حماس تتهم إسرائيل بـ 80 خرقاً للهدنة في غزة ومقتل 97 شخصاً
أعلنت حركة حماس صباح يوم الثلاثاء، أن القوات الإسرائيلية ارتكبت عشرات الخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار الساري في قطاع غزة. وبحسب البيان الصادر عن الحركة، فقد تم رصد 80 خرقاً من الجانب الإسرائيلي، مما أدى إلى مقتل 97 شخصاً وإصابة آخرين منذ بدء سريان الاتفاق. وتضيف هذه الاتهامات توتراً جديداً للوضع الهش في القطاع، وتثير تساؤلات حول مدى استمرارية الهدنة الحالية.

تفاصيل الاتهامات وطبيعتها
أوضحت حماس أن الانتهاكات المزعومة شملت عمليات قصف مدفعي وجوي على مناطق متفرقة من القطاع، بالإضافة إلى توغلات برية محدودة وإطلاق نار مباشر تجاه مواطنين في مناطق التماس. وذكرت الحركة أن هذه الأعمال تمثل انتهاكاً صريحاً لبنود الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة دولية، والذي ينص على وقف شامل لكافة الأعمال العسكرية من كلا الطرفين. لم تقدم الحركة تفصيلاً دقيقاً لهويات الضحايا أو المواقع الجغرافية المحددة لكل خرق، لكنها أكدت أن عمليات الرصد والتوثيق مستمرة.
خلفية اتفاق وقف إطلاق النار
يأتي هذا التصعيد في ظل هدنة إنسانية تم التوصل إليها بعد مفاوضات مكثفة قادتها مصر وقطر وبدعم من الولايات المتحدة. كان الهدف الأساسي من الاتفاق هو السماح بتبادل الأسرى والمحتجزين بين الطرفين، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة إلى قطاع غزة الذي يعاني من أزمة إنسانية حادة. ونص الاتفاق على وقف القتال لعدة أيام قابلة للتمديد، وهو ما تم بالفعل في وقت سابق، مما سمح بتحقيق هدوء نسبي وإتمام عدة مراحل من عمليات التبادل.
ردود الفعل والموقف الإسرائيلي
لم يصدر تعليق رسمي وفوري من الجانب الإسرائيلي على هذه الاتهامات المحددة. ومع ذلك، دأبت إسرائيل في مناسبات سابقة على اتهام الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها حماس، بخرق الهدنة أولاً من خلال إطلاق الصواريخ أو استهداف قواتها. عادة ما تؤكد إسرائيل أن عملياتها العسكرية تأتي في سياق الرد على التهديدات وأنها تستهدف البنى التحتية العسكرية للمسلحين، مع التأكيد على اتخاذها إجراءات لتجنب إيذاء المدنيين. من جانبهم، يواصل الوسطاء الدوليون جهودهم لاحتواء الموقف ومنع انهيار الهدنة، حيث تجري اتصالات مكثفة مع الطرفين لحثهما على ضبط النفس والالتزام الكامل ببنود الاتفاق.
التأثير على مستقبل الهدنة
تزيد هذه الاتهامات المتبادلة من المخاوف بشأن مصير الهدنة الهشة. يعتمد نجاح جهود وقف إطلاق النار بشكل كامل على التزام الطرفين بالشروط المتفق عليها. أي تصعيد كبير أو انهيار للثقة قد يؤدي إلى العودة إلى المواجهات العسكرية واسعة النطاق، مما يقوض الجهود المبذولة للتوصل إلى حل مستدام للصراع ويضاعف من المعاناة الإنسانية في غزة. وتعتبر الساعات القادمة حاسمة لمراقبة تطورات الموقف الميداني ومدى قدرة الوسطاء على تثبيت وقف إطلاق النار.




