مشكلة الجهة اليمنى تؤرق المدرب تشابي ألونسو في ريال مدريد إثر تراجع أداء كامافينغا
يواجه المدرب تشابي ألونسو، المدير الفني لريال مدريد، تحديًا تكتيكيًا متزايدًا يتركز في الجهة اليمنى من تشكيلة فريقه. هذه المنطقة، التي تعد حيوية للهجوم والدفاع على حد سواء، تحولت إلى مصدر قلق مستمر له خلال الأسابيع الأخيرة، خاصة في ظل التساؤلات المحيطة بأداء اللاعب الشاب إدواردو كامافينغا عند توظيفه فيها. المشكلة لا تقتصر على غياب الحلول الواضحة، بل تمتد لتشمل تأثير ذلك على توازن الفريق وفعاليته في المباريات الحاسمة.

الخلفية التكتيكية وتحديات المركز
لطالما كانت الأطراف جزءًا لا يتجزأ من استراتيجية ريال مدريد الهجومية، حيث توفر العمق والعرض اللازمين لفتح دفاعات الخصوم. ومع ذلك، تشهد الجهة اليمنى في الآونة الأخيرة تذبذبًا كبيرًا في الأداء، مما يعرقل سلاسة البناء الهجومي ويهدد الاستقرار الدفاعي. يعود هذا جزئيًا إلى النقص في الخيارات المتخصصة بالمركز، أو ربما بسبب رغبة المدرب تشابي ألونسو في إيجاد حلول مبتكرة من خلال توظيف لاعبين متعددين في هذه المنطقة، مثل فيديريكو فالفيردي في بعض الأحيان أو لوكاس فاسكيز.
يُعد إدواردو كامافينغا، الذي أثبت جودته العالية في خط الوسط المحوري، أحد اللاعبين الذين حاول ألونسو الاستفادة من قدراتهم البدنية والفنية في هذا المركز. على الرغم من إمكانياته الكبيرة وقدرته على تغطية مساحات واسعة والقيام بالأدوار الدفاعية والهجومية، إلا أن توظيفه كظهير أيمن أو حتى جناح أيمن لم يسفر عن النتائج المرجوة بشكل دائم، مما يطرح تساؤلات حول مدى ملاءمته لهذا الدور على المدى الطويل في تشكيلة بهذا الحجم.
التطورات الأخيرة والتداعيات على الأداء
شهدت الأسابيع الأخيرة تفاقم هذه المشكلة، حيث بدت الجهة اليمنى نقطة ضعف استغلها المنافسون بفعالية. في عدة مواجهات حاسمة بالدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، أبرزت تحركات لاعبي الخصم على هذا الجانب مدى معاناة ريال مدريد في إحكام السيطرة، سواء على الصعيد الدفاعي أو في بناء الهجمات المرتدة. وقد تجلى ذلك في صعوبة كامافينغا في التكيف مع متطلبات المركز، خاصة في الجوانب الدفاعية التي تتطلب تمركزًا ووعيًا تكتيكيًا مختلفًا عن مركزه الطبيعي في قلب الملعب. افتقاره للخبرة في قراءة تحركات الأجنحة المعاكسة وتوقيت التدخلات جعل لاعبي ريال مدريد عرضة للاختراق في بعض اللحظات الحرجة، مما أدى إلى استقبال أهداف أو إتاحة فرص خطيرة للمنافس.
كما أن مساهمته الهجومية، رغم حيويتها أحيانًا بقدرته على المراوغة والاختراق، لم تكن بالفاعلية المطلوبة دائمًا من مركز يتطلب غالبًا كرات عرضية دقيقة ومساندة هجومية مستمرة تفتقر للدقة في اللمسة الأخيرة. هذا التذبذب أثر على قدرة ريال مدريد على فرض هيمنته المعتادة على المباريات، ودفع ألونسو للبحث عن تعديلات مستمرة خلال اللقاءات، سواء بتغيير اللاعبين أو تعديل الخطة، مما يعكس عدم وجود حل ثابت ومقنع حتى الآن لهذا المأزق التكتيكي.
خيارات ألونسو ومحاولات إيجاد الحلول
في مواجهة هذا التحدي، حاول تشابي ألونسو استكشاف خيارات متعددة لتأمين الجهة اليمنى. من بين هذه المحاولات، إشراك لاعبين مثل لوكاس فاسكيز الذي يقدم حلاً مؤقتًا بفضل خبرته ومرونته وفهمه لدور الظهير، ولكنه قد لا يمتلك نفس السرعة والقدرة على التغطية البدنية المطلوبة لمباريات النخبة على مدار موسم طويل. كما جرب داني كارفاخال عند عودته من الإصابة، لكن تكرار إصاباته أو عدم جاهزيته التامة حد من استمراريته وفعاليته في هذا المركز الحيوي.
وقد دفعت هذه الظروف ألونسو أيضًا إلى التفكير في تعديلات تكتيكية، مثل اللعب بثلاثة مدافعين في بعض الأحيان لتعزيز الصلابة الدفاعية، أو الاعتماد على جناح أيمن يميل للمساندة الدفاعية بشكل أكبر على حساب العمق الهجومي. ولكن هذه الحلول غالبًا ما تأتي على حساب جوانب أخرى من توازن الفريق أو قوته الهجومية، مما يجعلها حلولًا مؤقتة وليست دائمة. تتضمن الأفكار المطروحة أيضًا إمكانية العودة إلى السوق لضم لاعب متخصص في هذا المركز خلال فترات الانتقالات القادمة، لكن هذا الحل يتطلب وقتًا وجهدًا وقد لا يكون متاحًا على المدى القصير لحل المشكلة الراهنة.
التأثير على توازن الفريق والضغط على المدرب
لا تقتصر تداعيات مشكلة الجهة اليمنى على الأداء الفردي للاعبين فحسب، بل تمتد لتؤثر على توازن الفريق ككل. فضعف هذا الجانب يضع ضغطًا إضافيًا على لاعبي خط الوسط والمدافعين في الجهة المقابلة لتعويض هذا الخلل، مما قد يؤدي إلى استنزاف طاقتهم أو فتح مساحات أخرى في الملعب يمكن للخصوم استغلالها. كما أن عدم وجود حلول هجومية ثابتة وفعالة من هذا الجانب يحد من تنوع الهجمات ويجعل الفريق أكثر قابلية للتوقع بالنسبة للخصوم، مما يسهل عليهم مهمة الدفاع.
يتزايد الضغط على المدرب تشابي ألونسو لإيجاد حل دائم ومستقر لهذه المعضلة قبل أن تكلف الفريق نقاطًا حاسمة في السباق على الألقاب. فنجاح ريال مدريد في تحقيق أهدافه هذا الموسم يعتمد بشكل كبير على قدرته على معالجة نقاط الضعف التكتيكية، وضمان أن كل جزء من التشكيلة يعمل بكفاءة قصوى وتناغم تام. وبينما يواصل ألونسو البحث والتجريب، يبقى مستقبل الجهة اليمنى في ريال مدريد محورًا للجدل والترقب بين جماهير النادي والمحللين الكرويين، في انتظار الحل الذي يعيد الاستقرار والفعالية لهذا المركز المحوري.





