سمير زيتوني: عامل قطارات جزائري يوصف بالبطل بعد إحباطه هجوم طعن في بريطانيا
في واقعة شهدتها شبكة السكك الحديدية البريطانية مؤخراً، برز اسم سمير زيتوني، وهو عامل قطارات من أصل جزائري، كبطل قومي بعد تدخله الشجاع لإنقاذ حياة الركاب خلال هجوم طعن جماعي. وقد أثارت شجاعته في مواجهة الخطر إشادة واسعة من قبل السلطات والجمهور على حد سواء، مسلطةً الضوء على الدور الحاسم الذي يلعبه العاملون في الخطوط الأمامية لضمان سلامة المواطنين.

تفاصيل الحادثة
بدأت الأحداث تتكشف على متن قطار مزدحم أثناء إحدى الرحلات الروتينية، حيث قام أحد الأفراد بشكل مفاجئ بإشهار سلاح أبيض وبدأ بتهديد الركاب، مما أثار حالة من الذعر والفوضى العارمة. ووفقاً لشهود عيان، سادت حالة من الهلع بين المسافرين الذين حاولوا الابتعاد عن مصدر الخطر في الممرات الضيقة لعربات القطار.
في خضم هذه الفوضى، لاحظ سمير زيتوني، الذي كان يؤدي مهام عمله في ذلك الوقت، الموقف الخطير. وبدلاً من تأمين نفسه، اتخذ قراراً حاسماً بالتدخل الفوري لحماية الركاب المعرضين للخطر المباشر، مدركاً أن كل ثانية كانت حاسمة لمنع وقوع مأساة.
تدخل بطولي
تصرف زيتوني بهدوء وحرفية عالية، حيث تقدم نحو المهاجم وبدأ في محاورته في محاولة لتهدئته ونزع فتيل الموقف المتأزم. اعتمد على خبرته في التعامل مع المواقف الصعبة وقدرته على التواصل الفعال تحت الضغط الشديد. تمكن بفضل شجاعته وحسن تصرفه من صرف انتباه المهاجم وإبعاده عن الركاب، مما أتاح فرصة ثمينة للآخرين للابتعاد إلى مكان آمن.
استمر زيتوني في احتواء الموقف حتى وصول القطار إلى المحطة التالية، حيث كانت قوات الشرطة، وتحديداً شرطة النقل البريطانية، في الانتظار. فور توقف القطار، تمكنت السلطات من إلقاء القبض على المشتبه به دون وقوع إصابات خطيرة بين الركاب، وهو ما يُعزى إلى حد كبير إلى التدخل الشجاع لزيتوني.
ردود الفعل والإشادة العامة
عقب الحادثة، انهالت عبارات الثناء والإشادة على سمير زيتوني من مختلف الجهات. أصدرت شرطة النقل البريطانية بياناً رسمياً أشادت فيه بـ"شجاعته الاستثنائية وتصرفه السريع الذي حال دون تفاقم الوضع". كما أعربت شركة السكك الحديدية التي يعمل بها عن فخرها الشديد بموظفها، واصفةً عمله بالبطولي وأنه يمثل أعلى معايير التفاني في خدمة المجتمع.
على صعيد آخر، لاقت قصة زيتوني انتشاراً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أثنى المستخدمون على جرأته، معتبرين إياه مثالاً يُحتذى به في التضحية من أجل الآخرين. كما احتفى الكثيرون بأصوله الجزائرية، معتبرين قصته نموذجاً إيجابياً ومشرقاً للمهاجرين الذين يساهمون بشكل فعال في مجتمعاتهم الجديدة.
أهمية الحدث وسياقه
تكتسب هذه الحادثة أهمية خاصة لأنها لا تسلط الضوء فقط على عمل فردي بطولي، بل تفتح أيضاً النقاش حول إجراءات السلامة على شبكات النقل العام والدور الحيوي الذي يلعبه الموظفون المدربون جيداً في إدارة الأزمات. كما تؤكد القصة على أن الشجاعة والإنسانية هما قيم عالمية تتجاوز أي خلفيات ثقافية أو عرقية، مقدمةً صورة إيجابية عن مساهمات الجالية العربية في بريطانيا.




