ندوات قصور ثقافة الإسماعيلية تسلط الضوء على مهارات فن التواصل الفعال
شهدت قصور الثقافة بمحافظة الإسماعيلية، في أوائل شهر نوفمبر 2023، سلسلة من الفعاليات التفاعلية والندوات المكثفة التي ركزت على تطوير وتعزيز مهارات فن التواصل الفعال بين أفراد المجتمع، وخاصة الشباب. تأتي هذه المبادرة ضمن جهود الهيئة العامة لقصور الثقافة، ممثلة في فرع ثقافة الإسماعيلية، لتمكين المواطنين وتزويدهم بالأدوات اللازمة للمشاركة البناءة في الحياة الاجتماعية والثقافية، وفي إطار الدور المحوري الذي تلعبه هذه المؤسسات في التنمية المجتمعية الشاملة.

خلفية وأهمية المبادرة
تُعد مهارات التواصل الفعال ركيزة أساسية للتفاعل الإنساني السليم، وهي ضرورية لبناء مجتمعات متماسكة ومزدهرة. في سياق المجتمعات المحلية مثل الإسماعيلية، حيث تتنوع الخلفيات الاجتماعية والثقافية، يصبح تعزيز هذه المهارات أمرًا حيويًا لتجاوز الحواجز وتعميق الفهم المتبادل. تهدف قصور الثقافة، بوصفها مراكز إشعاع فكري وثقافي، إلى توفير مساحات آمنة ومنظمة للحوار والنقاش البناء، وتتطلب هذه المساحات من المشاركين امتلاك القدرة على التعبير عن آرائهم بوضوح، والاستماع بإنصات، وتقبل وجهات النظر المختلفة بمرونة. هذه المبادرات لا تقتصر فقط على الجانب الثقافي، بل تمتد لتشمل الإعداد لسوق العمل، وتعزيز القدرات القيادية، ومواجهة التحديات الاجتماعية المعاصرة.
فعاليات وأنشطة متنوعة
تضمنت الفعاليات برنامجًا غنيًا يجمع بين المحاضرات التوجيهية وورش العمل التطبيقية، التي أقيمت في عدد من قصور الثقافة وبيوتها المنتشرة في المحافظة، بما في ذلك قصر ثقافة الإسماعيلية الرئيسي، وبيت ثقافة فايد، ومركز ثقافة القنطرة غرب. ركزت هذه الأنشطة على محاور رئيسية متعددة لفن التواصل، منها:
- مهارات الاستماع الفعال: تدريب المشاركين على أهمية الإنصات الحقيقي للآخرين، فهم الرسائل غير اللفظية، وتجنب المقاطعة، مما يعزز من جودة النقاش وفعاليته.
- فن التعبير اللفظي وغير اللفظي: تطوير قدرات الأفراد على صياغة أفكارهم بوضوح ودقة، واستخدام لغة الجسد المناسبة لتعزيز الرسالة، وكيفية التحكم في نبرة الصوت والإيماءات لترك انطباع إيجابي.
- إدارة الحوار والنقاش البناء: تعليم استراتيجيات الدخول في حوارات مثمرة، وكيفية عرض الحجج والأدلة بشكل مقنع، مع احترام الرأي الآخر، والقدرة على إدارة الخلافات بشكل حضاري.
- التغلب على الخوف من التحدث أمام الجمهور: تقديم تقنيات وتمارين عملية لمساعدة المشاركين على بناء الثقة بالنفس عند التحدث في مجموعات أو أمام جمهور كبير، مما يسهم في تطوير مهاراتهم في الإلقاء والتقديم.
- تنمية مهارات الإقناع والتأثير: استعراض أسس الإقناع الأخلاقي وكيفية التأثير الإيجابي على الآخرين من خلال المنطق والتعاطف، وتقديم أمثلة عملية من الحياة اليومية والمناقشات الثقافية.
شارك في تقديم هذه الورش نخبة من الخبراء والمتخصصين في مجالات علم النفس والتنمية البشرية والإعلام، مما أثرى المحتوى وقدم للمشاركين زوايا نظر متعددة وأدوات تطبيقية قابلة للاستخدام الفوري. وقد شهدت الجلسات تفاعلًا كبيرًا من الحضور، الذين أعربوا عن تقديرهم للمحتوى المقدم والأسلوب العملي للمدربين.
الأثر المتوقع والمستقبل
تهدف هذه الفعاليات إلى إحداث تأثير إيجابي ملموس على المستوى الفردي والمجتمعي. على الصعيد الفردي، يتوقع أن يتمكن المشاركون من تحسين علاقاتهم الشخصية والمهنية، وتعزيز قدراتهم على حل المشكلات، والمساهمة بفعالية أكبر في محيطهم. أما على الصعيد المجتمعي، فتسهم هذه المبادرات في بناء ثقافة حوارية راقية، تشجع على التسامح وقبول الاختلاف، وتوفر بيئة خصبة لتبادل الأفكار وتوليد الحلول للتحديات المشتركة. تعتبر الهيئة العامة لقصور الثقافة أن الاستثمار في المهارات الشخصية للمواطنين، وفي مقدمتها مهارات التواصل، هو استثمار في مستقبل الأمة، ويعزز من قدرتها على التقدم والازدهار.
وتؤكد إدارة فرع ثقافة الإسماعيلية على استمرار هذه البرامج والورش في المستقبل، ضمن خطة متكاملة تهدف إلى تعميم الفائدة على أوسع قطاع ممكن من أهالي المحافظة، مع التركيز على الفئات الشابة والمرأة لتمكينهم من القيام بدور فاعل في تنمية مجتمعاتهم المحلية والارتقاء بها.




