ديفيد بيكهام يتسلم شارة مؤسسة الملك من الملك تشارلز... وتوضيح حول لقب "السير"
شهدت الأوساط الملكية والإعلامية اهتمامًا واسعًا باللقاء الذي جمع نجم كرة القدم الإنجليزي ديفيد بيكهام بملك بريطانيا، الملك تشارلز الثالث، في فبراير 2024. وخلال هذا اللقاء، تسلم بيكهام شارة رسمية تمثل دوره كسفير لمؤسسة الملك، الأمر الذي أثار تساؤلات وتكهنات حول طبيعة هذا التكريم، ومدى ارتباطه باللقب الملكي المتداول شعبيًا "السير بيكهام"، والذي يعتقد الكثيرون أنه يحمله. تأتي هذه المستجدات لتسليط الضوء على تفاصيل التكريم الحقيقي الذي تلقاه بيكهام، ووضع حد للالتباس الدائر حول ألقابه الملكية.

خلفية بيكهام وعلاقته بالعائلة المالكة
يمتلك ديفيد بيكهام، أيقونة كرة القدم العالمية وسفير النوايا الحسنة، تاريخًا طويلًا من الارتباط بالعائلة المالكة البريطانية. فقد تسلم وسام الإمبراطورية البريطانية (OBE) عام 2003 من الملكة إليزابيث الثانية، تكريمًا لمسيرته الرياضية وإنجازاته. منذ ذلك الحين، حافظ بيكهام على علاقة وثيقة مع أفراد العائلة المالكة، مشاركًا في العديد من الفعاليات الخيرية والاجتماعية. لطالما كان يُنظر إليه كشخصية تمثل بريطانيا بشكل إيجابي على الساحة الدولية، وقد عكست تصرفاته، مثل وقوفه في طابور طويل لتوديع الملكة إليزابيث الثانية بعد وفاتها، ولاءه ودعمه للمؤسسة الملكية. هذه العلاقة العميقة، بالإضافة إلى شعبيته الجارفة، غذّت التكهنات المستمرة حول إمكانية حصوله على لقب الفروسية "السير"، وهو لقب ينتظره الكثيرون من محبيه.
مؤسسة الملك ودور بيكهام الجديد
تعتبر مؤسسة الملك (The King's Foundation) منظمة خيرية أسسها الملك تشارلز عندما كان أميرًا لويلز، وتُعنى بالحفاظ على الحرف التقليدية، وتعزيز التعليم، وتطوير المهارات الريفية، والحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي. في لقائه الأخير مع الملك تشارلز الثالث، في قصر هايغروف، تسلم بيكهام شارة رسمية تشير إلى تعيينه سفيرًا للمؤسسة. يهدف هذا الدور الجديد إلى دعم جهود المؤسسة في إلهام الأجيال القادمة وتعليمهم المهارات التقليدية والحرف اليدوية، وهو ما يتوافق مع اهتمامات بيكهام المعلنة في هذا المجال. تضمنت الأحاديث بين الملك وبيكهام خلال اللقاء مناقشة المشاريع التي تدعمها المؤسسة، وكيف يمكن لبيكهام أن يسهم بفعالية في تحقيق أهدافها من خلال دوره الجديد. كانت الشارة التي تسلمها بيكهام رمزًا لهذا الدور، وليست وسامًا ملكيًا يحمل لقبًا جديدًا.
توضيح حول لقب "السير"
من الضروري توضيح أن ديفيد بيكهام لا يحمل رسميًا لقب "السير". يُمنح لقب "السير" في المملكة المتحدة للرجال الذين يحصلون على وسام الفروسية (Knight Bachelor) أو الذين يُمنحون رتبة فارس في إحدى الأوسمة الملكية، مثل وسام الإمبراطورية البريطانية بدرجة فارس قائد (KBE) أو فارس صليبي (GBE). بينما تسلم بيكهام وسام الإمبراطورية البريطانية عام 2003، إلا أنه كان من رتبة ضابط (OBE)، وهي رتبة لا تخول صاحبها حمل لقب "السير". ورغم أن الكثيرين من الجمهور ووسائل الإعلام يشيرون إليه أحيانًا بـ "السير بيكهام" تقديرًا لمكانته وإنجازاته، إلا أن هذا الاستخدام غير دقيق من الناحية الرسمية. اللقب الملكي لا يُمنح إلا بمرسوم ملكي محدد ووفق بروتوكولات صارمة.
الأهمية والتأثير
يُبرز هذا التطور أهمية التمييز بين الأدوار الشرفية والتعيينات السفيرية من جهة، والألقاب الملكية الرسمية التي تمنحها العائلة المالكة من جهة أخرى. إن انضمام ديفيد بيكهام إلى مؤسسة الملك كسفير يمثل دفعة كبيرة لجهود المؤسسة الخيرية، نظرًا للشهرة العالمية والتأثير الواسع الذي يتمتع به. هذا التعاون من شأنه أن يجذب انتباهًا أكبر إلى أهمية الحفاظ على الحرف التقليدية وتنمية المهارات، ويُعزز صورة بيكهام كشخصية عامة ملتزمة بالخدمة المجتمعية. كما يعيد هذا الحدث تأكيد أن الارتباط بالعائلة المالكة يمكن أن يتخذ أشكالًا متعددة، وليس بالضرورة أن يكون عبر منح الألقاب الرسمية، بل من خلال الشراكات الفعالة في العمل الخيري والتطوعي.




