النيابة العامة تجدد إيداع الطفل المتهم بقتل زميله في الإسماعيلية بدار رعاية
أصدرت النيابة العامة بمحافظة الإسماعيلية، خلال الساعات الماضية، قراراً قضائياً جديداً بشأن القضية التي هزت الرأي العام والمعروفة إعلامياً بـ"جريمة طفل الإسماعيلية". وبموجب هذا القرار، تم تجديد إيداع الطفل المتهم، البالغ من العمر 16 عاماً، في إحدى دور الرعاية المخصصة للأحداث لمدة 15 يوماً إضافية على ذمة التحقيقات الجارية في واقعة قتله لزميله البالغ من العمر 15 عاماً.

خلفية الجريمة المروعة وتفاصيلها
تعود وقائع هذه القضية الصادمة إلى الأيام القليلة الماضية، حينما تلقت الأجهزة الأمنية في الإسماعيلية بلاغاً من أسرة المجني عليه، إياد حاتم، باختفائه في ظروف غامضة. وبعد عمليات بحث وتحرٍ مكثفة، تم العثور على أجزاء من جثمان الضحية موزعة في أكياس بلاستيكية وملقاة في مناطق متفرقة بحي السلام، وهو ما كشف عن جريمة قتل بشعة.
أشارت التحقيقات الأولية إلى أن المتهم، وهو صديق مقرب للضحية، استدرجه إلى شقة مهجورة أو سطح أحد العقارات بحجة قضاء بعض الوقت معاً. وهناك، قام بالاعتداء عليه وقتله، ثم عمد إلى تقطيع جثمانه باستخدام منشار كهربائي بهدف إخفاء معالم الجريمة والتخلص من الأدلة. وأوضحت التحريات أن دافع الجريمة قد يكون مرتبطاً بخلافات شخصية أو مالية بين الصديقين.
إجراءات التحقيق وقرارات النيابة
عقب تحديد هوية المشتبه به وإلقاء القبض عليه، باشرت النيابة العامة تحقيقاتها الموسعة. وقد اعترف المتهم تفصيلياً بارتكاب الجريمة خلال الاستجوابات، وقام بتمثيل كيفية تنفيذه لها في مسرح الحادث. كما أرشد المحققين إلى الأماكن التي تخلص فيها من باقي أجزاء الجثمان والأداة المستخدمة في الجريمة.
ونظراً لكون المتهم حدثاً لم يتجاوز السن القانونية، فقد تقرر إيداعه في دار رعاية بدلاً من السجن الاحتياطي، وذلك وفقاً لما ينص عليه قانون الطفل في مصر. ويأتي قرار تجديد الإيداع لمدة 15 يوماً استكمالاً للإجراءات القانونية اللازمة، حيث تواصل النيابة جمع الأدلة، والاستماع لشهادة الشهود، وانتظار تقارير الطب الشرعي النهائية التي ستوضح كافة ملابسات الوفاة بشكل دقيق.
الأثر المجتمعي وأهمية القضية
أثارت هذه القضية حالة من الصدمة والحزن الشديدين في الشارع المصري، ليس فقط لبشاعة تفاصيلها، بل أيضاً لصغر سن الجاني والمجني عليه، اللذين كانا صديقين. وسلطت الجريمة الضوء مجدداً على قضايا العنف بين الشباب والمراهقين، وفتحت نقاشاً مجتمعياً واسعاً حول دور الأسرة والرقابة الأبوية في توجيه سلوك الأبناء. ويتابع الرأي العام عن كثب تطورات التحقيقات، انتظاراً لتحقيق العدالة وكشف جميع الدوافع وراء هذا الحادث المأساوي الذي أفجع مدينة الإسماعيلية بأكملها.





