تفكيك أكبر شبكة لسرقة الهواتف في تاريخ بريطانيا
في ضربة قوية للجريمة المنظمة، تمكنت السلطات البريطانية من تفكيك ما وُصف بأنه أكبر شبكة لسرقة الهواتف المحمولة في تاريخ البلاد، والتي كانت مسؤولة عن سرقة مئات الآلاف من الأجهزة بقيمة تتجاوز 10 ملايين جنيه إسترليني. وقد أسفرت عملية أمنية معقدة، استمرت لسنوات، عن إدانة وسجن العقل المدبر للشبكة، ألين إيلي أرتيمون، وعدد من مساعديه الرئيسيين في أواخر عام 2023.
خلفية الجريمة وأسلوب العمل
عملت الشبكة الإجرامية بأسلوب منظم للغاية، حيث اعتمدت على فرق من اللصوص الذين كانوا يستخدمون الدراجات النارية (السكوتر) لخطف الهواتف من أيدي المارة في شوارع لندن المزدحمة، خاصة في منطقة ويست إند. كانت عمليات السرقة تتم بسرعة ووقاحة، مما أثار حالة من القلق العام وزاد من الضغط على أجهزة الشرطة لمواجهة هذه الظاهرة المتنامية.
لم تكن العملية تقتصر على السرقة فقط، بل كانت تشمل بنية تحتية لوجستية متكاملة. فبمجرد سرقة الهواتف، كانت تُنقل إلى شقة في شرق لندن تحولت إلى مركز عمليات، حيث كان يتم مسح بياناتها وإعادة تغليفها وتجهيزها للشحن إلى خارج البلاد، لتُباع في أسواق في رومانيا والإمارات العربية المتحدة وشمال إفريقيا.
تفاصيل العملية الأمنية والإيقاع بالشبكة
قادت شرطة العاصمة لندن تحقيقًا واسع النطاق تحت اسم "عملية أوكتان"، والذي تطلب جهودًا استخباراتية وميدانية كبيرة لتعقب خيوط الشبكة. واجه المحققون صعوبة في البداية لربط حوادث السرقة الفردية بالمنظمة الأكبر، لكن من خلال تحليل البيانات والتحريات المالية والمراقبة الدقيقة، تمكنوا من تحديد هوية زعيم الشبكة أرتيمون وكشف هيكلها التنظيمي.
كانت نقطة التحول هي ربط الهواتف المسروقة بعمليات الشحن الدولية التي كان يديرها أرتيمون. وقد جمعت الشرطة أدلة دامغة، بما في ذلك سجلات مالية ومقاطع فيديو للمراقبة، والتي أثبتت دوره المحوري في إدارة هذه الإمبراطورية الإجرامية، بدءًا من استلام الأجهزة المسروقة وحتى بيعها في الخارج.
الأحكام القضائية وحجم الأضرار
بعد محاكمة طويلة، أصدرت محكمة كينغستون كراون أحكامًا بالسجن لفترات طويلة ضد أعضاء الشبكة الرئيسيين. حُكم على العقل المدبر، ألين إيلي أرتيمون، بالسجن لمدة طويلة لكونه المسؤول الأول عن إدارة هذه العمليات المعقدة. كما صدرت أحكام متفاوتة ضد مساعديه الذين لعبوا أدوارًا حيوية في فرز الهواتف وتجهيزها وتصديرها.
كشفت التحقيقات أن الشبكة كانت مسؤولة عن جزء كبير من جرائم سرقة الهواتف التي نفذها لصوص الدراجات النارية في لندن على مدار عدة سنوات. إن حجم العملية، الذي قُدر بمئات الآلاف من الهواتف، يسلط الضوء على مدى ربحية هذه التجارة غير المشروعة وتأثيرها الكبير على السلامة العامة والاقتصاد.
الأهمية والتداعيات
يمثل تفكيك هذه الشبكة نجاحًا كبيرًا لأجهزة إنفاذ القانون في بريطانيا، ويعتبر رسالة قوية بأن السلطات تتعامل بجدية مع الجريمة المنظمة التي تستهدف المواطنين. ومن المتوقع أن يؤدي هذا الإنجاز إلى انخفاض ملحوظ في معدلات سرقة الهواتف في العاصمة، كما أنه يقطع طريقًا رئيسيًا لتصريف الأجهزة الإلكترونية المسروقة على المستوى الدولي.




