المركز القومي للمسرح يوثّق فعاليات ملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي
يُواصل المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية في مصر حالياً جهوده المكثفة لتوثيق جميع فعاليات الدورة السابعة من ملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي، والذي اختتم أعماله مؤخرًا. تأتي هذه العملية التوثيقية الشاملة بتوجيهات عليا من وزارة الثقافة، مؤكدة على أهمية حفظ الذاكرة الفنية والإبداعية لهذا الحدث المسرحي البارز.

خلفية وأهمية الملتقى
يُعد ملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي منارة فنية وثقافية تُقام سنوياً، ويهدف إلى إثراء الحركة المسرحية الأكاديمية وصقل مواهب الشباب في مختلف فنون الأداء والإخراج والكتابة المسرحية. تُقدم هذه الدورة، والتي تحمل اسم "كوكب الشرق"، تكريماً خاصاً لسيدة الغناء العربي أم كلثوم، مما يضيف بعداً تراثياً وعمقاً فنياً لفعالياته. الملتقى لا يقتصر على العروض المسرحية فحسب، بل يشمل ورش عمل متخصصة وندوات فكرية ومناقشات نقدية تُسهم في تبادل الخبرات والمعارف بين طلاب المسرح والأكاديميين والمهنيين من داخل مصر وخارجها.
تفاصيل عملية التوثيق
يتولى المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، تحت إشراف رئيسه المخرج عادل حسان، مهمة توثيق هذه الدورة التي يرأسها المخرج عمرو قابيل. تشمل عملية التوثيق جوانب متعددة لضمان حفظ سجل كامل للحدث:
- تسجيل جميع العروض المسرحية المشاركة بدقة عالية.
- توثيق ورش العمل التدريبية والمحاضرات المتخصصة التي أُقيمت خلال الملتقى.
- تغطية الندوات الفكرية والمناقشات النقدية التي جمعت كبار المسرحيين والأساتذة الجامعيين.
- جمع المواد الأرشيفية المتعلقة بالملتقى، مثل الملصقات الدعائية والبرامج والمواد الصحفية.
- توثيق اللحظات البارزة والتفاعلات بين المشاركين والجمهور.
هذا الجهد يضمن تكوين قاعدة بيانات مرجعية قيمة للباحثين والمهتمين بالمسرح الجامعي والتراث الفني المصري.
التوجيهات الرسمية والإشراف
تأتي هذه المبادرة التوثيقية بناءً على توجيهات صريحة من الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، الذي أكد على الأهمية الاستراتيجية للحفاظ على الإنتاج الفني وتاريخه. ويُشرف على تنفيذ هذه العملية بدقة واهتمام المخرج هشام عطوة، رئيس قطاع المسرح، الذي يتابع كافة مراحل التوثيق لضمان جودتها واكتمالها. يعكس هذا الدعم الحكومي التزام الدولة بدعم الحركة الثقافية والفنية، وخاصة المسرح الجامعي الذي يُعتبر حاضنة للمواهب المستقبلية.
الأهمية والتأثير المستقبلي
لا تقتصر أهمية عملية التوثيق على مجرد حفظ السجلات؛ بل تمتد لتشمل بناء ذاكرة فنية جماعية للأجيال القادمة. فمن خلال هذه الوثائق، يمكن للباحثين والطلاب الاستفادة من تجارب الملتقى المتنوعة، ودراسة التطورات في فنون المسرح الجامعي، وتقييم أثر هذه الفعاليات على الساحة الفنية المصرية والعربية. كما أنها تُسهم في تسليط الضوء على الإسهامات الكبيرة للمشاركين، سواء كانوا طلاباً أو أساتذة أو مخرجين، وتقدير جهودهم في إثراء المشهد الثقافي. تُعزز هذه المبادرة دور مصر كمركز إشعاع ثقافي وفني في المنطقة، وتُبرز التزامها بدعم الفنون وتطويرها.




