النيابة العامة بالإسكندرية تطلب تحليل الحمض النووي لتحديد هوية ضحايا حادث الطريق الساحلي المروع
تواصل الأجهزة الأمنية وجهات التحقيق في محافظة الإسكندرية جهودها المكثفة للكشف عن ملابسات حادث مروع وقع على الطريق الساحلي الدولي، أسفر عن خسائر بشرية فادحة. وقد شهدت الساعات الماضية تطوراً جديداً في سير التحقيقات، حيث أمرت النيابة العامة بضرورة إجراء تحليل الحمض النووي (DNA) لجثث الضحايا التي تفحمت بالكامل، وذلك لتحديد هوياتهم بشكل دقيق وموثوق، في محاولة لكشف الغموض المحيط بهذا المصاب الأليم الذي وقع أمس.

تفاصيل الحادث الأليم
وقع الحادث المؤسف على جزء من الطريق الساحلي الدولي بالإسكندرية، وتحديداً حين اشتعلت النيران بشكل مفاجئ بسيارة ملاكي كانت تسير عليه، مما أدى إلى انفجارها المروع. تشير التقارير الأولية إلى أن قوة الانفجار وحجم الحريق أديا إلى مصرع ثلاثة أشخاص كانوا يستقلون السيارة. وبسبب شدة الحريق، تفحمت جثث الضحايا تمامًا، مما جعل التعرف عليهم بالطرق التقليدية أمراً مستحيلاً. بالإضافة إلى ذلك، أسفر الحادث عن إصابة شخص رابع إصابات بالغة وخطيرة، وقد تم نقله فوراً إلى المستشفى حيث يخضع للعلاج المكثف، ووصفت حالته بالحرجة، مما يستدعي اهتماماً خاصاً من الفرق الطبية.
دور النيابة العامة وإجراءات التحقيق
تتولى النيابة العامة بالإسكندرية الإشراف المباشر على كافة جوانب التحقيق في الحادث، وقد أصدرت توجيهات صارمة وسريعة بضرورة اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لكشف الملابسات الحقيقية وراء هذه الفاجعة. ويأتي قرار النيابة بطلب تحليل الحمض النووي (DNA) للجثث كخطوة جوهرية وحاسمة لفك لغز هويات الضحايا المتفحمة. يعتبر هذا الإجراء العلمي المتقدم ضرورياً للغاية في الحالات التي تستعصي فيها عملية التعرف على الجثث عبر الوسائل البصرية أو من خلال المستندات التعريفية، مما يضمن تحديد الهوية بدقة متناهية ودون أدنى شك، وبالتالي تمكين إبلاغ ذويهم بشكل رسمي وتسهيل الإجراءات القانونية والإنسانية اللاحقة.
بالإضافة إلى طلب تحليل الحمض النووي، تتضمن إجراءات التحقيق الأخرى التي تجريها النيابة العامة والفرق المعاونة ما يلي:
- معاينة دقيقة وشاملة لموقع الحادث لجمع كافة الأدلة الجنائية المادية، بما في ذلك بقايا السيارة وأي آثار يمكن أن تساعد في فهم طبيعة الواقعة.
- الاستماع إلى أقوال شهود العيان الذين كانوا متواجدين بالقرب من مكان الحادث وقت وقوعه، لجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات حول تسلسل الأحداث.
- طلب تقارير فنية مفصلة من خبراء الأدلة الجنائية وخبراء المرور المتخصصين، بهدف تحديد الأسباب المحتملة لاشتعال السيارة وانفجارها، سواء كانت أعطالاً فنية، أو نتيجة تصادم، أو عوامل أخرى.
- فحص بقايا السيارة المحترقة بدقة شديدة لمعرفة ما إذا كانت هناك عيوب فنية سابقة أو عوامل خارجية غير متوقعة قد ساهمت في وقوع الحادث.
- متابعة الحالة الصحية للمصاب الوحيد بشكل مستمر، والاستعداد للاستماع إلى أقواله حال تحسن حالته الصحية واستعادته للوعي.
أهمية التحقيق وتداعيات الحادث
تكتسب هذه التحقيقات أهمية بالغة تتجاوز مجرد تحديد هوية الضحايا وتقديم إجابات لعائلاتهم الثكلى. إن الهدف الأسمى هو الكشف عن الأسباب الحقيقية وراء هذا الحادث المأساوي بكل تفاصيلها. ففهم العوامل الدقيقة التي أدت إلى اشتعال السيارة وانفجارها يمكن أن يساهم بشكل فعال في وضع وتطوير تدابير وقائية مستقبلية أكثر صرامة، بهدف تعزيز السلامة على الطرقات وتقليل مخاطر وقوع حوادث مماثلة في المستقبل. وقد أثار هذا الحادث الأليم حالة من الحزن العميق والقلق الشديد بين أهالي الإسكندرية وعموم المواطنين، الذين يؤكدون على ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية والرقابية لضمان سلامة مستخدمي الطريق الساحلي الدولي، الذي يُعد شرياناً حيوياً ويشهد حركة مرورية كثيفة على مدار الساعة.
ما زالت جهود فرق البحث والتحقيق مستمرة على مدار الساعة وبأقصى سرعة ممكنة، ويترقب الرأي العام بفارغ الصبر نتائج هذه التحقيقات التي ستكشف عن الحقيقة الكاملة وراء هذا الحادث المروع، وتساعد في طي صفحة الغموض التي خيمت عليه.





