تفاصيل تحرك نقابة المحامين المصرية بشأن واقعة الاعتداء على محامٍ في الحرم المكي
شهدت الأوساط القانونية والدبلوماسية في مصر خلال شهر مايو 2024 اهتمامًا واسعًا بقضية المحامي المصري أحمد أبو المجد، الذي تعرض للاعتداء والاحتجاز من قبل أفراد أمن في الحرم المكي أثناء تأديته لمناسك العمرة. وقد أثارت هذه الواقعة رد فعل فوري وحاسم من نقابة المحامين المصرية، التي كثفت جهودها على أعلى المستويات لضمان سلامة المحامي وتأمين الإفراج عنه.

خلفية الحادثة وتفاصيلها
بدأت الأزمة عندما كان المحامي أحمد أبو المجد يؤدي شعائر العمرة في رحاب المسجد الحرام بمكة المكرمة. ووفقًا للمعلومات المتداولة، نشأ خلاف بينه وبين أحد أفراد الأمن السعودي، والذي تطور لاحقًا إلى اعتداء جسدي على المحامي المصري، وانتهى الأمر باحتجازه من قبل السلطات الأمنية السعودية. انتشر خبر الواقعة بسرعة بين زملائه في مصر، مما أثار حالة من القلق والغضب ودفع النقابة العامة للمحامين إلى التحرك العاجل.
التدخل السريع لنقابة المحامين
فور علمها بالواقعة، باشرت نقابة المحامين المصرية، بقيادة نقيبها الأستاذ عبد الحليم علام، سلسلة من الإجراءات المكثفة لمتابعة الموقف. حيث اعتبرت النقابة أن المساس بكرامة أي محامٍ مصري في الداخل أو الخارج هو أمر يمس الكيان النقابي بأكمله. وتضمنت التحركات العاجلة عدة مسارات متوازية لضمان حل الأزمة في أسرع وقت ممكن.
- التواصل مع وزارة الخارجية المصرية: قامت النقابة بالتواصل الفوري مع وزارة الخارجية المصرية، التي بدورها كلفت القنصلية المصرية في جدة بمتابعة القضية بشكل مباشر ولصيق.
- اتصالات دبلوماسية رفيعة المستوى: أجرى نقيب المحامين اتصالات مع السفير السعودي بالقاهرة، بالإضافة إلى السفير أحمد عبد المجيد، قنصل مصر العام في جدة، للتنسيق بشأن الإجراءات اللازمة للإفراج عن المحامي.
- متابعة مستمرة: شكلت النقابة غرفة عمليات لمتابعة تطورات الموقف على مدار الساعة، مع الحفاظ على تواصل دائم مع أسرة المحامي لطمأنتهم وإطلاعهم على آخر المستجدات.
التطورات ومساعي الإفراج الناجحة
أسفرت الجهود الدبلوماسية المشتركة بين نقابة المحامين ووزارة الخارجية المصرية عن نتائج إيجابية. فقد تحركت القنصلية المصرية في جدة بفاعلية وتواصلت مع الجهات السعودية المعنية للوقوف على ملابسات الحادث وتأمين الإفراج عن المحامي المحتجز. وبعد ساعات من المتابعة الحثيثة، أعلنت نقابة المحامين المصرية نجاح المساعي والإفراج عن الأستاذ أحمد أبو المجد، وعودته لممارسة حياته الطبيعية وإكمال مناسكه.
دلالات وأهمية التحرك النقابي
تكتسب هذه الحادثة أهمية خاصة كونها أبرزت الدور الحيوي الذي تلعبه النقابات المهنية في حماية ورعاية أعضائها، ليس فقط داخل حدود الوطن، بل وخارجه أيضًا. وأكد تحرك نقابة المحامين السريع والمنظم على قوة الكيان النقابي وقدرته على تفعيل القنوات الدبلوماسية للدفاع عن حقوق وكرامة منتسبيه. كما وجهت النقابة الشكر للسلطات في المملكة العربية السعودية ولوزارة الخارجية المصرية على تعاونهما في إنهاء الأزمة، مما يعكس عمق العلاقات بين البلدين والحرص على معالجة أي قضايا طارئة قد تؤثر عليها.





