رئيس المركز القومي للمسرح ينعي فقيد المسرح المصري عمرو دوارة ويصفه بـ 'نموذج الإخلاص للفن'
شهد المشهد الثقافي المصري صباح التاسع من أكتوبر الجاري نبأ وفاة المخرج والمؤرخ المسرحي البارز الدكتور عمرو دوارة، الذي رحل عن عالمنا بعد مسيرة حافلة بالعطاء والإسهامات القيمة. على إثر هذا الخبر، نعى الدكتور عادل حسان، رئيس المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، الفقيد بكلمات مؤثرة، مشيدًا بمسيرته الفنية والأكاديمية، ووصفه بأنه كان "نموذجًا مخلصًا ونادرًا للفن المصري".
مسيرة حافلة بالعطاء والإنجاز
يُعد الدكتور عمرو دوارة من القامات الفنية والثقافية التي تركت بصمة واضحة في تاريخ المسرح المصري. لم يقتصر دوره على الإخراج المسرحي فحسب، بل امتد ليشمل مجالات أوسع بكثير، جعلت منه مرجعًا أساسيًا للباحثين والمشتغلين بالمسرح. تميزت مسيرته المهنية بتنوعها وعمقها، حيث جمع بين الممارسة الفنية والنقد الأكاديمي والتوثيق التاريخي، ما أثرى المكتبة المسرحية العربية بمؤلفات ودراسات فريدة.
- الإخراج المسرحي: قدم دوارة أعمالاً إخراجية نالت استحسان النقاد والجمهور على حد سواء، عكست رؤيته الفنية العميقة وفهمه الواسع لجماليات المسرح.
- التأريخ والتوثيق: كان له دور ريادي في توثيق تاريخ المسرح المصري، حيث قام بجهود بحثية مضنية لجمع وحفظ معلومات عن العروض المسرحية والشخصيات الفاعلة، مما ساهم في تشكيل ذاكرة المسرح القومي.
- النقد الأكاديمي: عُرف عنه قلمه النقدي الرصين، الذي تناول من خلاله العروض المسرحية بالتحليل والتقييم، مقدمًا رؤى نقدية بناءة أسهمت في تطوير الحركة المسرحية.
- التدريس والتربية المسرحية: ساهم في تعليم وتدريب أجيال من المسرحيين، ونقل خبراته ومعارفه إليهم، مما يضمن استمرارية العطاء المسرحي في مصر.
كلمة المركز القومي للمسرح
جاء نعي الدكتور عادل حسان ليعكس حجم الخسارة التي يمثلها رحيل عمرو دوارة للساحة الفنية المصرية. أكد حسان في بيانه على أن الفقيد كان مثالاً يحتذى به في الإخلاص والتفاني لخدمة الفن، وأن عطاءه لم يتوقف يوماً عن إثراء الحياة الثقافية. يُعد المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية المؤسسة الرسمية المعنية بالحفاظ على التراث المسرحي والفني في مصر وتنميته، لذا فإن كلمته تحمل ثقلاً خاصًا، وتؤكد على المكانة الرفيعة التي حظي بها الدكتور دوارة.
شدد رئيس المركز على أن إسهامات دوارة لم تكن مجرد إضافة، بل كانت ركيزة أساسية في بناء الوعي المسرحي وتقدير قيمته التاريخية والفنية. وأشار إلى أن الفقيد كان مرجعًا لا غنى عنه في كل ما يتعلق بتاريخ المسرح ووثائقه، وأن وفاته تمثل خسارة كبيرة للذاكرة الثقافية المصرية.
الإرث والتأثير المستمر
إن إرث الدكتور عمرو دوارة سيبقى حيًا من خلال أعماله المطبوعة والمسرحية، والعديد من طلابه وزملاءه الذين تأثروا بفكره ومنهجه. لقد كرس حياته لخدمة الفن المصري، وبخاصة المسرح، تاركًا وراءه مكتبة غنية بالمعارف والتحليلات التي ستظل مصدر إلهام للأجيال القادمة. تؤكد وفاته على أهمية تذكر وتقدير الجهود الفردية التي تسهم في تشكيل الوعي الفني والثقافي لأمة بأكملها.
يستمر تأثير دوارة في الحوارات النقدية والبحثية، وفي الأسس المنهجية لتوثيق الفنون الأدائية. وبذلك، فإن رحيله ليس نهاية لمسيرة، بل هو تحول إلى مرحلة جديدة يخلد فيها ذكراه وأعماله كجزء لا يتجزأ من النسيج الثقافي المصري.





