حواس يؤكد: 70% من كنوز مصر الأثرية لا تزال مدفونة تحت الأرض
في تصريح لافت يعكس ضخامة الإرث الحضاري لمصر، جدد عالم المصريات الشهير ووزير الآثار الأسبق، الدكتور زاهي حواس، تأكيده على أن ما تم الكشف عنه من كنوز الحضارة المصرية القديمة لا يمثل سوى جزء بسيط مما لا يزال مخفياً. ووفقاً لتقديراته التي كررها في مناسبات عدة خلال الفترة الأخيرة، فإن حوالي 70% من آثار مصر لا تزال قابعة تحت الرمال، في انتظار أن تكشف عن أسرارها للعالم.

خلفية التصريح: كنز أثري هائل ينتظر الاكتشاف
يستند هذا التقدير إلى عقود من الخبرة في مجال التنقيب الأثري في مختلف أنحاء مصر. يوضح حواس أن المواقع الأثرية المعروفة، مثل منطقة سقارة والأقصر ووادي الملوك، لا تزال تحتوي على مساحات شاسعة لم تمسها معاول الحفارين بعد. ويعتبر هذا التصريح بمثابة تذكير بأن قصة الحضارة المصرية لم تكتمل فصولها بعد، وأن الاكتشافات المستقبلية قد تغير بشكل جذري فهمنا الحالي لتاريخ الفراعنة وحياتهم اليومية ومعتقداتهم الدينية.
اكتشافات حديثة تدعم النظرية
تأتي هذه التقديرات مدعومة بسلسلة من الاكتشافات الأثرية الهامة التي حققتها البعثات المصرية في السنوات الأخيرة، والتي أثبتت أن باطن الأرض في مصر ما زال يخبئ الكثير. ومن أبرز هذه الاكتشافات التي تدعم وجهة نظر حواس:
- المدينة الذهبية المفقودة: في عام 2021، تم الكشف عن مدينة "صعود آتون" بالقرب من الأقصر، وهي أكبر مدينة أثرية يُعثر عليها في مصر على الإطلاق، وتعود إلى عهد الملك أمنحتب الثالث. هذا الاكتشاف قدم نافذة فريدة على الحياة اليومية في أوج قوة الإمبراطورية المصرية.
- خبيئة سقارة: شهدت منطقة سقارة الأثرية سلسلة من الاكتشافات المذهلة، بما في ذلك الكشف عن مئات التوابيت البشرية الملونة والمغلقة منذ آلاف السنين، بالإضافة إلى تماثيل ومومياوات لحيوانات نادرة وبرديات كاملة، مثل بردية "وزيري" التي يزيد طولها عن 16 متراً.
الأهمية العلمية والاقتصادية
تكمن أهمية هذه التصريحات والاكتشافات المستمرة في أبعادها المتعددة. من الناحية العلمية، كل كشف جديد يساهم في حل ألغاز تاريخية أو يطرح أسئلة جديدة، مما يثري البحث الأكاديمي. أما من الناحية الاقتصادية، فإن هذه الاكتشافات تمثل عنصراً حيوياً في تنشيط قطاع السياحة الثقافية، الذي يعد أحد أهم ركائز الاقتصاد المصري. كما أن تسليط الضوء على الكنوز التي لم تكتشف بعد يولد حالة من الترقب العالمي ويحافظ على مكانة مصر كوجهة أولى لمحبي التاريخ والآثار.
دور البعثات المصرية والمتاحف الجديدة
يشدد حواس باستمرار على أن مستقبل علم المصريات يكمن في أيدي المصريين أنفسهم، مشيداً بكفاءة البعثات الأثرية المصرية التي أصبحت تقود معظم أعمال التنقيب بنجاح كبير. وتتزامن هذه الجهود مع مشاريع قومية ضخمة مثل المتحف المصري الكبير، الذي يستعد ليكون الحاضن الأكبر لهذه الكنوز المكتشفة حديثاً وقديماً، مقدماً تجربة عرض متحفية غير مسبوقة تليق بعظمة الحضارة المصرية. وفي ظل استمرار هذه الجهود، يبقى العالم على موعد مع فصول جديدة ومثيرة من تاريخ مصر، مما يثبت أن هذه الحضارة العريقة لم تبح بكل أسرارها بعد.




