رودريغو: 8 أشهر بلا أهداف مع ريال مدريد
يواجه الجناح البرازيلي الشاب رودريغو غوس، أحد أبرز المواهب في نادي ريال مدريد الإسباني، تحديًا كبيرًا تمثل في استمراره لثمانية أشهر متتالية دون تسجيل أي هدف في المباريات الرسمية مع فريقه الملكي. هذه الفترة الطويلة من الصيام التهديفي، التي امتدت من مارس الماضي وحتى مطلع نوفمبر الحالي، أثارت تساؤلات حول أداء اللاعب ومستقبله الهجومي، خاصة في ظل التوقعات الكبيرة المعقودة عليه.

الخلفية ومسيرة رودريغو
انضم رودريغو إلى ريال مدريد في عام 2019 قادمًا من نادي سانتوس البرازيلي، وسرعان ما أظهر لمحات من موهبته الفنية وقدرته على حسم المباريات الكبيرة. كان له دور حاسم في تتويج ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا في موسم 2021-2022، حيث سجل أهدافًا لا تُنسى في مراحل متقدمة من البطولة، أبرزها ثنائيته الشهيرة ضد مانشستر سيتي في نصف النهائي. يتميز رودريغو بمرونته التكتيكية، حيث يمكنه اللعب على الجناح الأيمن أو الأيسر، وكذلك كقلب هجوم ثانٍ خلف المهاجم الصريح، وهو ما منحه أهمية في خطط المدرب كارلو أنشيلوتي.
تفاصيل فترة الصيام التهديفي
بدأت فترة جفاف رودريغو التهديفي منذ أواخر الموسم الماضي، واستمرت عبر فترة الإعداد الصيفية وصولاً إلى الأشهر الأولى من الموسم الكروي الحالي. على الرغم من مشاركته بانتظام في مختلف المسابقات، بما في ذلك الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، إلا أن الشباك ظلت عصية عليه. خلال هذه الفترة، لم يغب رودريغو عن التشكيلة الأساسية بشكل كبير، بل كان جزءًا فاعلًا في بناء الهجمات، وقدم بعض التمريرات الحاسمة، ولكنه افتقد للمسة الأخيرة التي اعتادها منه الجمهور الملكي. يزداد الضغط عليه مع كل مباراة تمر دون أن يتمكن من كسر هذا الحاجز التهديفي.
الأسباب المحتملة والتأثيرات
يمكن أن تُعزى فترة الصيام التهديفي التي يمر بها رودريغو إلى عدة عوامل محتملة:
- التغيرات التكتيكية: بعد رحيل كريم بنزيما، شهد خط هجوم ريال مدريد تعديلات في الأدوار والمسؤوليات. قد يكون دور رودريغو قد تغير ليصبح أكثر صانع ألعاب أو لاعبًا يفتح المساحات لزملائه، مما يقلل من فرصه المباشرة للتسجيل.
- الضغط النفسي: التوقعات العالية المفروضة على لاعبي ريال مدريد، جنبًا إلى جنب مع الضغط الإعلامي والجماهيري، يمكن أن تؤثر سلبًا على ثقة اللاعب بنفسه أمام المرمى.
- المنافسة: وجود لاعبين آخرين مثل فينيسيوس جونيور وجود بيلينجهام، اللذين يتمتعان بحس تهديفي عالٍ، قد يجعله أقل تركيزًا على التسجيل وأكثر على المساهمة الجماعية.
- عدم التوفيق: في بعض الأحيان، قد يكون الأمر مجرد قلة حظ، حيث يجد اللاعب نفسه في مواقف سانحة للتسجيل لكن العارضة أو تألق حارس المرمى يحول دون ذلك.
هذا الصيام التهديفي له تأثير ملحوظ على ريال مدريد، حيث يضع عبئًا أكبر على عاتق بقية المهاجمين ولاعبي خط الوسط لتعويض النقص في الأهداف، خاصة في المباريات التي تتطلب كسر الدفاعات الصلبة.
تطلعات ومستقبل اللاعب
يعتبر رودريغو لاعبًا شابًا وواعدًا، ويمتلك الموهبة اللازمة لتجاوز هذه الفترة الصعبة. أظهر كارلو أنشيلوتي ثقته باللاعب، مؤكدًا على أهمية مساهماته الأخرى للفريق حتى وإن لم تكن في صورة أهداف. من المهم لـ رودريغو أن يكسر هذا النحس التهديفي قريبًا لاستعادة كامل ثقته بنفسه وتأكيد مكانته كعنصر لا غنى عنه في هجوم ريال مدريد. سيكون هذا الأمر حاسمًا ليس فقط لمستقبله مع النادي، بل أيضًا لمكانته في المنتخب البرازيلي، الذي يعتمد عليه في خططه المستقبلية. يترقب الجميع اللحظة التي سيهز فيها رودريغو الشباك مجددًا ليطوي صفحة الأشهر الثمانية العجاف ويبدأ فصلًا جديدًا من التألق التهديفي.





