شاحن هاتف ينهي حياة أسرة.. النيابة تكشف ملابسات حريق شبرا الخيمة المأساوي
في واقعة مأساوية شهدتها منطقة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية في أواخر شهر سبتمبر 2024، لقيت أسرة مكونة من خمسة أفراد مصرعها اختناقاً إثر حريق هائل اندلع في شقتهم السكنية. وكشفت التحقيقات الأولية التي باشرتها النيابة العامة أن الحريق نجم عن ماس كهربائي بسبب شاحن هاتف تُرك متصلاً بالكهرباء.

تفاصيل الحادث المروع
بدأت فصول المأساة عندما تلقت غرفة عمليات الحماية المدنية بالقليوبية بلاغاً يفيد بنشوب حريق في شقة سكنية بالطابق الخامس بأحد العقارات في منطقة بيجام. وعلى الفور، انتقلت قوات الحماية المدنية وسيارات الإطفاء إلى موقع الحادث، حيث عملت على إخماد النيران ومنع امتدادها إلى الشقق المجاورة.
بعد السيطرة على الحريق، عثرت القوات داخل الشقة على جثث أسرة كاملة، وهم الأب محمد عبد العليم (35 عاماً)، وزوجته سمر (30 عاماً)، وأطفالهم الثلاثة: كريم (14 عاماً)، وسماح (8 أعوام)، وملك (عام واحد). وأظهرت المعاينة الأولية أن الوفاة حدثت نتيجة الاختناق بالدخان الكثيف الذي ملأ الشقة.
تحقيقات النيابة وقراراتها
تولت النيابة العامة في شبرا الخيمة التحقيق في الواقعة، حيث انتقل فريق من المحققين لمعاينة مسرح الحادث. وأفادت التحقيقات الأولية بأن الحريق بدأ في منطقة المطبخ، وأن السبب المحتمل هو حدوث ماس كهربائي من شاحن هاتف كان متصلاً بمصدر التيار الكهربائي، مما أدى إلى اشتعال النيران التي انتشرت بسرعة في باقي أجزاء الشقة.
وفي إطار الإجراءات القانونية، أصدرت النيابة العامة عدة قرارات شملت ما يلي:
- انتداب خبراء الأدلة الجنائية لفحص الشقة وتحديد السبب الدقيق للحريق وإعداد تقرير مفصل حول ملابساته.
- التصريح بنقل جثامين الضحايا إلى المشرحة وإجراء الصفة التشريحية لتحديد سبب الوفاة رسمياً، والتي أكدت أن الوفاة ناجمة عن "إسفكسيا الخنق".
- الاستماع لأقوال شهود العيان من الجيران وصاحب العقار للوقوف على كافة تفاصيل الواقعة.
- التصريح بدفن جثامين أفراد الأسرة الخمسة بعد انتهاء إجراءات الطب الشرعي.
خلفية عن الأسرة والتحذيرات المجتمعية
أوضحت التحريات أن الأسرة المنكوبة كانت قد انتقلت للعيش في هذه الشقة قبل أقل من شهر من وقوع الحادث المأساوي، مما أضاف بعداً إنسانياً مؤلماً للواقعة في محيطهم الجديد. وأفاد بعض الجيران في شهاداتهم بأنهم سمعوا صوت انفجار قبل أن يلاحظوا تصاعد الدخان بكثافة من شقة الضحايا، وحاولوا المساعدة لكن قوة النيران حالت دون تمكنهم من الدخول.
تُسلط هذه الحادثة الضوء مجدداً على المخاطر الكبيرة المرتبطة بترك الأجهزة الإلكترونية وشواحن الهواتف متصلة بالكهرباء دون مراقبة، خاصة الشواحن غير الأصلية أو القديمة. وتعمل مثل هذه الوقائع بمثابة تذكير مؤلم بضرورة اتباع إرشادات السلامة والأمان داخل المنازل لتجنب تكرار مثل هذه الفواجع.





