حماس تكشف عن العثور على جثتي رهينتين جديدتين في غزة
أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، يوم الثلاثاء، أنها عثرت على جثتي رهينتين إسرائيليتين كانتا محتجزتين في قطاع غزة منذ هجوم السابع من أكتوبر. ويأتي هذا الإعلان في وقت تتواصل فيه العمليات العسكرية الإسرائيلية في مناطق متفرقة من القطاع، وتتعثر فيه جهود التوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

تفاصيل الإعلان
جاء الإعلان عبر بيان للمتحدث باسم كتائب القسام، الذي أوضح أن الجثتين تم العثور عليهما داخل أحد الأنفاق في منطقة مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، وهي منطقة شهدت اشتباكات عنيفة وقصفاً مكثفاً خلال الأسابيع الماضية. وذكر البيان أن الرهينتين، وهما جندي في الجيش الإسرائيلي وسيدة مدنية، قد قتلا في وقت سابق نتيجة غارة جوية إسرائيلية استهدفت الموقع الذي كانا فيه.
ولم تقدم الحركة أدلة مادية تدعم روايتها حول سبب الوفاة، كما لم تعلق القوات الإسرائيلية على الفور على هذا الإعلان بشكل رسمي. وتتبع إسرائيل سياسة عدم التعليق المباشر على بيانات حماس في كثير من الأحيان، مفضلةً إجراء عمليات تحقق خاصة بها قبل إخطار عائلات الرهائن بأي معلومات مؤكدة.
خلفية الأحداث
يُعد ملف الأسرى والرهائن أحد أكثر القضايا تعقيداً في الصراع الحالي، والذي اندلع عقب الهجوم الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز ما يقرب من 250 آخرين كرهائن. ومنذ ذلك الحين، تم إطلاق سراح العشرات منهم خلال هدنة مؤقتة في نوفمبر الماضي، بينما تمكن الجيش الإسرائيلي من تحرير عدد قليل في عمليات خاصة، كما تم العثور على جثامين عدد آخر من الرهائن في مناطق مختلفة من غزة.
يأتي هذا التطور الأخير في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية التي تتركز حالياً في مدينة رفح جنوب القطاع، بالإضافة إلى توغلات متجددة في مناطق شمالية مثل جباليا. وتتزامن هذه العمليات مع جمود شبه تام في مفاوضات وقف إطلاق النار التي تتوسط فيها قطر ومصر والولايات المتحدة، حيث يتبادل الطرفان الاتهامات بتعطيل الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق.
ردود الفعل والتداعيات المحتملة
من المتوقع أن يزيد هذا الإعلان من الضغوط الداخلية على الحكومة الإسرائيلية، بقيادة بنيامين نتنياهو. وتواجه الحكومة بالفعل انتقادات واسعة من عائلات الرهائن ومن قطاعات من الشارع الإسرائيلي، الذين يطالبون بإعطاء الأولوية القصوى لإبرام صفقة تعيد جميع المحتجزين، سواء كانوا أحياءً أو أمواتاً.
على الجانب الآخر، تستخدم حماس ورقة الرهائن كوسيلة للضغط على إسرائيل لوقف الحرب بشكل كامل وانسحاب قواتها من قطاع غزة، وهي شروط ترفضها إسرائيل حتى الآن. ويسلط العثور على جثث جديدة الضوء على الخطر المتزايد الذي يواجه الرهائن المتبقين مع استمرار القتال، والذين يُقدر عددهم بأكثر من 120 شخصاً، يُعتقد أن العشرات منهم قد لقوا حتفهم.
على الصعيد الدولي، من المرجح أن تدفع هذه الأنباء الوسطاء إلى تكثيف جهودهم لإحياء المحادثات، حيث يمثل مصير الرهائن عنصراً محورياً في أي مسعى دبلوماسي لإنهاء الصراع. ومع كل إعلان عن وفاة رهينة، تتعمق المأساة الإنسانية وتزداد الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار الفوري لأسباب إنسانية.




