 2023 اهتماماً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث ظهر معتمر يحمل الجنسية المصرية في مقطع فيديو وهو يهتف بعبارات سياسية داخل صحن المطاف بالمسجد الحرام في مكة المكرمة. وقد تعاملت السلطات السعودية مع الموقف بشكل فوري، وأصدرت توضيحاً رسمياً لكشف ملابسات الواقعة والإجراءات التي تم اتخاذها.

تفاصيل الحادثة
أظهر المقطع المتداول الرجل، الذي كان يرتدي ملابس الإحرام، وهو يقف بالقرب من الكعبة المشرفة ويردد بصوت عالٍ هتافات ذات طابع سياسي. تسببت هذه الهتافات في إثارة انتباه المعتمرين والطائفين حوله، واعتُبرت خرقاً للهدوء والسكينة التي تتطلبها قدسية المكان. وتدخل رجال أمن الحرم على الفور للسيطرة على الموقف وإبعاد الشخص المعني عن المنطقة لضمان عدم تعكير صفو العبادة للموجودين.
الإجراء الرسمي السعودي
أصدر المتحدث الإعلامي باسم الأمن العام السعودي بياناً رسمياً أكد فيه أن القوة الخاصة لأمن المسجد الحرام تمكنت من القبض على مقيم من الجنسية المصرية. وأوضح البيان أن الشخص قام بترديد عبارات مخالفة للأنظمة والتعليمات في مكان مخصص للعبادة. كما شدد البيان على أنه تم استكمال الإجراءات النظامية الأولية بحقه وإحالته إلى النيابة العامة لاتخاذ ما يلزم قانونياً، مؤكداً على التزام السلطات بالحفاظ على أمن وسلامة قاصدي الحرمين الشريفين.
خلفية القوانين والأنظمة
تأتي هذه الحادثة لتسلط الضوء مجدداً على الأنظمة الصارمة التي تطبقها المملكة العربية السعودية في الحرمين الشريفين. وتؤكد السلطات السعودية بشكل متكرر أن المسجد الحرام والمسجد النبوي هما مكانان للعبادة فقط، ويُمنع منعاً باتاً استغلالهما لأي أغراض سياسية أو حزبية أو مذهبية. وتهدف هذه القوانين إلى الحفاظ على الأجواء الروحانية وتجنيب المشاعر المقدسة أي شكل من أشكال الخلافات أو الشعارات التي لا تتوافق مع مقاصد الحج والعمرة. وتنطبق هذه التعليمات على جميع الزوار والمعتمرين والحجاج من مختلف الجنسيات دون استثناء.
ردود الفعل والتداعيات
أشعلت الواقعة جدلاً واسعاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عبّر غالبية المعلقين عن رفضهم واستنكارهم لسلوك المعتمر، معتبرين أنه يتنافى مع قدسية المكان والهدف الأسمى من العمرة. وأشاد الكثيرون بالتعامل السريع والحاسم من قبل قوات أمن الحرم، مؤكدين على ضرورة احترام القوانين السعودية التي تهدف إلى توفير بيئة آمنة ومطمئنة لضيوف الرحمن. وفي المقابل، شكّلت الحادثة تذكيراً قوياً لجميع الزوار بضرورة الالتزام بالضوابط المعمول بها وتجنب أي تصرفات قد تؤدي إلى عواقب قانونية.





