شرطة لندن تطيح بأضخم شبكة لتهريب الهواتف المسروقة في تاريخ بريطانيا
في عملية وُصفت بأنها الأكبر من نوعها في تاريخ المملكة المتحدة، نجحت شرطة العاصمة البريطانية لندن في تفكيك شبكة إجرامية دولية ضخمة متخصصة في تهريب الهواتف الذكية المسروقة. وأسفرت العملية، التي استمرت لسنوات تحت اسم "Operation Celadon"، عن إدانة أعضاء الشبكة الرئيسيين والحكم عليهم بالسجن لفترات متفاوتة، مما يمثل ضربة قاصمة للسوق السوداء التي تغذي جرائم السرقة والسطو في شوارع لندن.

خلفية العملية وتفاصيل التحقيق
بدأت خيوط القضية تتكشف في أواخر عام 2019 عندما تتبعت وحدة متخصصة في شرطة العاصمة هاتفًا مسروقًا واحدًا، وهو ما قاد المحققين تدريجيًا إلى الكشف عن بنية تحتية إجرامية واسعة النطاق. تركزت عمليات الشبكة في مكتب يقع في منطقة ساوثهول غرب لندن، والذي كان بمثابة مركز لتجميع ومعالجة آلاف الأجهزة المسروقة أسبوعيًا. وبعد أشهر من المراقبة وجمع الأدلة، نفذت الشرطة مداهمة كبرى على هذا الموقع في أكتوبر 2021، حيث تم ضبط كميات هائلة من الهواتف والأجهزة الإلكترونية الأخرى، مما أكد حجم العمليات الهائل.
طريقة عمل الشبكة الإجرامية
كانت الشبكة تعمل وفق نموذج عمل منظم للغاية. كان يتم تجميع الهواتف المسروقة من لصوص منتشرين في جميع أنحاء العاصمة، ثم نقلها إلى مركز العمليات في ساوثهول. داخل هذا المركز، كان فريق متخصص يقوم بالمهام التالية:
- مسح البيانات: يتم محو جميع البيانات الشخصية للمالكين الأصليين بشكل كامل.
 - إعادة البرمجة: يتم تغيير أرقام التعريف الدولية للأجهزة (IMEI) للسماح باستخدامها على شبكات دولية أخرى وتجاوز قوائم الحظر.
 - التعبئة والشحن: بعد تجهيزها، كانت الهواتف تُعبأ بعناية وتُشحن بكميات كبيرة إلى وجهات دولية متعددة، أبرزها باكستان وبنغلاديش والإمارات العربية المتحدة، حيث يتم بيعها في الأسواق المحلية.
 
قُدرت القيمة الإجمالية للهواتف التي تم تهريبها بملايين الجنيهات الإسترلينية، حيث تشير التقديرات إلى أن الشبكة تعاملت مع عشرات الآلاف من الأجهزة خلال فترة نشاطها.
الأحكام القضائية وتأثير العملية
أسفرت المحاكمات التي جرت في محكمة كينغستون كراون عن إدانة عدد من المتورطين الرئيسيين. وقد حُكم على زعيم الشبكة، نان باي، بالسجن لأكثر من خمس سنوات، بينما تلقى مساعدوه، ومن بينهم أوشمان شاه ونواكات علي، أحكامًا متفاوتة بالسجن لدورهم في إدارة الخدمات اللوجستية والتقنية للشبكة. وصرحت شرطة لندن بأن تفكيك هذه الشبكة لم يكن مجرد استهداف لممتلكات مسروقة، بل كان يهدف بشكل أساسي إلى قطع المصدر المالي الذي يحفز على ارتكاب جرائم العنف والسرقة في الشوارع. ويعتقد أن هذه العملية ستساهم في الحد من جاذبية سرقة الهواتف من خلال تعطيل أحد أكبر مسارات تصريفها وبيعها.




